عبود مزهر الكرخي ||
انطلقت في يوم السابع من أكتوبر عملية قام بها الأبطال من كتائب القسام التابعة إلى حركة حماس ، وهم فتية أمنوا بالله وزدناهم هدى ، في عملية بطولية زلزلت الكيان الصهيوني وكل مؤسساته العسكرية وجيشه اللقيط ، والذي كان المزايدات والتصريحات بأنه الجيش الذي لا يقهر ، وأنه مستعد لمقاتلة العرب والعالم أجمع ، وأنه تسلح بأقوى العدد والعديد.
وهذه المزايدات والكلام الفارغ يطلقه كل الخانعين والأذلاء في محيطنا العربي وفي مقدمتهم الحكام العرب الخونة ومعهم كل طفيلي وتابع ذليل من لحاس قصاع السلاطين.
وهذا الموقف يعيد إلى ذهني ما حصل مع سفير الإمام الحسين(عليه السلام)مسلم بن عقيل(عليه السلام) ، وكيف جاءت الكتب العديدة في طلب نصرة الحسين(عليه السلام)والتي بلغت حسب ما تذكر الروايات(12)الف كتاب ، وقد ارسل ابن عمه وثقته مسلم بن عقيل(عليه السلام)وقد التف عليه الكوفيون ليصلوا خلفه بحدود(40)الف شخص ، ولكن مع وصول عبيد الله بن زياد(لعنه الله)الى الكوفة ، أخذ ببث الإشاعات وعن طريق أزلامه وفي مقدمتهم نديم أبن مرجانه اللعين معقل بوصول جيش الشام إلى العراق وآلاف مؤلفة وهو جيش لا يعرف الرحمة وسوف يسحق الكوفة وناسها ، والحقيقة غير ذلك ، لينسحب كل جبان ورعديد من جيش مسلم بن عقيل ، وليبقى وحيداً لا ناصر له ولا معين ، ومن ثم يستشهد ويقتل على ايدي المجرم أبن زياد وجلاوزته.
ويبدو أن التاريخ يعيد نفسه في وقتنا الحالي من قبل حكام أذلاء وخانعين ومن المطبعين مع اللقيطة إسرائيل ، لتخرج كل تصريحاتهم ، كلها بعدم مناصرة الشعب الفلسطيني ، وانتفاضته في طوفان الأقصى من قبل رجال مؤمنين بالله وحده ولا يعرفون الذلة والخنوع، وكانت كل تصريحاتهم وهي بالحرف الواحد(عدم التصعيد...وضبط النفس)و يا لها من تصريحات بائسة ومقرفة ، وليتسارع هؤلاء الحكام في إنقاذ اخوانهم الصهاينة وحكامهم ، وحفظ ماء الوجه لأسيادهم الصهاينة والذين كلهم يدورون في فلك اللقيطة إسرائيل ويعملون في خدمتها والانصياع لكل اوامرها ، بدل العمل على مناصرة هذا الطوفان البطل والذي جاءت بعد انتهاكات الى المسجد الأقصى من قبل الصهاينة والمتطرفين ، واعتقالات وتعسف من قبل الحكومة الصهيونية باعتقالات وعنف دموي من خلال اقتحام البلدات الفلسطينية والمخيمات وبأقسى وحشية وإجرام.
والعالم العربي وحكامنا العرب الأشاوس وبضمنهم الشعوب ساكتة على ما يجري في فلسطين ليخرج هذا الطوفان الذي أذهل إسرائيل وحتى الطواغيت العربية وأمريكا والعالم اجمع من هول المفاجأة التي وقعوا ، ومن البطولات التي سطرت في ملحمة طوفان الأقصى.
وهذا الطوفان جاء بعد انكسارات وهزائم عانت منها الشعوب العربية ومنذ نكسة حزيران في عام(1967)لتدخل الأمة العربية في هذه النكسة البائسة ، وليكون عمل فكري عملت إسرائيل واجندات داخلية تعمل لحساب الكيان الصهيوني بأن إسرائيل لا تهزم وأنها جبارة وجيشها لا يقهر.. عندما تكونت هذه القناعة ترجمت بأن إسرائيل أمر واقع لا إمكانية لإزالتها، ومن المستحيل استعادة أراضي 48 ولنذهب لأنصاف الحلول ، ولكن ما حدث في الطوفان الشجاع هو غير كل معادلات وحسابات كل الأطراف التي ذكرنا ، وإن اللقيطة تلك هي لا تعدو أن تكون نمر من ورق وأنها زائلة لا محال وهذا ما صرح به قائد المقاومة اللبنانية السيد حسن نصر الله بقوله " إن إسرائيل على طريق الانهيار والتشرذم، حيث أشار إلى الانقسامات العميقة داخل المجتمع الإسرائيلي حول التعديلات القضائية ".
والملاحظة المهمة هو تسارع عدة جهات إلى هذه العملية ومن قبل أمريكا والغرب واعلان الدعم الكامل إلى الكيان الصهيوني وحتى هذا المهرج الاوكراني زيلنيسكي ، وهذه ما يقال عنه سياسة الكيل بمكيالين والنظرة العوراء التي تنظر الى القضية الفلسطينية والعرب عموماً ، وهي نظرة حاقدة واستعلائية ، ولا تنم عن ألا حقد وخبث ولؤم متوارث من الحروب الصليبية وعلى الإسلام وكل المسلمين.
والآن وبعد الطوفان المزمجر انتصر محور المقاومة وتم تصحيح المعادلة والتي كانت قائمة على الخنوع والإذلال ، ليدمر كل بيوت العنكبوت التي حاكتها اللقيطة اسرائيل من القبة الحديدية وقوة جيشهم الذي لا يقهر وقوة الموساد ، وحتى نظام بيغاسوس التجسسي والذي بيع إلى الى الدول ومن ضمنها العربية وفي مقدمتهم عربان الخليج بملايين الدولارات ، والتي وقفت كل انظمتهم المتطورة والتي يدعون بها وقوة جيشهم المزعومة خائرة وعاجزة أمام بطولات أبطال ملحمة طوفان الأقصى ، ولتسقط الدعاوى الباطلة التي تدعوا الى التطبيع ، والذي بهذا الطوفان المبارك انعش الأمة العربية وبث فيها الأمل.
ونقول إلى الحكام العرب الذين اخذوا اوامرهم من أمريكا بعد التدخل في دعم ومناصرة الشعب الفلسطيني وهذا المعركة والمقاومة وحذرت من هذا الأمر الحكام الجبناء الأذلاء الخانعين والذين من خلال تصرفاتهم المشينة يطبقون قول الشعب اليهودي عندما قالوا لنبيهم موسى(عليه السلام) { اذهب أنت وربك فقاتلا أنا ههنا قاعدون} ، وهذا القول ينطبق على حكامنا العرب الذين اغلبهم من اصول يهودية ويعملون بأمرة الماسونية.
وكلمة أخيرة الى شعوبنا العربية كفى خنوع وانحلال وغرق في الوهم ليصبحوا مسلوبي الإرادة وجل اهتمامكم في السفر الى الغرب والعبث في الملاهي وصالات القمار ، وخسارة الأموال الطائلة على تلك الأمور الرذيلة والفاسقة ، وللعلم أن الغرب يعتبرونكم أغبياء ولا يفهمون اي شيء وأنه الأموال التي عندكم يجب أخذها لأنكم حمقى ولا تعرفون التصرف بها.
وأن يوم النصر قريب بأذن الله وأن ملامح ظهور الغائب(عجل الله فرجه الشريف)يلوح في الأفق ، وأما الذين استحبوا الحياة الدنيا وباعوا اخرتهم بدنياهم سوف يكبهم الله ويخزيهم يوم القيامة يوم {فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ} (1) ، وايضا {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} (2).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر :
1 ـ [الروم : 57].
2 ـ [غافر : 52].
https://telegram.me/buratha