التقارير

سذاجة ليس لها مثيل..!


نعيم الهاشمي الخفاجي ||

 

ابتلينا نحن كشعب عراقي بكثرة المتطفلين والاغبياء والسذج والحمقى الذين يلهثون ويركضون وراء أجهزة اعلام البداوة، ويقدموهم ككتاب ومثقفين يتكلمون عن الوضع العراقي بطريقة غبية لخدمة مخططات أنظمة البداوة، هدف الإعلام البدوي  تقبيح كل حسن وتجميل كل قبيح بالعراق الجديد.

تعمد وسائل اعلام البداوة على التعامل مع أشخاص اغبياء للكتابة عن الوضع العراقي مقابل حفنة دولارات، الغاية تحقيق مخططاتهم البدوية.

شعب العراق لم يرسم حدوده، وإنما من رسم حدود العراق ودول الشرق الأوسط والعالم الثالث والشرق الادنى هي دول الاستعمار البريطاني والفرنسي الذين انتصروا بالحرب العالمية الاولى، دمجوا مكونات غير متحانسة مع بعض، وقاموا في  دعم ونصيب عملائهم على الشعوب العربية، كملوك ورؤساء وحكام وإمراء وشيوخ، لم يشرعوا لنا دساتير حاكمة، بل تم حكم الشعب العراقي وبقية الشعوب العربية من قبل الحاكم الأوحد.

شعب العراق تعرض للظلم والاضطهاد فاقت تصور كل البشر، تم قتل الضحايا بالعراق بكل انواع الطرق، رمي بالرصاص ذبح بالسكاكين دفن الضحايا هم واطفالهم وهم احياء، قصف مدفعي وجوي، قصف بقنابل كمياوية، حرق بالبنزين، صهر سجناء في احماض التيزاب،  أجبار الضحايا على شرب البنزين ومن ثم رميهم بطلقات مذنب تخرق اجسادهم ليتفجروا، ربط الضحايا على صواريخ سكود واطلاقهم مع الصواريخ، ترك المعتقلين في أماكن بدون مياه وطعام إلى الموت، تهجير وتطهير عرقي، بيع نساء كورديات عراقيات كخادمات في دول الخليج وسائر الدول العربية الاخرى، تهجير الضحايا ومصادرة أموالهم واعتقال شبابهم ومن ثم اعدامهم، مثل قضية احتجاز عشرة آلاف شاب شيعي كوردي فيلي وعربي والقيام في دفنهم في صحاري بادية السماوة في نقرة السلمان.

خلصنا من نظام صدام الجرذ وتعرضنا لهجوم فيالق من المفخخين والانتحاريين بتمويل وبفتاوى من شيوخ دول البداوة الوهابية، تقاطعت مصالحهم الطائفية مع مصالح بني صهيون وقوى الاستعمار، دفعت دول الخليج مليارات الدولارات للتأثير على نتائج الانتخابات، لم يبقوا اي موبقة وإلا فعلوها.

سبب عدائهم للوضع العراقي بسبب مشاركة المكون الشيعي والكوردي في إدارة الدولة العراقية، ومن المؤسف تجد بعض المتطفلين يكتب بكل سذاجة ليهاجم الوضع العراقي الجديد، بطريقة غبية، ويتحدث عن الوضع العراقي وعن الديمقراطية وكأن العراق حكم بنظام ديمقراطي منذ عام ١٩٢١ ومن حكم العراق مؤسسات دستورية، ويتغابى أن العراق حكم طيلة حكم حقبة البعث من انقلاب شباط الأسود إلى يوم التاسع من نيسان عام ٢٠٠٣ يوم هروب صدام جرذ العوجة من بغداد لحفرة الجرذان وفق الدستور العراقي المؤقت، أربعين سنة والعراق يحكم من دستور مؤقت ووفق عقلية صدام الجرذ الهالك.

انا وغيري من المعارضين لنظام البعث الساقط عشنا تحت نظام البعث الدكتاتوري وعشنا تحت ظل سيطرة دول البداوة الوهابية وعشنا بدول أوروبا الغربية ثلاثين سنة وفق أنظمة ديمقراطية، هذه الأنظمة الديمقراطية الغربية لم تشرع لنا نحن اللاجئين والهاربين من بلداننا بشكل قسري قوانين عدالة اجتماعية،  وإنما نحن عشنا في بلدان ديمقراطية شرعت قوانين عدالة اجتماعية لشعوبها وبما نحن عشنا في هذه البلدان الغربية الديمقراطية تمتعنا بالحرية والمساواة أسوة بمواطنيهم، أنا شخصيا رشحت نفسي في الانتخابات البلدية السابقة في العاصمة الدنماركية كوبنهاكن مرشحاً عن حزب يساري.

نستطيع نتكلم عن الديمقراطية ونعرف شخصيات حكمت حكومات غربية وخسروا في الانتخابات واعطوهم باقة ورد.

على سبيل المثال الذي انا عشته، رئيس وزراء الدنمارك باول راسموسين ترأس الحكومة الدنماركية بحقبة التسعينيات بعام ٢٠٠٤ تم إجراء الانتخابات وخسر أمام خصم المعارضة،  أقفلت صناديق الاقتراع الساعة السابعة مساءً، الساعة الحادي عشر مساءً أعلنت النتائج، قام في توجيه كلمة للشعب، أنصاره قدموا له باقت ورد وذهب إلى داره، واتذكر قال انا اعاتب الناخبين لماذا لم يصوتوا لي رغم انني خدمت الشعب، وتبسم ضاحكاً قال إنها الديمقراطية، نحتكم للصندوق الانتخابي، وبارك لخصمه الفائز.

لا يمكن مقارنة ذلك مع الأوضاع بالشرق الأوسط التي تحكم من قبل أنظمة قمعية وطائفية وشوفينية وبدوية متخلفة، لم تشاهد الكثير من شعوب البداوة الصندوق الانتخابي واكيد يعرفون صناديق الفواكه كالتفاح والموز فقط.

رئيس الحكومة البريطانية تشرشل قاد بريطانيا بالحرب العالمية الثانية وتحقق النصر بفضل الرفيق ستالين الذي كسر شوكة الدكتاتور هتلر ،  في الانتخابات الشعب البريطاني اختار منافس تشرشل، وأقر بالهزيمة،  في ألمانيا وصل الدكتاتور هتلر عن طريق الانتخابات وهزم المرشح اليساري، الشعب الألماني صوت إلى هتلر بسبب رفعه الشعارات القومية وأعلن أنه يريد إعادة النصر إلى ألمانيا التي خسرت الحرب العالمية الأولى.

عراق اليوم امتداد لعراق مابعد سقوط نظام البعث، ساحتنا لازالت ساحة للصراعات الدولية بأدوات محلية، وساعد الله الأحزاب وبالذات الشيعية من المؤامرات التي تستهدفهم،  من خلال العمل على ارباك مناطق الوسط والجنوب، وتوزيع الهبات والأموال للتاثير من خلال دعم تحالفات انتخابية مرتبطة مع دول البداوة ودول الاستعمار لخرق الحاضنة بمناطق الوسط والجنوب، لدينا حمير كثيرين، يفكر الحمير  بكسب المال، ومستعد أن ينضم إلى قوائم بعثية طائفية تخطط للاجهاز على كل شخص شيعي وإن كان خادم وممسوخ، لم ولن أتفاجأ عندما تنشر الصحف الخليجية مقالات اشخاص مرتبطين بهم، من العراق، يستعملون الضد النوعي، والغاية  الاساءة لشخصيات سياسية شيعية بشكل خاص، بعض الساسة من أبناء المكون الشيعي حذروا من وجود مخططات وهؤلاء صادقين، أحد الحثالات النتنة يقول، أن الساسة العراقيين لا يؤمنون  بأن السياسي يمكن أن يتقاعد ويجلس في بيته… اقول إلى هذا التافه الساذج الأعمى ألم تشاهد أجهزة التلفاز ألم تشاهد رؤساء  أمريكا الدولة العظمى الأولى بالعالم،  رؤسائها جو بادين دخل في سن ٨١ سنة وترامب وصل إلى سن ٧٦ سنة وهل رايتهم اعتزلوا العمل السياسي.

ملك السعودية الذي أنت تكتب بصحف بلاده عمره وصل المائة عام هل تنازل عن العرش إلى ولده ولي العهد، كافي ثرثرة.

من سوء الحظ أن بيئتنا وبعد عشرين سنة من تفجير المفخخات،  ولولا فشل مؤامرتهم مؤامرة انقلاب داعش، التي كانت انقلاب مدروس وضع في احكام، مثل تسليم الشعب الأفغاني لطالبان، ولولا  صدور فتوى الجهاد الكفائي  التي قلبت الهزيمة إلى نصر وطهرت حزام بغداد وحواضن الإرهاب بالمحافظات الثلاث لبقيت المفخخات تفتك بالعراقين إلى يومنا هذا، وللأسف ما يزال الكثير من السذج والأغبياء ومعهم عتاة فلول البعث وهابي يدلسون ويكذبون ويمارسون لعبة الكذب والتدليس وإطلاق الشائعات لكي يصدقها   البسطاء والسذج، ومن سوء الحظ  أن المسؤولين الشيعة الحاكمين  لم يقوموا في نشر الوثائق التي تدين رؤوس الإرهاب،  علينا أن نتعلم أن السياسي الناجح يستمد قوته من شعبه بالدرجة الاولى، وليس من دول الاستعمار ودول البداوة الوهابية التي تكفر كل من هو شيعي.

المفروض نتعلم من  تجارب الشعوب المجاورة لنا كتركيا وإيران كيف الزعماء استطاعوا كسب شعوبهم لتحقيق اهدافهم التي عجزت كل مخابرات القوى العظمى والإقليمية من إسقاط انظمتهم ونشر الفوضى،  إن الأمم لا تزدهر بظل التناحر السياسي والحزبي، بل يفترض في الدولة محاسبة كل شخص يكتب في صحف الدول الخارجية سواء كانت عربية أو اسلامية وغايته تشويه الواقع العراقي والكذب مقابل حفنة دولارات على حساب أمن واستقرار الشعب العراقي، أين أجهزة المخابرات والاستخبارات العراقية لماذا لايتم مراقبة هؤلاء الذين يعيشون في منتصف بغداد ويحصلون على رواتب عالية ولم يكفيهم ذلك، يذهبون للكتابة في صحف دول البداوة لتشويه الواقع العراقي،  فالعدالة الحقة لايمكن أن تتحقق بدون محاسبة المسيء وانصاف المظلوم والمسلوب حقه،  لايمكن بناء دولة مستقرة بدون تفعيل سلطة القانون.

فساد أخلاقي واداري، بزياراتي المتكررة للعراق، رأيت ظاهرة في بغداد وواسط والناصرية بعد تبليط الشوارع يتم تشجير الشوارع من خلال قلع نخيل كبير الحجم بل المقاول يحدد لازم النخلة ارتفاعها خمس امتار، للاسف يتم شراء نخيل كبار في مبالغ عالية ويتم زراعتها وبعد أربعة أشهر النخلة تموت، بعد البحث أصبح عندي يقين، المقاولين يشترون نخيل في ارتفاع خمسة أمتار لانهم يأخذون أموال مضاعفة من الدولة، في وقت كان يمكن لهم شراء فسائل نخيل صغيرة وبأسعار رخيصة مضمونة الانبات، لأن الآن أصحاب المشاتل قاموا يستخدمون طرق جديدة في تجذير الفسائل في سنادين قبل بيعها، والأسعار رخيصة ارخص من النخيل الكبير الذي يشترونه بأسعار تعادل عشر أضعاف سعر الفسيلة المجذرة الصغيرة، أو تجد البلديات يزرعون أشجار كابرس بداخل المدن  واصلا أشجار الكابرس  تزرع في الأرياف، مع العلم توجد أشجار دائمة الخضرة رخيصة ارخص من الكابرس وأفضل وارتفاعها يبقى صغير، ألوانها اجمل، لكن الدنائة والجشع وكسب المال وعدم التفكير في مصلحة الشعب، جعلت هؤلاء المسؤولين في الحكومات المحلية والمقاولين همهم الأول والأخير جمع المال بالدرجة الأولى، وليس العمل على ترشيد صرف أموال الشعب.

بناء دولة حديثة يحتاج جهد ونضال وجهاد ومطالبات، ونحتاج ساسة ومسؤولين وقادة يسمعون ماتطرحه الناس من فساد وظلم وتبديد أموال الشعب،  الكثير  من قبل الكتاب والصحفيين الشرفاء الذين يكتبون من اجل العراق وبصحف العراق وليس بصحف البداوة المتخلفة يكتبون حول الفساد وتبديد أموال الشعب بطرق غير صحيحة فلماذا الدولة والمسؤولين لم يأخذوا ذلك بنظر الاعتبار.

في الختام ندعوا الحكومات المحلية بمحافظاتنا الجنوبية العمل على انجاز مشاريع الأعمار بدون تبديد الاموال، يفترض في المحافظين تخصيص أموال محددة في دوائر الزراعة لعمل مشاتل تقوم في أعداد شتلات إلى الأشجار الدائمة الخضرة واشجار الورود وشتلات النخيل النسيجي وتوفيرها لعمليات التشجير في مراكز المحافظات والاقضية والنواحي، ثمن عشر نخلات كبار يكفن في زراعة عشرة آلاف شتلة وفسيلة نخيل، لعنة الله على كل مقاول ومسؤول ومحافظ يبدد أموال الشعب العراقي للكسب المادي، على الدولة العراقية محاسبة اي مقاول يزرع نخلة كبيرة، لأن هذا المجرم في الحقيقة يقتل نخلة عراقية ولايزرع، يشتري نخلة كبيرة يقوم بقلعها ويأخذ أموال انه زرع نخلة جديدة وبعد شهرين تموت، هؤلاء مجرمين يجب وضع حد لجرائمهم في قتل نخيل الشعب العراقي.

وعلى الدولة متابعة مايتم كتابته في  صحف البداوة من قبل كتاب بعثيين وطائفيين والبعض الآخر سذج وامعات يلهثون وراء حفنة دولارات ليستعملوهم أدوات لتشويه واقع العراق السياسي لمصالح دول البداوة الطائفية

 

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

17/10/2023

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك