نعيم الهاشمي الخفاجي ||
الشعوب العربية التي تتعرض للظلم وإلى الاحتلالات العسكرية، عندما يقف جزء من الشعب المحتل ضد قوات الاحتلال، يتم وصفه من قبل اعلام دول البداوة الوهابية صنيعة الاستعمار، في المقاومة العبثية، سابقاً خرج وزير خارجية إحدى دول البداوة، وكان رأسه يتحرك في اتجاه ٣٦٠ درجة مثل الرادار ليصف تصدي ابناء دولة لقوات تريد احتلال الأرض يصف القوى المقاومة في تنفيذ مغامرة.
هؤلاء بما انهم يتبعون إلى قوى الاستعمار، ينظرون لكل دولة أو حزب أو تيار أو مرجعية دينية عربية أو اسلامية أو عالمية إنسانية تقف ضد الاحتلال، وتخوض حرب من أجل التحرير، ينظر إليهم اعلام دول البداوة في أنهم يخوضون حروب مغامرة، أو سذج، أو اغبياء، الشعب يقصف ويقتل ويسقط آلاف الأطفال والنساء، والاعلام الخليجي المنبطح يصف من يقاوم ماكنة الاحتلال العسكرية في المغامرين والعملاء والخونة.
لولا وجود احتلال طال امده، لما رأينا تجدد الاشتباكات، بين فترة وأخرى، ورغم ذهاب القادة والساسة سواء على مستوى البلد المبتلي في الاحتلال، أو ذهاب غالبية القادة العرب للتطبيع المجاني، لكن الدولة المحتلة ترفض إعطاء أصحاب الأرض جزء من أراضيهم لاقامة دولة خاصة بهم تنهي مآسي ومظالم قرن من الزمان.
مانراه على الأرض من ذل وانحطاط أخلاقي يثبت صحة ماتحدث به الرسول العظيم محمد بن عبدالله ص، صدق رسول الله ص كلامه ينطبق على واقعنا العربي المرير، يقول حديث الرسول صلي الله عليه وآله وسلم، عن أبي عبد السلام، عن ثوبان، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. فقال قائل، ومن قلة نحن يومئذ، قال، بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن. فقال قائل، يا رسول الله، وما الوهن؟ قال، حب الدنيا، وكراهية الموت.
رواه البخاري ومسلم في صحيحيهم، الرواية لدى السنة رواية صحيحة غير قابلة للشك.
نعم الحمد لله، رأيت اليوم تكالب الأمم على العرب واصبحوا يساقون مثل النعاج والدجاج، هذا حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ينطبق بالكثير ممن موجود بالحديث على واقعنا المرير، الحمد لله الذي ابقانا احياء لنرى الذل والخزي والعار الذي لحق في امة العربان الغير مأسوف على ذلهم، لم نتذكر منهم سوى الظلم والسجون والمعتقلات، بل حتى القوى التي كانت معارضة إلى الأنظمة الدكتاتورية عندما سنحت لهم الفرصة بالوصول إلى سدة الحكم حكموا وفق ارائهم الشخصية وظلموا الكثير ممن كانوا مظلومين من الأنظمة الدكتاتورية العربية الفاشستية.
لايعقل تعرض شعب للظلم والقتل والتهجير القسري، ملايين من الناس عاشوا في اكثر من مائة وخمسين دولة من دول العالم، لولا رفض إعطاء الحقوق لما حدث اي صراع أو أي هجوم مفاجئ.
مايحدث الآن في غزة لم ولن ينهي الصراع مع الشعب الفلسطيني، القضاء على الحركات الإسلامية في غزة لم ولن يتحقق، بل القمع والقتل سوف يزيد من رصيد الحركات الإسلامية المقاومة شعبياً، لذلك لايوجد سبيل للسلام إلا في حل الدولتين وإنهاء الصراع بشكل دائمي ونهائي.
الإعلام العربي الرسمي المرتبط بقوى الاستعمار يصرخون ويشتمون في القوى العربية الضعيفة والتي لاتحكم بلدان، ولاتملك قيادة دول عربية بالقول أين هؤلاء لماذا لايفتحون جبهات، كان الأجدر بهؤلاء يطلبون من حكومات الدول العربية أمثال مصر والأردن والمملكة العربية السعودية التي شكلت تحالف من ثلاثين دولة لقتل الشعب اليمني، عليهم مطالبة تلك الدول في إرسال جيوشها لتحرير الأرض أو لإيقاف الحرب الدائرة الان.
فعلا عملية طوفان الأقصى هي الأكبر والاقوى منذ بداية الصراع قبل مايقارب قرن من الزمان، رغم ماحدث من خسائر كبيرة لجميع الاطراف، يفترض اعتبار ماحدث بداية للتفكير في القبول بحل الدولتين لانهاء كل مظاهر القتل والحروب.
لكن الإعلام الخليجي رغم ارتباط انظمتهم مع قوى الاستعمار، يصفون كل طرف يرفض التطبيع في الخائن والعميل والمعادي للعرب، معادلة عوراء.
لنكون منصفين، حل الدولتين قبلت به كل القوى والفصائل الفلسطينية جميعاً، لكن هل تم إعطاء الفلسطينيين ارضهم التي احتلت عام ١٩٦٧ ولو تم اعطائهم ذلك لقبلوا وانتهى الصراع، وحل الأمن والاستقرار، غالبية أبناء العرب والمسلمين ليسوا فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين، لدى شعب فلسطين رئيس وتوجد حكومة وبرلمان واحزاب، العرب والمسلمين يتألمون بسبب مشاهد سيل الدماء والقتل، ولو اعطي الفلسطينيين دولتهم وقبلوا بذلك، عندها تنتهي كل أشكال الصراعات، لكن هذا لم ولن يتم بظل وجود عقليات ترفض حل الدولتين.
انا شخصيا احزن على كل قطرة دم بشري تسقط بغض النظر عن الدين والقومية والمذهب والعرق، جميع البشر مخلوقين وخالقهم الله عز وجل، أمرهم إلى الله عز وجل، كلامي للذي يؤمن بوجود إله ووجود أديان سماوية، وايضا كلامي يشمل بقية البشر من الذين لايؤمنون في وجود الخالق عز وجل، اقول للذين يعتقدون بالطبيعة ونظرية المصادفة في نشوء هذا الكون العظيم، المنطق والعقل ايضاً يقول لايجوز الأضرار بالطبيعة والكون الطبيعي الذي تكون بقدرة الطبيعة والمصادفة.
مضطرين نشاهد شاشات التلفاز ونشاهد المناظر المؤلمة والمحزنة، يفترض على دول العالم التدخل لإيقاف هذه المذابح البشرية لأنها سوف تزيد من نسبة الكراهية بالمنطقة العربية والعالم، الإعلام العربي البدوي الخليجي أرذل اعلام بالعالم كله، وأرذل إعلاميين هم إعلامي قناة الجزيرة، وأنتن واحقر اعلامي بقناة الجزيرة هو فيصل القاسم المرتبط في تنفيذ اجندات استعمارية واضحة، هرائه ببرنامج قناة الجزيرة وافترائاته بمواقع التواصل الاجتماعي تكشف حقيقة هذا المخلوق الرخيص السيء، عديم الضمير والانسانية، فاقد لشرف المهنة الصحافية.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
https://telegram.me/buratha