تمر على الشعب العراقي، الذكرى التاسعة للجريمة التي قد تكون "الابشع" بتأريخ العراق، عندما فقد قرابة 2000 طالب عراقي بمجزرة تحمل أسماء عديدة، و"الدم" يُفصّل أثمها.
جريمة "سبايكر" التي نُفذت بأياد إجرامية خالصة، أعترف العالم أجمعه بانها أكبر "إبادة جماعية" حصلت في البلد، والذنب الوحيد وراء مقتلهم أنهم كانوا "شيعة"!.
وأحيت عوائل الشهداء، اليوم السبت، الذكرى السنوية التاسعة لمجزرة، التي ارتكبتها عصابات "داعش" الإرهابية بحق العناصر الأمنية، ابان غزو تلك الجماعة الإرهابية للعراق في العاشر من حزيران / يونيو عام 2014.
فعلى الرغم، من مرور تسع سنوات، على موعد الجريمة، الا أنها لم تخلد وتكرم بصورة تليق بالطلبة الشهداء، فأعداد المفقودين"لا تعد"، وحقوقهم "في طي النسيان"، وقتلاهم غير معروفين.
المتحدث باسم كتلة الصادقون النيابية، محمد البلداوي, أكد وجود تقصير حكومي تجاه ضحايا مجزرة سبايكر، وفيما طالب بالإسراع بتنفيذ القصاص بحق المتورطين، بين أهمية اعتبارها جريمة إبادة جماعية من قبل الامم المتحدة.
ويقول البلداوي في بيان تلقته وكالة / المعلومة /، بالتزامن مع الذكرى التاسعة لمجزرة سبايكر، إن "اعتبار الأمم المتحدة جريمة سبايكر جريمة إبادة جماعية يعني انها ستطال عقوبات لكل الدول التي دعمت الإرهاب الداعشي"، مشيرا الى ان "ذلك الاعتبار يؤكد للعالم ان العراقيين قاتلوا دفاعا عن الإنسانية جماء وليس دفاعا عن الشعب العراقي لوحدة".
ويضيف، ان "الحكومة مقصرة تجاه عوائل الشهداء من ناحية اعاطائهم مستحقاتهم او من خلال القصاص من القتلة من خلال تنفيذ احكام الإعدام الصادرة بحقهم"، مبينا ان "قرار الأمم المتحدة باعتبار جريمة سبايكر بحق العراقيين ترقى الى جرائم الإبادة الجماعية".
ويوضح عضو مجلس النواب، أن “هذا الاعتبار سيترتب عليه تجريم كل من دعم الإرهاب الداعشي من الدول كافة, فضلا عن انه سيفسح المجال قانونيا الى رفع العراق الشكاوى لدى محكمة العدل الدولية عن أي جهة تورطت بدعم الدواعش و قتل وتهجير العراقيين".
الى ذلك، عدت عضو مجلس النواب، زهرة البجاري، جريمة سبايكر، جسدت الصورة الدموية لبقايا البعث و نظامه المقبور، داعية الحكومة الى انصاف الضحايا عبر تضمين هذه الجريمة بالمناهج الدراسية.
وتقول البجاري، في بيان ان "هذه الجريمة هي صورة وحشية يندى لها جبين الإنسانية وهي جريمة ترتقي الى جرائم إبادة بحق الإنسانية"، مبينة أنها "دليل واضح على دموية ذيول صدام من البعثيين وحقارة المجرمة رغد وأهالي العوجة الذين ساعدوا دواعش البعث بهذه الجريمة المفجعة".
وتتابع ان "المقبور صدام بث سمومه وافكاره في اذهان المطبلين له والعاشقين للذل والمهانة وانهم يبكون على أيامه السوداء"، داعية الحكومة، الى "انصاف شهداء سبايكر ومحاسبة عشائر تكريت الذين ساهموا فيها حسب القانون وادراج الجريمة بالمناهج الدراسية".
وتشير البجاري الى، أنه "ليس من السهل ان تطوي الشعوب محطات انتكاستها وكوارثها مالم تستلهم منها الدروس والعبر ومن علامات الشعوب الحية أن تعي الدرس جيدا للحيلولة دون تكرار مآسيها".
الى ذلك، رأى رئيس مركز الرفد للدراسات الاستراتيجية، عباس الجبوري، أن جريمة قاعدة سبايكر الجوية "مرت مرور الكرام"، وفيما أكد وجود رفات 150 شخصاً لم تحدد هوياتهم الى الان، فصل دور عشائر تكريت بتنفيذ المجزرة.
ويذكر الجبوري، في حديث لـ / المعلومة /، أن "ضحايا سبايكر رغم انها جريمة العصر ولكنها لم تخلد بصورة كافية"، لافتاً الى "وجود قرابة رفات 150 شخصاً لم يتم اخذ الحمض النووي، منذ تسع سنوات، ولم تستطيع المؤسسات الصحية ان تعرف هوياتهم".
ويشير الى "ملف المفقودين، والذين لم يحصل أهلهم على أي استحقاق ولم يعط لهم أي حقوق"، مردفاً: "الى الأن لم يحاسب أحد من مرتكبي الجريمة، ومن هم الذين دفعوا بهم لمغادرة قاعدة سبايكر، وعمل على اعتقالهم، وثم قتلهم جميعاً".
ويبين رئيس مركز رفد، أن "الجريمة مرت مرور الكرام لاسيما أنه تم القبض على بعض الشخصيات وتم تحمليهم مسؤولية الجريمة بالكامل"، مشيراً الى أن "جريمة لم تؤخذ حقها الطبيعي".
وبشأن دور عشائر تكريت بالمجزرة، يوضح الجبوري، "كان هناك أناس وعشائر من أهالي، قد خضعت للارادات وهي متورطة بجريمة سبايكر"، مستدركاً بالقول: "كان من المفترض أن يكونوا مثل ام قصي التي حمت بنفسها أكثر الـ25 جندياً".
وتبقى "مجزرة" سبايكر عالقة في اذهان كل العراقيين، فحجم الجريمة قد لا تخطر على بال اي شخص؛ لان ما ارتكبه تنظيم داعش الإرهابي وبمساعدة بعض عشائر تكريت سيبقى وصمة عار على جبينهم الى يوم الحساب.
https://telegram.me/buratha