عدنان علامه ||
/ عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين
لقد سمعنا سابقًا بأنواع الحروب كالحرب التقليدية العسكرية، الحرب الإقتصادية، الحرب السياسية، الحرب الإعلامية والنفسية؛ وانواع هذه الحروب قد تكون دفعة واحدة وقد تكون على دفعات بين دولتين أو معسكرين متخاصمين.
ولكن أمربكا شنت مؤخرًا حروبًا شعواء على الدين والفطرة الإنسانية وقيمها وحتى على الأطفال في العالم أجمع؛ وترقى هذه الحرب إلى جرائم ضد الإنسانية ولكن النصوص الحالية تتعلق بالإنتهاكات الجسيمة خلال الحروب فقط. واستغلت أمريكا هذه الثغرة ووضعت قوانينها لتفرضها على العالم أجمع وتجرّم كل من يعارضها أو يخالفها.
وكانت امريكا قد بدات بتغيير المفردات ليتم تقبلها؛ كما تم إعتماد ألوان قوس القزح كعلم للشواذ والمتحولين جنسيًا؛ وقد أطلقوا عليهم المثليين أو مجتمع المي_م.
وقد يعتقد البعض خطأً بأن إهتمام أمريكا المباشر بالشواذ ورفع علمهم امام البيت الأبيض هو وليد ساعته؛ بل هو نتيجة تراكم جهود أمريكا خلال حوالي عقد من الزمن وكل من يدور في فلكها في نشر الرذيلة والتحلل الأخلاقي في بلدان العالم كله، والقضاء على كل القيم والتركير على تفكيك الأواصر العائلية.
وقد إستعملت أمريكا الضغوط عبر البنك الدولي على كل دولة تحارب الشذو_ذ.
فقد وقع رئيس أوغندا يوم الإثنين 24 شباط/فبراير 2014 على مشروع قانون مكافحة المثلية الجنسية؛ وأعلن البنك الدولي، يوم الخميس الذي تلاه، تأجيل قرض بقيمة 90 مليون دولار لدعم مشروع للصحة في أوغندا، بسبب قانون يشدد العقوبة على المثليين، وذلك في خطوة غير معتادة من مؤسسة دولية تتفادى عادة الخوض في السياسة.
وها هي السويد تأخذ أطفال المهاجرين العرب تحديدًا بحجة تسهيل إندماجهم في المجتمع السويدي .
فأمريكا تتحدى الله وتريد تغيير الفطرة الإنسانية بتجميل الرذيلة والفجر والفسوق وتروج للشذوذ لتعيد تجربة أهل لوط. وقد أصدرت قوانين صارمة تعاقب كل من ينتقد أو يعارض الشاذي_ن.
قال الله سبحانه وتعالى عن فطرة الإنسان على الإيمان :-
{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (الروم-30).
وقال الله سبحانه وتعالى عن الذكر والأنثى :- {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (الحجرات-13).
وأمرنا الله ان نتبع الاخلاق الفاضلة وحذرنا من حبائل الشيطان الرجيم ووضع لنا قدوة لنقتدي به فقال :- {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم-4)؛ وقال تعالى :- {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (الأحزاب-21).
*منذ بدء الخلق كان تركيز الرسول على التمسك بالإخلاق الحسنة والإبتعاد عن الرذائل. َوكان حمورابي وهو ابو القوانين قد سن قوانين صارمة لحماية العائلة كما وضع عقوبات مشددة لمن يخرقها.
وقد أشار بعض الكتّاب لأهمية الأخلاق في الحياة وضرورة الإبتعاد عن الرذائل فقال ألكسندر پوپ (1688 - 1744) Alexander Pope ، وهو شاعر إنجليزي وهجاء ، ولد في إنجلترا وكان مشهورا بسخريته اللاذعة وهجاؤه الشديد على أعدائه من شعراء عصره.
Vice is a monster of so frightful mien
As to be hated needs but to be seen
Yet seen too oft, familiar with her face
We first endure, then pity, then embrace.
وإليكم ترجمة المقتطف
الرذيلة هي وحش مخيف للغاية
ولكي نكرهها تحتاج إلى رؤيتها
وحتى الآن ، كثيرًا ما نراها.
وأصبح وجهها مألوفًا
نتحملها أولاً ، ثم نشفق عليها ، ثم نحتضنها.
وكان الكسندر بوب يتابع عمله في "مقالة عن الإنسان" وهو عبارة عن قصيدة فلسفية لتكون قطعة محورية في النظام المقترح للأخلاق الذي أراد طرحه في قالب شعري ولكنه لم يعش لإستكماله.
وأما أمير الشعراء أحمد شوقي فقد ربط مصير الأمم بمصير أخلاقها فقال :-
وَإِنَّمَا الأُمَمُ الأَخْلاقُ مَا بَقِيَتْ
فَإِنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخْلاقُهُمْ ذَهَبُوا
فأمريكا والماسونية العالمية تحاولان نشر الشذوذ، وتركزان على الأطفال كي ينموا بشكل مخالف للفطرة الإنسانية والطبيعة؛ ووصل بهم الأمر لتشريع تبني الأطفال من قبل الشاذين وليصبحوا بعد مدة ضحية تحرش جنسي، فيتقبلون الأمر وييسيرون في طريق من تبناهم.
ويجب على أمريكا والماسونية وأوروبا التفكر والتدبر بما حل بقوم لوط الذين كانوا يشتهون الرجال.؛ فهناك سنن إلهية لا تتبدل ولا تتغير مع مرور الزمن لأن تعاليم القرآن الكريم باقية حتى قيام الساعة.
وبالتالي فأمريكا وأوروبا وكل من يشرع الشذوذ آيلون للزوال بموجب الآية الكريمة : {إِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} (الإسراء-16)
وإن غدا لناظره قريب
13 آب/اغسطس 2023
https://telegram.me/buratha