بالتوازي مع الدعوات الشعبية والسياسية للتحرك داخل البرلمان لتشريع قانون اخراج القوات الامريكية القتالية من العراق تعمدت الكتل السياسية الكردية والسُنية عدم الحضور، بالرغم من استمرار خرق السيادة والقصف على القوات الأمنية والمدنيين بالطائرات المسيرة التي تواصل استباحة الأجواء العراقية بالطول والعراض.
وتسبب عدم حضور الكتل السياسية الكردية والسُنية بتعطيل التصويت على القانون نتيجة؛ عدم اكتمال النصاب القانوني من خلال التذرع بأسباب واهية وغير حقيقة، تعود الى المحاباة والمصالح السياسية التي تتبادلها هذه الأطراف مع واشنطن بحسب مراقبين.
*كسب دعم واشنطن؟
وبالحديث عن هذا الملف، ينتقد تحالف الانبار المتحد، عدم حضور القوى السياسية السنية الى جلسة التصويت على مقترح قانون اخراج القوات الأمريكية من العراق، فيما اكد ان هنالك محاباة من القوى السياسية التي خسرت رئاسة البرلمان الى الولايات المتحدة الامريكية.
ويقول القيادي بالتحالف، عبد الوهاب البيلاوي، في حديث لوكالة / المعلومة /، إن "هذه القوى تحاول توظيف غياب الأعضاء عن جلسة يوم امس في كسب دعم واشنطن لغرض العودة الى رئاسة البرلمان"، مشيرا الى ان "اغلب الكتل السياسية قدمت مصالحها الشخصية على المصالح الوطنية".
ويتابع، ان "سيادة البلد اهم من تحقيق المكتسبات التي تسعى اليها بعض الكتل السياسية من المكون السني"، لافتا الى "أهمية تحرك القوى السياسية نحو رفض مساعي تقسيم البلد الى أقاليم متعددة من خلال المخططات الخارجية الخبيثة".
ويدعو البيلاوي خلال حديثه الى "ضرورة تلبية المطالب الشعبية لعشائر الانبار والمحافظات الغربية الرافضة لتواجد القوات الامريكية القتالية على الأراضي العراقية"، لافتا الى ان "عدم حضور القوى السياسية السُنية الى جلسة التصويت على قانون اخراج القوات الأمريكية من العراق مرفوض جملة وتفصيلا".
* مصالح سياسية!
الى ذلك، يصف عضو مجلس النواب محمد الصيهود، مبررات عدم حضور الكتل السياسية السُنية والكردية لجلسة التصويت على قانون اخراج القوات الامريكية من العراق بـ"غير الواقعية"، فيما اكد ان هذه الكتل تعتقد ان مصالحها السياسية مرتبطة بوجود القوات الامريكية القتالية داخل البلد.
ويقول الصيهود في حديث لوكالة / المعلومة /، إن "عدم حضور النواب السنة والاكراد الى الجلسة بحجج واهية، سيكون له تداعيات سياسية كبيرة على المشهد القادم"، مشيرا الى ان "التذرع بوجود تهديد من عصابات داعش الارهابية الى إقليم كردستان غير مبرر لانها صنيعة أمريكية".
ويتابع، ان "القوات للأمنية العراقية والحشد الشعبي وصل الى مرحلة متقدمة للقضاء على خلايا داعش النائمة، فضلا النجاح بمسك الحدود بصورة كاملة"، لافتا الى ان "عدم الحضور يعود الى المصالح المتبادلة من الولايات المتحدة الامريكية".
ويتساءل، عضو مجلس النواب: "اين دور أمريكا في حماية كردستان من القصف التركي المستمرة على محافظة دهوك؟، بظل الاستقتال على بقائها داخل العراق"، مردفا ان "الكتل السياسية لم تحضر من اجل الحفاظ على مصالحها السياسية مع أمريكا".
وانتقدت العديد من الأوساط السياسية والشعبية إدارة البرمان التي لم تنجح بإعداد جلسة يوم امس، ما تسبب باخلال في النصاب القانوني، فضلا عن غياب الكتل السياسية السُنية والكردية لأسباب تعود الى عدم السعي الى خسارة العلاقات الجيدة التي تمتلكها مع الولايات المتحدة الامريكية في العديد من الملفات، حتى وان كانت على حساب سيادة العراق بحسب مراقبين.
https://telegram.me/buratha