ريام شهيد ||
لا يخفى على الجميع سياسة امريكا المتبعة ،في اضعاف خصومها على الرغم ،من تزعمها للدفاع العالمي ،عن حقوق الإنسان الا ان هي اول من ينتهكه .
حجم التخطيط الامريكي في السياسة الاحادية القطبيه ،التى تسعى الى تحقيقها مخيف جدا ، فهي تستهدف الشعوب عبر مخططات درستها لسنوات طويله ، وتتحين الفرص لتطبيقها ، فبعد مشاركة العراق في حرب التحرير ،مع الطوق العربي (سوريا ، و مصر والاردن ) عام 1973 ، ادركت امريكا ان الخطر الحقيقي يكمن في الجيش العراقي ، على الرغم من ان قطاعاته وصلت متأخره ، الا انها غيرت مجرى الحرب ، ومنذ ذلك الحين وهي تتحين الفرصه ، لاضعاف هذا الجيش الذي يمثل الاخطر الاكبر على اسرائيل ، فعمدت على اغتيال احمد حسن البكر ، ليترأس صدام حسين الجمهورية العراقية عام 1979, وبدأ بتسلق اعلى الرتب العسكرية ، ولقب نفسه باسماء عديدة منها ، (المهيب ،وفخر العرب ،القائد الفذ ) وغيرها.
قبل الحرب على الجمهورية الاسلامية الايرانيه ، عام 1980 في تلك الفتره كان الدينار العراقي ، يعادل 3.3 دولارات، وانخفض إلى 4 دنانير للدولار الواحد عام 1988.
بعد انتهاء الحرب العراقية الايرانية ، دخل حرب جديده مع الكويت عام 1990 ، مادفع مجلس الامن الدولي ، على اصدار قرار في السادس من أغسطس/آب، نص على فرض عقوبات خانقة على العراق ، لإجبار صدام حسين على سحب قواته من الكويت فورا .
واجه الشعب العراقي خلال فترة الحصار الذي استمر ، حتى الغزو الأميركي للبلاد عام 2003 معاناة كبيرة ، بسبب حرمان العراق من استيراد المواد الغذائية ، والأدوية وأبسط سبل الحياة .
حتى وصل الامر الى ان يصطف العراقيين ، في طوابير طويله للحصول على طبقة بيض او دجاجه ، عاش الشعب فترة طويلة من الذل والهوان ، بعد ان اصبح راتب الموظف دون فائده ، فمثلا كان راتب الموظف 3 الف دينار شهريا ، بينما سعر طبقة البيض هو 3.500 الف دينار ، حتى اصبح شراء الفاكهة نوع من الترف والرفاهية .
كان الشعب ينتظر القائد الضروره صدام حسين، ان يكرمهم بمنح ربع كيلو عدس لكل فرد أو علبة زيت ، تسبقها دعاية هائلة، في وقت كانت تنعم عائلته وأعوانه بكل وسائل الحياة المترفه .
يذكر لنا المواطن (س . ل ) حادثة
جارته التي توفي زوجها وترك لها ولدا صغيرا و4 بنات لم يُكملن دراستهن، باستثناء واحدة فقط كانت تعمل موظفة إدارية في إحدى مستشفيات بغداد حينها وراتبها كان ضئيلا جدا، ربما يكفي لشراء طبقة بيض واحدة، وكان الحمل ثقيلا جدا على هذه العائلة والمعاناة شديدة، فاضطرت لبيع بعض شبابيك وأبواب البيت الداخلية غير المطلة على الشارع، واستبدلوها ببعض البطانيات القديمة، كي يستفيدوا من ثمن هذه الأبواب والشبابيك لشراء بعض المواد الغذائية.
المشاهد القاسية من هذا النوع لا تعد ولا تحصى .
كما استمر العراقيون بعرض حالهم ، وايصال رسائلهم في مناشدات الى مجلس الامن ، كان ينقلها التلفزيون الرسمي آن ذاك ، الامر الذي دفع الأمم المتحدة إلى تطبيق ما يعرف بـ"برنامج النفط مقابل الغذاء" من أواسط عام 1996 حتى 14 فبراير/ 2001، في محاولة أميركية لتهدئة المجتمع الدولي،
كان هدف الولايات المتحدة من فرض العقوبات على العراق يتمثل في خنق شعبه لاستنزاف طاقاته البشرية وإضعافه وإفراغه من كوادره ونخبه العلمية.
وفي نهاية المطاف، نجحت تلك السياسة في تحويل العراق الغني إلى بلد فقير، وتسببت في وفاة مليون و720 ألف طفل وهجرة 3 ملايين عراقي من نخبة المجتمع، كما تسببت في انهيار مؤسسات الدولة العراقية، قبل أن يأتي الغزو الأميركي للبلاد عام 2003 ليجهز عليها بالكامل.
https://telegram.me/buratha