في قصة يدمي لها القلب والجبين، تعرفت الفتاة ديما اللمداني (18 عاما) بعد ما قامت برفقة عائلتها بتلبية طلب الجيش الإسرائيلي الغادر الجبان في مخيم الشاطئ بمدينة غزة التوجه جنوبا من أجل سلامتهم، وهربا من الضربات الجوية الشرسة، على جثث أهلها في مشرحة مؤقتة بمدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة.
وقالت ديما إنها "فقدت والديها وسبعة من إخوتها وأربعة من أفراد عائلة عمها في ضربة جوية إسرائيلية"، لافتة إلى أنهم "كانوا 17 شخصاً عندما توجهوا لخان يونس، قائلة: "انقصفنا وكلهم راحوا، غدروا فينا اليهود، ظلينا من الـ17 شخصا 4 فقط".
وأضافت، أن "أُسرتها وأُسرة عمها سافرتا في سيارتين عبر غزة، التي تواجه أعنف قصف بعد أن شنت حركة حماس هجوما مباغتا على إسرائيل في السابع من أكتوبر /تشرين الأول، أسفر عن مقتل نحو 1400 اسرائيلي، واحتجاز أكثر من 200 رهينة".
وكانت عائلة اللمداني تقيم في ملجأ مؤقت في خان يونس عندما قالت ديما "في الساعة 4:30 فجرا كنت مستيقظة وأجلس مع عمتي نشرب قهوة، وفجأة أفقت وسط أنقاض.. وكان الجميع من حولي يصرخون، فصرخت".
وأوضحت ديما، التي أصيب جانب وجهها برضوض وكدمات، أنه بعد البحث عن أفراد عائلتها في المشرحة يوم 17 أكتوبر تشرين الأول، اكتشفت نجاة شقيق لها واثنين من أبناء عمومتها فقط وإن كانوا أُصيبوا ببعض الإصابات.
وقالت "الامر اشبه بكابوس في حياتي كلها لن أستطيع نسيانه، سيبقى معلق في الذاكرة".
وقالت السلطات الصحية في غزة إن أكثر من خمسة آلاف شخص استشهدوا في الضربات الإسرائيلية المستمرة منذ أسبوعين، وأصيب أكثر من 15 ألفا آخرين.
وبعد هجوم "طوفان الأقصى" الذي شنته حماس، فرضت إسرائيل حصارا خانقا على قطاع غزة الذي أصبح يواجه نفاد الماء والغذاء والأدوية والوقود اللازم لسكانه وعددهم زهاء 2.3 مليون نسمة.
وقال موظف إغاثة ومصدران أمنيان، اليوم الاثنين، إن "قافلة ثالثة من شاحنات المساعدات دخلت معبر رفح من مصر متجهة إلى غزة. ومعبر رفح هو المعبر الرئيسي للدخول والخروج من غزة الذي لا يقع على الحدود مع إسرائيل".
ويقول مسؤولون في الأمم المتحدة، إن "هناك حاجة إلى نحو 100شاحنة يوميا لتلبية الاحتياجات الأساسية في غزة. ودخلت 34 شاحنة يومي السبت والأحد من مصر".
وبدأ تسليم المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح يوم السبت بعد خلافات تتعلق بإجراءات فحص المساعدات والقصف على جانب غزة من الحدود، ما أدى إلى تكدس مواد الإغاثة في مصر.
https://telegram.me/buratha