التقارير

عيد الله الأكبر في القاهرة ..!

1055 2023-07-04

د.أمل الأسدي ||


سُمي العيد عيداً؛ لأنّه يعود كل عام بفرح مجدّد،ولكل شعب من الشعوب أعياد خاصة به،ومناسبات عديدة يحتفي بها الناس، ويتوارثون طقوسها وتفاصيلها من جيل إلی جيل، وتشكِّل هذه الطقوس جزءا مهما من هوية الشعوب، وجزءا راسخا في الذاكرة الجمعية، وكلما تطورت الحياة وتغيّرت لوازمها؛ تجد الناس يستحضرون هذه الطقوس، ويحييونها،ويحتفون بها،ويذكرونها حتی وإن  كانت محاولات طمسها قائمة لأسباب سياسية أو غيرها، ومن ذلك أعياد المسلمين ومناسباتهم المتعلقة بأهل البيت التي ارتبطت بطقوس شعبية، وسنن قائمة، وحكايات وتفاصيل تبقی حاضرة الذكری في كل عيد أو مناسبة.

وحين تقلِّب كتب التأريخ، وتتصفح وريقاته القديمة لاتجد معنًی للعيد ولاتری صورةً له إلاّ في مصر!

وحدها القاهرة كانت سيدة الأعياد!!

هناك .. يأتي العيد مصحوبا بالبهجة والسرور والترف والشعر والموسيقی، ومن هذه الأعياد عيد الله الأكبر(عيد  الغدير) إذ كان الخلفاء الفاطميون يقيمون طقوسا رائعة في هذا العيد، بقي عبقها ثائرا الی يومنا هذا، وبقيت متفردة لايشابهها طقس أو عيد، ولايماثلها مثيل، فهم ينزلون بأنفسهم ليشاركوا الناس الاحتفالات، ويبثوا البهجة والسرور في النفوس ، حتی صار الشعراء والأدباء والعلماء يقصدون مصر من الأقاليم الأخری؛ كي يتنعموا بعطايا الخلفاء الفاطميين وكي يشهدوا الاحتفالات في العيد.

ومن أبرز الطقوس الفاطمية في عيد الغدير:

- تزويج اليتامی

- توزيع الكسوة علی الفقراء

- تفريق الأموال والهبات علی سائر الناس(العيدية) ولاسيما الأطفال.

- نحر الماشية.

- عتق الرقاب .

-الاستماع الی الشعراء الوافدين.

-الاستماع الی القراء والمنشدين.

-إعداد الأسمطة(الموائد الفخمة) في القصور والمساجد.

فالعصر الفاطمي يشكل العصر الذهبي لمصر، ولم تكتسب القاهرة هذا الزهو وهذه الثيمة في الأعياد وفي شهر رمصان المبارك إلا من الدولة الفاطمية، والغريب أن أثر هذه التمظهرات انتقل الی البقاع المجاورة، وامتد زمانه إلی يومنا هذا، ومن ذلك ظاهرة الفانوس الرمضاني والاحتفاء بالشهر الفضيل بمزيد من الاهتمام والحظوة، فسياسة الفاطميين ونهجهم كان مميزا وناجحا وهو مزج الشعائر الدينية والمناسبات الدينية بالظواهر الاجتماعية، وهذا يكسبها لونا آخر، ويمنحها رسوخا وبقاءً في الذاكرة، ويلبسها ثوبا شعبيا محببا، ويجعلها جزءا رئيسا من الهوية الاجتماعية والدينية،فإن لم يستطع الشعب إحياءها كاملة، فهو يذكرها ويسرد تفاصيلها سردا ممتعا متوجا بالفخر.

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك