نعيم الهاشمي الخفاجي ||
ليس جديدا أن نسمع خطابات من أنظمة حكم دكتاتورية، أو قوى عظمى متسيدة على العالم، تقسم العالم إلى فسطاطين، ويعطون لأنفسهم صبغة الإيمان، على سبيل المثال، عندما ارتكب صدام جرذ العوجة الهالك، حماقته في غزو الكويت، قسم العالم إلى فسطاطين، فسطاط الإيمان بزعامته وأطلق على نفسه لقب عبدالله المؤمن، وفسطاط الشر بزعامة جورج بوش، والعجيب بذلك الزمن كان العالم يحكمه معسكرين المعسكر الغربي الناتو، والمعسكر الشرقي السوفياتي، لكن تطفل من قائد الضرورة عبدالله المؤمن جعله يقسم العالم إلى فسطاطين.
بتلك الحقبة، زاره بسرعة البرق السيء الشيخ علي بلحاج زعيم حركة الإنقاذ الجزائرية، احد فروع الإخوان المسلمين المتوهبة، بحقبة الغزو لدولة الكويت، واقترح على صدام الجرذ أن يضع على العلم العراقي عبارة الله أكبر، ويفترض بعد سقوط نظام صدام الجرذ يتم تغيرها الى اسم اخر لله عز وجل، ومحو كل شيء من مخلفات نظام صدام الجرذ، علي بلحاج أصدر فتوى للجهاد تحت ظل عبدالله المؤمن صدام جرذ العوجة، وأقدم صدام على أسوأ جريمة قام في كتابة آيات القران بدمه النجس، كتابة آيات القرآن بدم هو تدنيس للقرآن ولم نسمع اي كلمة من مشايخ الجرذ في رفض هذا التصرف المسيء للقرآن، نعم صدام الجرذ دنس القرآن من خلال كتابة إيات القرآن بدمه، القرآن اعتبر الدم نجس فكيف تكتب آيات الله في الدم.
عندما وقعت أحداث سبتمبر، جورج بوش قال مقولته الشهيرة، أن لم يكن معنا فهو ضدنا، قابله الإرهابي السعودي الشيخ أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة، في يوم وقوع جريمة 11 سبتمبر (أيلول)، ومن خلال كلمة متلفزة، بثتها قناة الجزيرة الناطقة في اسمه، وايضا ابن لادن قسم العالم إلى فسطاطين فسطاط حق مع الذباح المجرم الشيخ السعودي أسامة بن لادن، وفسطاط الشر بزعامة جورج بوش، أعاد كلام صديقه صدام الجرذ الهالك.
الوضع العربي الحالي أصبحت الكثير من الدول العربية مطبعة بالعلن وبشكل مجاني، وهناك قوى عربية ترفض التطبيع، بل وبعض القوى حملت السلاح لهزيمة مشروع داعش بالعراق بشكل خاص، القوى الرافضة للتطبيع وقفت ضد المشروع الداعشي الارهابي، وهذه القوة يربطهم رابط محاربة القوى التكفيرية، بالتأكيد القوى العربية الوهابية تقف مع المشروع الداعشي القاعدي في استهداف مكونات معينة في العراق وسوريا ولبنان واليمن بشكل خاص، أكيد بساحتنا العراقية والعربية يوجد مشروع داعشي يستهدف الشيعة والمسيح والايزيديين والعلويين والدروز والسنة الصوفية.
رغم ذلك القوى التي حملت السلاح للدفاع عن العراق وهزمت المشروع الداعشي قدمت خدمة عظيمة للإنسانية في هزيمة هذا المشروع الإرهابي الذي يستهدف البشرية جميعاً، ولو تم تطهير بؤر الأماكن الداعشية القاعدية من شرق سوريا يعيد الجميع لبيوتهم، وليست لهم مصلحة في مهاجمة الدول الاخرى.
الحشد بالعراق أصبح ضمن القوات الأمنية العراقية، لكن مشكلة دول البداوة الوهابية ليل نهار اعلامهم يفتري ويكذب، وينسب أقوال للحشد هم لم يقولها، مثل أصبح العرب معسكر مطبع ومعسكر مقاوم، غالبية الدول العربية مطبعة وهذا شأنهم، وهم أحرار بذلك، لكن هؤلاء المنبطحين يفترون بالقول أن القوى التي هزمت داعش قسمت العرب إلى معسكرين معسكر التطبيع والمعسكر الرافض، اقولها وبصراحة ليتم غلق معسكرات الإرهابيين في الشرق السوري، وتعود سلطة الدولة السورية على كل أراضي سوريا عندها ينتهي كل شيء، وليذهب المطبعون زخفا للتطبيع المجاني، هذا شأنهم، والأمر متروك لحكوماتهم وشعوبهم العربية.
مشكلة الأنظمة العربية المطبعة مصابة في خوف واسهال شديد مصاحب في آلام زحار دزنتري ولديهم قلق بوجود معسكر رافض للتطبيع لأن إيران ترفض التطبيع، وتزداد شعبية بين شعوبهم العربية.
إيران لديها سياستها وطريقة تفكيرها وعلاقتها قوية مع روسيا والصين، وايضا فتحت علاقات دبلوماسية مع السعودية ودول الخليج بمبادرة صينية، لأن الصين والهند هما الدولتين الوحيدتين اللتين تشتريان نفط الخليج والعراق وإيران وليبيا والجزائر وروسيا، من مصلحة الصين يكون استقرار بالخليج لذلك قامت في مبادرة مصالحة مابين إيران والسعودية.
المشكلة في فلسطين يتحملها العرب، هم ذهبوا للتطبيع، وذهب ياسر عرفات لتوقيع اتفاق اوسلوا وعاد إلى الضفة الغربية ومعه ١٢٠ الف فلسطيني، أسس بهم دولته الفلسطينية وأصبح رئيس دولة فلسطين، حافظ الأسد زاره بيل كلينتون وبنى معه علاقة مميزة، ووصل لتوقيع اتفاق سلام لاعادة الجولان وكان الاتفاق جاهز للتوقيع حسب قول بثينة شعبان، الخلاف على ٧ أمتار فقط هذه السبعة أمتار تأخذ منبع مائي من الجولان إلى بحيرة طبرية، حافظ الأسد رفض المشروع وقال نوقع على الكل ولا متر، ياسر عرفات والعرب ذهبوا بدون اخذ تعهد واضح في اعطائهم كل الأراضي التي احتلت في حزيران ١٩٦٧، مشكلة العربان يرفضون وبعدها يخسرون ويبقون يتوسلون ويقبلون الأيدي، هؤلاء الجبناء لو قبلوا في قرار التقسيم منذ عام ١٩٤٨ لكان افضل لهم، وأفضل للشعوب العربية جميعاً.
الإعلام الخليجي البدوي المطبع وبسبب الحرب الجارية في غزة، يحاول الظهور بمظهر مقبول لدى شعوبهم الخليجية في تحميل الحكومة اليمينية على حد زعمهم المتطرفة في إسرائيل وجمهورها حكومة نتنياهو والدول الغربية المؤيدة له، كلام مجرد هراء لايقدم ولايؤخر، هؤلاء واعني الكتاب والصحفيين المرتبطين بدول البداوة يشعرون بالعار، لذلك لايجدون شيء سوى الكتابة بطريقة ساذجة وطرح أفكار لاتمت للحقيقة بشيء.
القوى المطبعة هم من أطلقوا تسمية اسم القوى الممانعة والمقاومة على القوى التي رفضت التطبيع المجاني، من حق الحكومات العربية اختيار طريق الانبطاح والتطبيع المجاني، ولولا دعم القوى الاستعمارية للعصابات الإرهابية القاعدية الداعشية وعتاة فلول البعثيين الاراذال لما كانت حاجة لتشكيل قوات حشد ولا وجود فصائل مسلحة، اليوم اذا سحبت القوى الغربية قواتها من شرق سوريا ومن العراق تهدء المنطقة وينتهي كل شيء، لكن المشكلة ساحتنا بالشرق الأوسط ساحة للصراعات الدولية وبأدوات محلية تنفذ ما تريده منهم دول الاستعمار.
الأمور واضحة وضوح الشمس، هناك انكسار للعرب وذل واستكانة، تكالبت عليهم دول الاستعمار وحلبت انظمتهم حلب مبرح، وانتهكت كرامة انظمتهم والتي هي مفقودة منذ يوم تنصيبهم ملوك ورؤساء وامراء وقادة على الدول العربية التي رسمت حدودها دول الاستعمار.
اذا يتمكن العلماء في اكتشاف جينات لدى فحص جينات في DNA تحدد جينات الخناثة والجبن والخيانة، فأكيد العالم يشاهد وينصاب بدهشة وبصدمة كبيرة في حصول العرب على النسبة الأكبر والأعلى على المستوى العالمي بامتلاكهم جينات خيانة وخناثة وراثية، ورثوها من آبائهم واجدادهم.
احداث غزة الحالية كان ممكن لاتحدث لو تم إعطاء عرفات دولته كاملة على حدود عام ١٩٦٧ والتي تضمنت شرط بالاتفاقية التي وقعها ياسر عرفات وهو شرط إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، هذا الشرط يفترض يكون كافي لتبديد المخاوف لدى القادة السياسيين الاسرائيليين من القوى اليمينية.
ماحدث في غزة هو نتاج لعدم إيجاد حل شامل لقضية إيجاد دولة فلسطينية مستقلة، الحرب الجارية في غزة هي استمرار لأزمة عمرها ٧٥ سنة من الصراع وانتظار الحلول التي تنهي الصراع من خلال حل الدولتين، العرب أمة غبية حسب قول ابن خلدون أين ما حلوا حل الخراب والدمار، أبعد الناس عن المدنية والانسانية، كان ابن خلدون محقاً بتوصفيهم بهذا التوصيف الدقيق، دائما يرفضون الحلول، بالعراق بعد سقوط نظام صدام الجرذ، تبنى المرحوم السيد عبدالعزيز الحكيم مشروع إقامة إقليم وسط وجنوب واقليم بغداد الكبرى واقليم للمنطقة الغربية وتكريت والموصل، بدأ صراخ فلول البعث أن عبدالعزيز الحكيم يريد بيعهم إلى إيران، سالت دماء بريئة بدون أي مبرر، المقبور حارث الضاري يصرخ عبدالعزيز الحكيم يريد تسليمنا إلى ايران، في عام ٢٠١٤ وبعد قيام نسبة عالية من أبناء الشيعة واعني الساسة والمواطنين برفض إقامة الاقليم، بدء صراخ المقبور حارث الضاري بالمطالبة في إقامة إقليم للمكون السني، هذا يكشف حقيقة تعفن عقليات العربان وانحطاطهم الأخلاقي، وإلا بعد سقوط نظام البعث اعطوكم حق إقامة الإقليم، انظروا كيف حرقوا العراق وبعد أن يئسوا من العودة للحكم طالبوا في إقامة إقليم سني، هذا النموذج المعفن يضاف إلى مئات النماذج للعقول المتعفنة العربية الرافضة لمشاريع الحلول، وبالأخير يأتون يقبلون الأيدي والاحذية للقبول في اشياء هم رفضوها اول مرة.
العملية الجارية في غزة والقتل المبرح للأطفال والنساء ومحاصرة الناس وحرمانهم من الطعام والدواء وإلقاء آلاف الاطنان من المتفجرات على مدينة مكتظة مثل غزة بلا شك لم يحقق اي شيء وإن الحديث عن سحق حماس والجهاد وتدميرهم أمر غير واقعي، بل حماس باقية ويزداد انصارها، رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود بارك الذي قال في حوار معه نشرته «الإيكونوميست» أن ما يحدث، «أكبر فشل في تاريخ إسرائيل»، هذا كلام سياسي اسرائيلي لذلك لامناص من العودة للتهدئة ووقف إطلاق النار ويوجد رئيس فلسطيني اسمه محمود عباس ويوجد برلمان ومؤسسات دولة فلسطينية كاملة تحتاج يعطوهم ارضهم لاقامة دولتهم الفلسطينية المنزوعة السلاح.
الشيء المثير للسخرية أن الإعلام الخليجي يقولون قوة حماس من ايران ومن القوى الرافضة للتطبيع والتي تسمى في قوة الممانعة، وأن حماس وكيلة ايران ههههه، مصر والأردن والسعودية وبقية دول الخليج طبعت مع إسرائيل، علاقاتهم قوية مع نتنياهو، بل الإعلام الخليجي في الانتخابات الإسرائيلية كان يتمنى فوز صديقهم نتنياهو، إذا كان نتنياهو صديقهم فأكيد يكون لمصر والأردن والسعودية تأثير قوي على حماس وبقية المنظمات الفلسطينية ولاننسى السعودية تملك المليارات، اذا كانت دول العرب الكبيرة مثل مصر والأردن والسعودية ومعهم بقية دول الخليج ومملكة المغرب والسودان مطبيعين، فوجود دول عربية وإسلامية يرفضون التطبيع وعددهم قليل هذا لايعني ان القوى الرافضة للتطبيع تريد شن حروب على الدول العربية المطبعة، كثرة الدول العربية المطبعة يقابلها نتنياهو وساسة اليمين الإسرائيلي في رفض إعطاء الفلسطينيين دولتهم على أراضي عام ١٩٦٧ يثبت ان التطبيع المجاني العربي لم ولن يوجد دولة فلسطينية لا الآن ولا في المستقبل.
في الختام إيران ضد التطبيع لكن علاقاتها جيدة مع دول الخليج المطبعة مثل قطر والسعودية والإمارات وهذا دليل على كذب الإعلاميين من الكتاب والصحفيين من دول الخليج الوهابي القائلين أن قوى الممانعة تعتبر الدول العربية المطبعة في معسكر معادي لها، ليذهب المطبعون ويقبلوا ايادي نتنياهو وحسب قول رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم والذي قال العرب لا يملكون سوى التوسل، فليذهب المطبعون العرب للتوسل وتقبيل ايادي نتنياهو لأجل حل الصراع الإسرائيلي مع الفلسطينيين ويوقفوا محرقة غزة ويوقفوا قتل الأطفال والنساء، بالتأكيد اذا حلت مشكلة فلسطين ينعكس ذلك بشكل إيجابي على علاقات الدول العربية المطبعة وايران، إيران ليسوا عرب وفلسطينيين أكثر من العرب والفلسطينيين.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
19/10/2023
https://telegram.me/buratha