د.رعدهادي جبارة ||
رئيس تحرير
مجلةالكلمةالحرة
بكل سرعة وسهولة؛أنجز المحورالتركي الآذري خطته ونفذ مآربه في القوقاز، في ظل الدعم الأمريكي الأوربي الصهيوني،وصار قاب قوسين أو أدنى من تحقيق هدفه المتمثل بإقامة خط الأنابيب الناقل للغاز والنفط الآذريين من سواحل بحر قزوین وإطلالة باكو عليوف عليه عبر نخجوان(نختشيفان كمايسميهاالبعض)إلى تركيا ومنها إلى اوربا، للتعويض(به وبالغاز القطري) عن الغاز الروسي المنقطع عن اوربا،إثر نشوب الحرب الروسية على اوكرانيا.
◇كل ذلك جرى خلال أسبوع ،في ظل ذهول و حيرة موسكو وطهران، أمام الامر الواقع.
◇فالمصالح الاقتصادية للمحور الآذري التركي الغربي والمشاعر القومية التركية بين أنقرة وباكو و الموقع الجيوبوليتيكي لهما مابين شواطئ بحر قزوین والبحرين الأسود والأبيض المتوسط،كلها رجحت كفة هذاالمحور.
◇وفي الضفة الأخرى نجد في طهران وموسكو إقتصادَين محاصرَين منهكَين بالعقوبات الغربية والإنفاق العسكري المتصاعد لطهران و موسكو في ضوء العدوان الروسي على الجارة كييف،والذي استُدرج بوتين إليه للإنشغال به فشكّل نزيفاً مدمراً لموسكو التي ورّطت معها طهران وبيلاروسيا،في حرب لاطائل من ورائها، سوى إهلاك الحرث و النسل وحرق الزرع و الضرع وتكبيد الميزانية الإقتصادية في موسكو وكييف بمئات المليارات، و الرابح فيها[على المدى البعيد والمتوسط] أوروبا و أمريكا وحسب.
◇وبما أن عليوف تمكن من ضم قره باغ لآذربيجان بهجومه الخاطف المدعوم من تركيّا والناتو قبل أن تتمكن موسكو وطهران من وضع خطة مشتركة وتغيير ميزان القوى لصالح يريفان،فإن أرمينيا لم تحصل من بوتين ورئيسي سوى على تصريحات لاتغني ولا تسمن من جوع،ورجّح نيكول باشينيان رئيس الوزراء الارميني تقبّل الأمر الواقع وعدم الاصطدام مع القوات الآذرية وغض النظر عن ضم قره باغ لاذربيجان على طريقة رجوع الفرع إلى الأصل!! .
◇ومقابل ذلك؛قررت فرنسا تقديم منحة اقتصادية ب6000مليون دولار على مدى عام،فضلا عن مساعدات أمريكية بالمليارات، واحتضان أوربي لوفدين أرميني وآذري في بروكسل (مقرالناتو) لإعادة ترتيب العلاقة بين باكو ويريفان وخلال ذلك يتم التمهيد لاجتماع إلهام عليوف ونيكول باشينيان في غرناطة الإسبانية.
■الخلاصة:
لقد حقق التحالف الغربي التركي الآذري الامريكي الصهيوني مآربه في القوقاز ،وفرض إرادته على (موسكو وطهران) باحتضان يريفان ودعم باكو ورأينا احتفال اوردغان وعليوف بالنصر المشترك ، وما تلبث أرمينيا أن تحصل من اوردغان والغرب على امتيازات وينفتح ممر زنغزور مقابل آذربایجان ليمر بنخجوان ثم الحدود التركية والمستفيد من الوضع الجديد هو أنقرة و الناتو مقابل محور موسكو -طهران،وهذا ما دعا رئيسي للإتصال هاتفيا مع بوتين اليوم الثلاثاء 26 أيلول، سبتمبر ولم يفصح الجانبان عن أي نتيجة له.
◇هكذا هي السياسة [المصالح أولاً وأخيراً] و عندما يكون اوردغان ومن خلفه الغرب مستعداً لإنفاق المليارات بسخاء للطرفين المتخاصمين (باكو- يريفان)فإن كفّته هي الراجحة مقابل كفة موسكو وطهران و شحة المليارات لديهما في ظل اقتصادَين مأزومين مريضَين ومحاصرَين، للأسف الشديد،ولسان حالهما يقول:العين بصيرة واليد قصيرة.
◇بَيدَ أن بعض المراقبين السياسيين يتساءلون:هل حُسِم النزاع في القوقاز نهائيا؟أم سيكون كالنار تحت الرماد؟
هذا ما ستكشف عنه السنوات القادمة.
https://telegram.me/buratha