د. إسماعيل النجار ||
على وَقع الهزيمة المَدوِيَة التي تَرَدَّدَ صداها في كل أرجاء المعمورة وشاهدها العالم بالصورة والصَوت، أصبحَت خيارات قادة الكيان الصهيوني ومسؤولي إدارة البيت الأبيض قليلة وهامش تقريرها ضَيِّق ومجبول بدم الأطفال الفلسطينيين وأشلاء النساء المُقَطَّعَة الأوصال تحت أنقاض المباني والرُكام،
بالغَت إسرائيل في عمليات القصف التدميري الممنهَج لقطاع غَزَّة وأخذتها نشوَة الإنتقام المجبول بالحقد عندما تحركَت الأساطيل البحرية والجوية الأميركية لنجدتها، وما زادها إصراراً على وحشيتها وقوف الإتحاد الأوروبي إلى جانبها وإدانة حركة المقاومة الإسلامية "حماس"،
ولكن ما فعلته آلة الحرب الصهيوأميركية في غَزَّة والنابع من إفلاس صهيوني بمواجهة أبطال القسَّام وسرايا القدس فاقَ كل تقدير لدىَ عواصم العالم وفاجئهم بوحشيتهِ فانتفضت الشعوب وامتلئَت الشوارع بالملايين فإرتَدَّ الأمر على كُل مَن وَقَف مسانداً للكيان الصهيوني الغاصب واعتُبِرَ شريكاً في صنع الجريمة من ألِفها إلىَ يائها، فرنسا العُظمَىَ تراجعت خطوَة للوراء، والولايات المتحدة الأميركية شعرَت بإحراج كبير مع أصدقائها العرَب الذين طالبوها بوقف المجازر للحفاظ على هدوء شوارعهم واستقرار أمنهم والحفاظ على عروشهم، وأوَّل طوق نجاة ألقتهُ واشنطن كانَ للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، من خلال رفضه خروج حاملي الجنسية الأميركية إلى مصر من قطاع غزَّة عبر معبر رفَح إلَّا بشرط دخول مساعدات إلى القطاع في خطوة مُنَسقَة ومدروسة للحفاظ على سلطان أكبر عميل أميركي وصهيوني يترأس أكبر دولة عربية في المنطقة تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، ومحاولة حشو رؤوس المواطنين المصريين بأن الرَيِّس بطل وقف إلى جانب الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غَزَّة على غرار كذبَة حرب تشرين التحريرية عام ١٩٧٣ التي أظهرت أنور السادات بطلاً وثمَ ذهب إلى القدس وخآن العروبَةَ والعرب،
الآن واشنطن وتل أبيب أمام ورطَة كبيرة جداً تتَمَثَل بإرتكاب الأخيرة جريمة حرب موصوفة وثابتة من خلال تدمير منازل المواطنين واسقاطها فوق رؤوسهم، ومن خلال مشاهد الصوَر للأطفال المُقطعي الأوصال او المحروقين بالفوسفور الأبيض،
لذلك لَم تَعُد أميركا قادرة على تأمين الغطاء للكيان للإستمرار في الحرب، وأيضاً لَن تسمح بخروجهِ مهزوم وحماس منتصرَة ولديها أسرىَ ينظر إليها العالم أجمَع بإحترام،
إذاً ما هي المخارج التي من الممكن أن تُوصِل إسرائيل إلى بَر الأمان وهذا ما تبحث عنه وتريدهُ أميركا في ظِل وجود عُقَد ومعوقات،
على سبيل المثال،،،
1__إن ورقة الحصار الصهيوني المفروض على القطاع أصبحت ضعيفه وليست ذات قيمَة بيَد العدو بعد إنتفاضة كل عواصم العالم ضدهُ نتيجَة إرتكابهُ جريمة الإبادة الجماعية بالقصف والحصار المُحكَم ضد المدنيين، لذلك ستُنَحَىَ جانباً،
2__الأمر الآخر : هُوَ فشل إسرائيل بصنع نكبة ثانية من خلال تهجير المواطنين الفلسطينيين خارج حدود القطاع وتوطينهم في صحراء سيناء،
3__الأمر الثالث : حسابات قادة العدو الدقيقة حول حجم الخسائر التي سيتكبدها جيشهم على تخوم غَزَّة خلال العمليات العسكرية ضد رجال مدربين ومجهزين ومتحمسين للقائهم،؟
4__ تهديد إيران وحزب الله بدخول المعركة ضد الكيان وتنفيذ تهديد السيد نصرالله بإحتلال الجليل،
5__ الإنقسامات العسكرية والسياسية الداخلية التي تدفع قادة الكيان والجيش للتريُث بإعطاء الأوامر للبدء في الهجوم البري،
6__ إصرار حزب الله وإيران على فتح كافة الجبهات رغم التهديدات الأميركية للحزب ورد التهديد بالتهديد،
إذاً إن ارتكاب أي حماقة في غزة ستشعل المنطقة بأكملها وستقفل المضائق وتخلق أزمة عالمية بكل شيء،
يبقىَ الحل بفك الحصار الكامل عن القطاع، ووقف إطلاق النار من قبَل الطرفين، وتشكيل لجان للبحث في عملية تبادل الأسرىَ بينهما،
وأن تمتنع تل أبيب عن هدم المنازل وإستمرار الإستيطان واستباحة المسجد الأقصىَ،
وعليها أن تبتلِع الهزيمة وتعترف بالأمر الواقع،
أما غير ذلك الصهاينة يرسمون نهايتهم بأيديهم،
بيروت في....
16/10/2023
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha