عادل الجبوري ||
كشفت وثائق جديدة تداولتها بعض وسائل الإعلام العراقية ومنصات التواصل الاجتماعي مؤخرا عن علاقات وروابط عميقة بين منظمة ما يسمى بـ "مجاهدي خلق" الإرهابية الإيرانية، وتنظيم "داعش" الإرهابي الذي نشط في العراق وسورية قبل حوالي عشرة أعوام.
وأوضحت الوثائق طبيعة التعاون بين هذين التنظيمين الإرهابيين، الذي استهدف بالدرجة الأساس حركات وفصائل محور المقاومة في العراق وسورية ودول أخرى، حيث شمل هذا التعاون الاستطلاع والتجسس على الهواتف، ونقل الأموال، والمساهمة في استقطاب العناصر ثم تجنيدهم وإرسالهم إلى الجماعات التكفيرية.
وبينت الوثاق أنه تم عقد لقاءات عديدة جمعت قيادات من منظمة "خلق" مع قيادات "داعشية"، تمحورت حول كيفية التحشيد والتخطيط لاستهداف حركات محور المقاومة، وكيفية الحصول على الدعم والتمويل المالي والتسليحي والإعلامي واللوجيستي من مصادر مختلفة من بينها الكيان الصهيوني.
وتضمنت الوثائق المسربة أيضًا معلومات عن علاقات وثيقة بين منظمة "خلق" وضباط من الأجهزة الأمنية والاستخباراتية لنظام حزب البعث المنحل، الذين انخرطوا فيما بعد في صفوف التنظيمات والجماعات الإرهابية التكفيرية كتنظيم "القاعدة" وتنظيم "داعش" الإرهابيين.
وبحسب ما جاء في الوثائق، فقد أسست منظمة "خلق" الإرهابية فرعًا للعلاقات الدولية، أطلقت عليه " ار بي- عربي" تتمثل مسؤوليته في بناء العلاقات بين "داعش" والجماعات الإرهابية في سورية.
وكذلك تزويد الكيان الصهيوني والقوات الأميركية المتواجدة في العراق بالمعلومات التي تحصل عليها عبر الاستطلاع واختراق الهواتف، في الوقت نفسه الذي يتم فيه تحويل تلك المعلومات إلى "داعش".
وتجدر الإشارة إلى أن منظمة "خلق" التي أسست وجودها في العراق مطلع ثمانينيات القرن الماضي بمساعدة ودعم من نظام صدام حسين، ساهمت في قمع الانتفاضة الشعبية التي اندلعت في ثمانية عشرة محافظة عراقية في ربيع عام 1991، وتورطت بارتكاب الكثير من الجرائم مع ذلك النظام ضد الشعب العراقي، لا سيما ضد أبناء الجنوب والشمال، ومن ثم وقفت مع الجماعات الإرهابية التكفيرية بعد الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003، ولعبت دورا كبيرا في إذكاء الفتنة الطائفية في البلاد.
ونظرًا للمطالبات الشعبية الواسعة، فقد أقدمت الحكومة العراقية عام 2012 على إغلاق معسكر "أشرف" في محافظة ديالي، الذي كان يعد المقر الرئيسي للمنظمة، وأجلت عناصره إلى خارج البلاد.
وبالتزامن مع انتشار وتداول الوثائق المشار إليها، اتخذت بعض الدول الأوروبية التي تتواجد فيها منظمة "خلق" الإرهابية، مثل ألبانيا وفرنسا، إجراءات للحد من نشاطات وتحركات عناصر هذه المنظمة، وهي خطوات قد لا تكون بعيدة عن انفتاح العديد من الدول في المحيط الإقليمي والفضاء الدولي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
ففي العاصمة الألبانية تيرانا، أقدمت الشرطة على مداهمة مقر للمنظمة واعتقال عدد من المتواجدين فيه، وقد ذكر بيان للمنظمة بهذا الخصوص "أن حوالي ألف شرطي ألباني هاجموا معسكر (أشرف 3) وحطموا الكثير من الأبواب والخزانات وممتلكات السكان، وهاجموا سكان (أشرف) بالغاز المسيل للدموع وغاز الفلفل، كما حطموا الكثير من الحواسيب أو أخذوها معهم".
قبل ذلك بأيام قلائل، كانت قد منعت السلطات الفرنسية عقد المؤتمر السنوي المقرر للمنظمة هذه الأيام بدواعي وجود تهديدات أمنية وفق ما ذكرت مصادر في الشرطة الفرنسية، علما أن ذلك المؤتمر كان يعقد بانتظام سنويا على مدار خمسة عشر عامًا.
إلى ذلك، عرض التلفزيون الرسمي الألباني قبل أيام اعترافات لأحد الأعضاء السابقين في منظمة "خلق"، بمختلف الجرائم التي كانت ترتكبها المنظمة والأساليب اللانسانية واللاأخلاقية التي تتبعها مع منتسبيها.
وتحدث مصطفى بهشتي الذي انضم إلى المنظمة وبقي فيها مدة ثمانية عشر عاما عن جرائم يندى لها الجبين ارتكبت بحق الكثير من النساء والرجال القاطنين في معسكر "أشرف 3" في العاصمة الألبانية تيرانا، ناهيك عن أدوار المنظمة في إثارة الاضطرابات والفوضى في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودول أخرى غيرها.
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha