نعيم الهاشمي الخفاجي ||
العراق يعاني من وجود صراعات قومية ومذهبية مستدامة، الشعوب العربية ومنها العراق ضحية أطماع الاستعمار الذي دمج مكونات غير متجانسة مع بعض لتبقى دولنا دول فاشلة.
لو كان الشعب العراقي هو من رسم حدوده، واختار نظام سياسي يمثل كل المكونات بدون تهميش واقصاء، لما سالت كل هذه الدماء، ولما بددت الثروات، ولما حكمنا صدام جرذ العوجة بالحديد والنار، بظل عدم وجود دستور يضمن مشاركة جميع المكونات، يبقى الصراع المستدام، صدام الجرذ كان طائفي وشوفيني بتعامله مع الشيعة والأكراد، ارتكب أبشع الجرائم الطائفية والشوفينية، بمباركة الغالبية من ابناء المكون الطائفي الذي ينتمي إليه صدام جرذ العوجة الهالك.
من أسقط نظام صدام الجرذ أقوى واعتى قوة عظمى بالعالم، تريد تصير العالم وفق ما تراه مناسبا للشعب العراقي وحتى وإن تعارض مع غالبية ابناء الشعب العراقي، لولا الدعم الغربي الوهابي لما تجرأ اراذل فلول البعث على سفك كل هذه الدماء، ولولا تخاذل القادة السياسيين وخلافاتهم البينية وخاصة خلافات ساسة المكون الشيعي العراقي لما تجرأ اراذل فلول البعث على مواصلة قتل أبناء المكون الشيعي واستنزاف موارد العراق البشرية والمالية، الذي يريد أن يقاوم مشاريع القوى الاستعمارية، عليه أولا أن يتعاون مع أبناء جلدته في تبني مشروع سياسي جامع وشامل، والكف عن الخلافات البينية.
منذ سقوط نظام صدام الجرذ وليومنا هذا، الحكومات تتشكل وتضم كل مكونات الشعب العراقي، بطرق محاصصات، وإن تغيرت شعارات تشكيل الحكومات، إذا كان هناك فشل بالأداء الحكومي، يتحمله كافة ساسة المكونات العراقية الثلاث، الشيعة والاكراد والسنة، لكن ما نراه هناك فيالق إعلامية مدربة تحاول الصاق الفشل بساسة المكون الشيعي فقط، منذ سبعة أشهر على تشكيل الحكومة العراقية، هناك تغير واضح في عمليات الأعمار والصناعة والزراعة، رغم أن العراق بالشكل دولة واحدة، لكن بالواقع العملي، دولة بها ثلاث دول، ولكل مكون دولة شبه مستقلة، بل أصبحت الخيانة والتآمر عمل مبرر لدى ساسة شركاؤنا بالوطن في الدفاع عن مكونهم ومذهبهم السني.
السياسي الناجح عليه أن يستمد شرعيته من الجماهير، وهذا الأمر ليس موجود بالعراق، رغم وجود جماهير مليونية مضحية، لو وجدت قائد سياسي محنك، لتم كنس كل القوى البعثية الوهابية الطائفية الجبانة، ائتلاف إدارة الدولة الذي شكل الحكومة يضم الشيعة من خلال أحزاب الإطار، والسنة والاكراد، القوى المخابراتية الإقليمية عملت على جمع كل القوى البعثية السنية ضمن قائمة واحدة، بتدخل سافر وواضح بشؤون العراق الداخلية.
ساسة قوى الإطار صدرت منهم تصريحات بالصورة والصوت، بخصوص خفض سعر صرف الدولار وبسط هيبة الدولة واحياء سلطة القانون وإعادة النظر بملف السلة الغذائية، وإقرار سلم جديد للرواتب، والعمل على مصارحة الجماهير وكسب ودهم وعدم التفريط بهم، تم توقيع تعهدات ما بين ساسة الإطار والاكراد والسنة، التعهدات الطرف السني يفهمها إطلاق سراح القتلة والمجرمين الذباحين الأراذل، الطرف الكوردي يريد استفتاء شعبي لضم الأراضي المتنازع عليها إلى الإقليم الكوردي، رغم أن الإقليم الكوردي من الناحية العملية بات إقليمين، إقليم السليمانية، وإقليم اربيل دهوك، الحقيقة صمت ساسة المكون الشيعي عن جرائم فلول البعث، جعل فلول البعث يعتقدون أنهم أصحاب حق، وصدق قول الإمام علي ع، عندما يصمت أهل الحق عن حقهم يتوهم أهل الباطل أنهم أصحاب حق.
لايمكن السماح لفلول البعث تغير الحقائق، لدى الشيعة عشرات آلاف المغيبين خلال العشرين سنة الماضية، ناهيكم عن ملايين المغيبين بحقبة حكم جرذهم صدام، مضاف إلى عمليات الخطف والقتل والتهجير التي حدثت داخل مناطق الاكثريات السنية، أو في بؤرة اللطيفية وجرف النصر، والتاجي وبادوش، يكفي فتح ملف خطف واغتصاب وقتل عروس الدجيل لتبيان من هو الطرف الذي يقتل على الهوية، فتح قضية اغتيال اكثر من ثلاثمائة طالب شيعي بجامعات الموصل، جريمة سبايكر بالصورة والصوت، الشيعي قتل والسني أطلق سراحه، يفترض فتح أطنان من الوثائق التي تدين القوى الإرهابية جمعها السيد نوري المالكي خلال تسع سنوات تولاها السيد المالكي برئاسة الوزراء، بحقبة زمنية كانت تنفجر يوميا عشرات العجلات المفخخة والعبوات والاحزمة الناسفة.
لا عفو عن القتلة و الذباحين، طبعا قانون العفو العام الذي يصر الساسة السنة على إقراره، حسب اعتقادهم إطلاق سراح الذباحين، ويريدون صرف رواتب تقاعدية للذاحين والانتحاريين الدواعش بكذبة كبرى اسمها المغيبين فمعظم المغيبين أسمائهم اخذت من خلال إرهابيين اعتقلتهم الجهات الامنية العراقية اعترفوا أن غالبية المغيبين اسماؤهم على لوائح الإرهاب، لا عفو ولا منح رواتب تقاعدية للذباحين الدواعش والقاعديين البعثيين الاراذل، لا يمكن شمول القتلة بملف العفو العام، بعد ثبوت تورطهم بالارهاب وفق الادلة الموثقة ثبوتيا من اعترافات آلاف الإرهابيين الذين تم اعتقالهم من قبل القوات الأمنية العراقية.
الشريك الكوردي يعتقد ان بترول الاقليم يصدر بدون معرفة حكومة بغداد في كميات البترول المصدر، بكل دول العالم العوائد النفطية ومستحقات المعابر الحدودية، تخضع إلى دائرة الضرائب العامة المركزية في العاصمة المركزية أو الاتحادية، هناك حقيقة الشعب الكردي، شعب عانى من الظلم والقتل والاضطهاد، المنطق والعقل يقول لولا نضال وتضحيات الشيعة والاكراد لما سقط نظام صدام الجرذ ولما تشكلت حكومات ولما تم إقرار دستور.
الإطار التنسيقي يتعرض لحملات طائفية وشوفينية واضحة، إن مواصلة إصرار شركاؤنا بالوطن على التكلم بمنطق عنصري وشوفيني وفي عقلية استعلائية، لا يمكن حل المشاكل بظل وجود نفوس بعثية طائفية عنصرية، ليومنا هذا لم ينتج الشريك السني ساسة يؤمنون بالعملية السياسية، فكيف يمكن بناء وطن مع شريك يدعم الإرهاب ويشوه الحقائق ويتاجر بكل قضية للكسب السياسي، كلنا يتذكر كيف طارق الهاشمي تاجر بفرج صابرين الجنابي للكسب السياسي، تم وضع مسرحية هزيلة، تم عرض مقطع فيديو إلى صابرين وهي تتالم بطريقة تمثيلية، ادعت أن جندي شيعي رافضي اغتصبها، وكأن هذا الجندي الرافضي يمتلك جهاز ذكري صاروخي.
ملف سعر صرف الدولار الذي يشكل أولوية متقدمة في حياة المواطن المعيشية، رغم التحسن الذي طرأ على سعر الصرف، لكن هذا الملف لايزال يخضع إلى الابتزاز وربما هناك جهات تشتري الدولار في أسعار مرتفعة، لكن رأيت بالبصرة حالات، منها قضية ذهاب المواطنين للحج، رأيت متعهد حملة حج قال الى الحجاج بحملته اشتروا لبدولار من السوق وكل واحد يجب أن يحضر ألفين دولار، حتى انا تكلمت، قلت لهم ان السيد رئيس الوزراء حدد مبلغ ألفين دولار لكل مواطن يذهب للحج يشتريها من البنك الحكومي، ذهب الحجاج إلى هيئة الحج بالبصرة، قالوا لهم اشتروا من السوق، النتيجة اشترى الحجاج مبالغ الدولار من السوق بسعر ١٤٦٠٠٠ وليس بسعر الحكومة ١٣٢٠٠٠، أين الخلل، هل بحملة الحجيج أم بالحجاج، انا رأيت ذلك في ام عيوني، كان ولازال واجب فروع هيئة الحج تزويد كل حاج بكتاب إلى المصرف الحكومي لبيعهم الدولار، ذهبت الى موظف في بنك ابو الخصيب، الرجل قال أنا مستعد اصرف دولار للحجاج لكن اريد كتاب من هيئة حج البصرة لكل حاج معنون إلى البنك، ماتفسير رفض حملات الحج تزويد الحجاج بكتب إلى البنوك، هل من باب أخذ الأموال المخصصة للحجاج ويبيعونها للسوق المحلية للكسب المادي من خلال سرقة المبالغ المخصصة للحجاج.
بكل الاحوال نتمنى من ساسة المكون الشيعي العمل على كسب الحاضنة الشعبية من جديد، ونتمنى من ساسة المكون الشيعي التوصل الى حلول دائمة مع الطرف الكوردي لانهاء كل الملفات والعمل على تعزيز الشراكة مع الطرف الكوردي، ونتمنى من الساسة الشيعة العمل من خلال الجماهير في دعم تيار سياسي سني شعبي من المتضررين من البعثيين والتيارات التكفيرية، ليكونوا هم الممثلين بالعملية السياسية للمكون السني العراقي، وخاصة بظل وجود روابط عشائرية قوية مابين العرب الشيعة مع العرب العراقيين السنة.
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
5/6/2023
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha