التقارير

خطاب نصر الله: لنْ ندعْ اسرائيل تنتصر ..ماهي الدلالات ؟


 السفير الدكتور جواد الهنداوي ||

 

              رئيس المركز الاوربي العربي للسياسات  وتعزيز القدرات /بروكسل / ٢٠٢٣/١١/٤ .

 

             كان سيد المقاومة في خطابه  ،كعادته ، واضحاً و صريحاً وصادقاً . بدّدَ الغموض الذي أحاطَ بعملية طوفان الاقصى ، و دحضَ الاجتهادات و التفسيرات التي قيلتْ و كُتِبتْ في متبنياتها ، و أكّدَ على هويتها الفلسطينية ،بل الحمساويّة ( نسبة الى حماس ) ، وذكّرَ الجميع بأسباب الطوفان ! و ماقاله السيد هي شهادات للتاريخ و ذات ابعاد سياسية و قانونيّة .

           أقولُ بأنَّ قلق و حيرة امريكا و اسرائيل اصبحا اكثر بعد سماعهما لخطاب السيد .لماذا ؟ 

ليس لاستخفاف السيد بتواجد الاساطيل البحرية و الجوية الامريكية و الغربية ! وليس لاستعداد الحزب لحرب طويلة و ثقته بالانتصار ! و انّما لما في الخطاب من مواقف و ابعاد استراتيجية . 

لنتعرّف على الابعاد الاستراتيجية للخطاب . 

   أولاً : لم يعّرْ السيد في خطابه اهتمام لمواقف الدول العربية وغيرها ،ولم يأمل خيراً من المنظمات الاممية و الدولية و الاقليمية ، و انّما استدار تجاه الشعوب العربية او الشعب العربي في كل الاوطان ، وتجاه الرأي العام الدولي ، وتجاه حركات و فصائل المقاومة في العراق واليمن ولبنان وسوريّة . أرادَ السيد ان يوصل رسائل للجميع مفادها ،بأنَّ قضّية فلسطين لم تعّدْ قضيّة الامم المتحدة او الدول العربية ، وانما قضية حركات و فصائل المقاومة ، وقضية الشعوب العربية . قال السيد ،للذين يجيدون قراءة ما بين السطور ،بأنَّ شعب فلسطين و غّزة ، وفصائل و حركات و محور المقاومة هّمْ الذين يتحكمون بمصير فلسطين ! 

ثانياً : لم يجنحْ السيد في خطابه الى المهادنة و السلم ، ولم يعلنْ الحرب ، وتركَ الابواب مفتوحة للمنازلة ، وتوقيتها ( توقيت المنازلة ) ، وحسم أمرها مرتبطٌ بما يجري في غزّة ، وترك رسالة واضحة جداً مضمونها وهو " لن ندعْ اسرائيل تنتصر" ! 

هذا هو مضمون الخطاب ، وهو التزام لمحور المقاومة ،صُرّحَ به على لسان السيد حسن نصر الله ، وهذا المضمون او الالتزام يعني وجود تنسيق وتواصل يومي فاعل و مؤثر بين قيادة حزب الله وغزّة ! 

" لن ندع اسرائيل تنتصر " يعني باستعداد حزب الله الذهاب ابعد في المعركة مع العدو في شمال فلسطين ،حين تطلبُ منه المقاومة في غزّة ذلك . 

ثالثاً: خاطبَ السيد امريكا و اعتبرها مسؤولة عن المجازر البشعة التي ترتكبها إسرائيل ، وهو مُحقْ جداً في ذلك . و اشادته بانخراط المقاومة في اليمن و في العراق وفي سوريّة ضد القواعد الامريكية تعني الرّدْ المناسب لجرائم الابادة التي تُرتَكبْ بحق الابرياء من المدنيين .

رابعاً: عملياً ،حزب الله و فصائل المقاومة في حرب مع اسرائيل و امريكا ، و وتيرة هذه الحرب تزداد باضطراد ، و مرهونة بتطورات القتال البري في غزّة ، لن تكْ ضرورة و لا فائدة من أنْ يعلن السيد في خطابه ، الحرب على اسرائيل . 

أطّنُ بأنَّ قلق امريكا و اسرائيل اصبح ،بعد خطاب السيد ،اكثر مما كان قبلهِ .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك