نعيم الهاشمي الخفاجي ||
قضية استجواب المسؤولين والرؤساء والزعماء بالغرب من قبل لجان برلمانية أو أجهزة المخابرات بدولهم للتحقيق حول أمور تتعلق بملفات معينة لم تكون حالة طارئة على سياسات الدول الغربية وخاصة الدول العظمى الكبرى.
المعارك الانتخابية التي تجرى بالغرب بشكل عام تدور خلال المعارك الانتخابية معارك مستعرة بين الاحزاب السياسية المؤثرة للاستفادة من الملفات وإن كانت أمنية بالمعارك الانتخابية، أكثر المعارك الانتخابية شراسة تدور مابين الديمقراطيين والجمهوريين في الانتخابات الامريكية، نتذكر جيدا معارك ترامب مع هيلاري كلينتون، فقد أثار ترامب قضية دعم الديمقراطية لتأسيس داعش في سوريا والعراق، ترامب جعل حكام الخليج والاستهزاء بهم من ضمن حملاته الانتخابية الدسمة، اتبع أسلوب ساخر ووصف دول الخليج في الأبقار السمينة، ووصف السعودية في البقرة الحلوب الكبيرة.
في المعارك الانتخابية الجارية مابين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، الديمقراطيون لديهم ملف اقتحام مجلس الكونجرس من قبل أنصار ترامب عندما خسر الانتخابات أمام جو بايدن ورفض تسليم السلطة، بالمقابل الجمهوريين أيضا يبحثون عن ملفات ضد الديمقراطيين، وخاصة الملفات التي تتعلق في العراق وإيران وكوريا الشمالية والصين وروسيا.
قبل أيام تناقلت مواقع خبرية تقول أن مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) يحقق مع روبرت مالي الذي عمل مبعوثاً خاصاً للرئيس جو بايدن إلى إيران ، بشأن التعامل مع المعلومات السرية، هذا الخبر يدخل ضمن المعارك الانتخابية بين الحزبين، لكسب أصوات الناخبين الامريكان، شيء طبيعي اعتاد عليه الحزبين في معاركهم الانتخابية، والمثير للسخرية أن الإعلام البدوي الوهابي ينشر مقالات لكتاب يعيشون في بيئة بدوية متخلفة يعتقدون أن التحقيق مع مبعوث بايدن يفضي إلى معركة تستخدم بها القوة الصاروخية والمدفعية مابين الجمهوريين والديمقراطيين.
السياسة الأمريكية لم تكن سياسة واحده، للإدارة الأمريكية سياسة، وللبنتاغون والكونجرس والسي آي أيه وال اف بي آي طرقهم الخاصة في التعامل مع الملفات الدولية، لكن رغم تعدد السياسات والاساليب لكن في النهاية يعمل هؤلاء جميعا لصالح أمريكا وليس لضدها واضعافها، الإعلام الخليجي ينظر إلى روسيا أو إيران بتعاملهم مع السياسة الأمريكية مثل نظرة الملك السعودي والخليجي بالتعامل مع المبعوث الامريكي، بالتأكيد المبعوث الأمريكي للسعودية ولدول الخليج يكون هو صاحب البيت والمالك والآمر والناهي والحاكم الخليجي عليه السمع والطاعة وتنفيذ الأوامر مثل شعار البعثيين نفذ ثم ناقش، بل الشعار المتبع مع دول الخليج نفذ وإياك أن تفتح فمك.
مواقف المبعوثين الامريكان تختلف بالتعامل مابين دولة واخرى، المسؤول الأمريكي المسؤول عن ملف روسيا والصين وإيران يختلف عن المسؤول الأمريكي المسؤول عن ملف السعودية وقطر والإمارات والكويت، لذلك المبعوث الأمريكي المستر مالي المسؤول عن الملف الإيراني للرئيس بايدن بالتأكيد تكون مواقفه تجاه إيران مواقف تختلف عن مواقف المبعوث الأمريكي لدول الخليج، إيران دولة اقليمية مهمة بالشرق الأوسط ، الدول المهمة بالشرق الأوسط الأساسية هي إسرائيل وإيران وتركيا ومصر وباقي الدول العربية مجرد ساحات لخوض الصراعات، بل وعلى دول الخليج دفع فواتير حروب الناتو الباردة والساخنة، لذلك تصريحات المستر مالي تجاه إيران مبنية على أسس دبلوماسي ولايمكن إلى المستر مالي أن يهدد إيران في شن الحروب وابادتهم وفرض الوصاية عليهم مثل وصاية أمريكا على دول الخليج.
سياسة الحزب الديمقراطي بالعلن مبنية على الحوار وليس مبنية على الحروب لكن هذا لايعني لو سنحت لهم فرصة بوقوع حرب بين دولتين وأحد هذه الدول معادية إلى أمريكا، أن الديمقراطيين لم يدعموا الدولة التي معهم ضد الدولة المعادية لهم.
تغير المبعوث الأمريكي المسؤول عن الملف الإيراني واحلال محله مبعوث جديد لايعني أن المستر مالي قد أصبح شيعي رافضي، هذه التغيرات تدخل ضمن المعارك الانتخابية والتي بدأت مابين الديمقراطين والجمهوريين حول الرئاسة الامريكية، التحقيق مع مالي، وتعيين أبرام بالي مبعوث جديد عن الملف الإيراني، المفاوضات بين أمريكا وإيران ليست قصيرة، وإنما لها تاريخ طويل من المفاوضات، بل المفاوضات كانت ولازالت تكون صعبة، وتعثر المفاوضات لايعني وقوع مواجهة عسكرية مباشرة بين إيران وامريكا، الصراعات بالشرق الأوسط تكون مادة دسمة في صراعات الجمهوريين والديمقراطيين مع اقتراب انتخابات الرئاسية الأميركية.
قضية حيازة إيران سلاح نووي مبالغ به، الآن نشاهد الحرب مابين روسيا واوكرانبا المدعومة من الناتو لوجستيا، روسيا تمتلك خزين نووي هائل ومدمر، لكن لم ولن تصل الحرب في أوكرانيا إلى استخدام السلاح النووي، قضية النووي الإيراني مبالغ به، وأرض فلسطين الصغيرة غير صالحة لاستخدام أسلحة دمار شامل مثل النووي، كل مدن إسرائيل أو فلسطين مختلطة يشكل
الفلسطينيين نسبة كبيرة من تعداد السكان حتى ضمن أراضي فلسطين عام ١٩٤٨، مانراه صراع سياسي لايصل إلى حرب نووي ابدا، اطمئنتوا أيها العربان يبقى الوضع طبيعي وعادي ولم ولن تحدث حرب مدمرة.
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
11/7/2023
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha