حسام الحاج حسين ||
ولدت الوهابية من رحم الصراع الدائم بين المذاهب الأسلامية في شبه الجزيرة العربية ،،! الصراعات البينية بين المسلمين تعود لصدر الأسلام . الأختلاف في تفسير الأسلام وغاياته ضد مقاصد الحكم واهدافه ،،!
كان المذهب الوهابي الذي انشطر من الحنبلية يحمل كميات غير متوقعة من التكفير والغاء الأخر ،،! لذلك هو منتج طبيعي لثقافة الكراهية ،،!!!
عندما تكون ثقافة الكراهية سائدة في منابرهم وكتبهم ضد الشيعة و المذاهب الأخرى من الطبيعي ان تجد نفسك أمام هذه المنتجات التي تكون محتواها الكراهية والجهل والتطرف
وستكون هي السائدة فيها،،!!
في عام ١٩٦٣ اعلنت السعودية عن انشاء (( رابطة العالم الأسلامي )) وهو بالفعل الخطوة العملية الأولى في طريق عولمة الوهابية والتطرف في العالم ،،!
زاد التوحش الوهابي مع انتصار الثورة الإسلامية في ايران حيث اسس الأمام الخميني ره الى تاسيس دولة الولي الفقية مقابل الوهابية المتطرفة التي كانت تتوسع في العالم من خلال التمويل السعودي بمليارات الدولارات ،،!!
بعد مرور التطرف المتوحش للوهابية بمراحل تاسيس الجماعات التكفيرية لمواجهة الشيعة والشيوعية تحول الى اداة ارهابية يصعب السيطرة عليها ،،!!! وعندما تم الأستغناء عن خدماتها من قبل النظام السعودي ،،! جاء محمد بن سلمان لكي يضع نهاية للخلافة الوهابية ،،!
ليفرط العقد الموغل بالقدم بين الأمام الوهابي والحاكم السعودي ،،!
وربما يسير نحو تاسيس الدولة السعودية الرابعة بعد جدة عبدالعزيز ال سعود مؤسس المملكة السعودية الثالثة ،،!
يقف بن سلمان امام عقبتين مهمتين الأولى ازالة اثار الوهابية العميقة التي تجذرت في المجتمع السعودي والذي انتج الكراهية والتكفير خلال عقود ،،!
المهمة الثانية كيف سيزيل اثار الدمار التي خلفتها الحركة الوهابية حول العالم وربما سيسارع البعض من المتضررين من رفع دعاوى في المحاكم الدولية ضد المؤسسة الدينية الوهابية في السعودية ،،! كما حدث مع المانيا بعد انتهاء الحقبة النازية ،،!!!
ان التركة الثقيلة التي تركتها المؤسسة الوهابية وتتلخص بالأرهاب الدولي وأسلمة العالم او مايسميه الغرب بالأممية الأسلامية من خلال التبشير وبناء المساجد والمدارس الوهابية حول العالم ،،!
سوف تقوض جهود محمد بن سلمان بالنهوض بالسعودية من تحت الأنقاض الفكري المتطرف ،،! وان ساعة الأنقلاب على الماضي اصبح ضرورة للأندماج اكثر مع العالم المتحضر ،،!
يرى بن سلمان ان العالم الجديد سيتشكل وعلى السعودية ان تختار موقعا جيدا في نظام عالمي جديد يتقاسمه الصين وروسيا مع الولايات المتحدة ،،!
واتخذ خطوات عملية في هذا الموضوع منها تجميد الصراع مع ايران في عده ملفات ويعتبر هذا نصرا حقيقيا لإيران على حساب السعودية ،،!
اضافة الى خطوات عملية اخرى من خلال القاء وايداع عشرات التكفيريين في السجون ووصل محاكمة بعضهم للأعدام بقطع الرأس،،!
نعتقد ان رحلة بن سلمان حول انهاء العولمة الوهابية هو خطوة في الاتجاه الصحيح وان الحالة السعودية الأن افضل مماكانت عليه في السابق من الأنغلاق الوهابي وانتاج التكفير حول العالم ومعاداة الأمم ،،!!
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha