التقارير

معاناة المواطن النجفي بسبب إحالته من المستوصف إلى المستشفى

4218 15:35:00 2009-10-24

النجف الاشرف / الاء الشمري

تعد عملية إحالة المرضى من المراكز الصحية القريبة من مساكنهم إلى المستشفيات المعنية من الإجراءات التي لاقت تحمس كبير من قبل المواطنين في بادئ الأمر لأنهم كانوا يرون أن المراجعة في المستشفى ستكون بشكل منظم ودوري ، لكن بعد مرور فترة على هذا الإجراء بدا المرضى يتذمرون من روتين الإحالة من المركز الصحي إلى المستشفى ، وعن هذا الموضوع ومترتباته أجرى المركز الاعلامي للبلاغ تحقيقا صحفيا مع عدد من المواطنين في محافظة النجف الاشرف وكذلك مع المختصين بأمر الإحالة ، لنتعرف على أهم شكاوي المواطنين من موضوع الإحالة ، وما هو رد المختصين على ذلك ؟.

لا يوجد طبيب مختص

بدأنا التحقيق الصحفي مع أبو علي الذي تحدث عن معاناته من جراء الإحالة من المركز الصحي القريب من منزله إلى المستشفى قائلا: ذهبت إلى المركز الصحي القريب من منطقتي التي اسكنها وبعد مشقة حصلت على ورقة الإحالة ، فذهبت بها إلى مستشفى الحكيم وعملوا لي في المستشفى ستة تحاليل بجهاز السونار لكني عندما أكملت التحاليل وجدت انه لا يوجد طبيب مختص بحالتي المرضية في المستشفى ليفحصني ، فرجعت إلى البيت بدون فائدة رغم إني تكبلت عناء الذهاب إلى المركز الصحي ومنه إلى المستشفى وحالتي الصحية لا تتحمل هذا التعب .

كنت أعاني من الألم

أما أم حوراء فأبدت رأيها بخصوص عملية الإحالة من المركز الصحي إلى المستشفى المعنية قائلة: إني اعتبر هذه العملية فاشلة ولا تخدم المريض لأنها تشكل عائق أمام علاج المريض في وقته المناسب ، فانا ذهبت يوما إلى المركز الصحي لأخذ ورقة الإحالة وكانت حالتي الصحية متدهورة جدا في وقتها ، وكان معي ابني الذي بقى ينتقل بين هذا الموظف وذاك لكن الطبيب لم يكن موجود في المركز ، والموظف لا يقبل أن يعطي ورقة الإحالة إلا بوجود الطبيب ، وأنا كنت أعاني من الألم من جهة القلب وبقينا ننتظر إلى أن جاء الطبيب بعد مضي ساعات من الانتظار ليسمح للموظف بإعطاء ورقة الإحالة ، فهل هذا الأمر منطقي؟؟؟ أن أبقى اتالم ولا احد يعطيني ورقة الإحالة لأذهب بها إلى المستشفى ، فقد كنا في السابق نذهب مباشرة إلى المستشفى للعلاج دون تأخير ليتم أنقاض الحالة المرضية المستعجلة ، أما الآن فعلى المريض إن ينتظر أو أن يموت في بيته من الألم .

عدم وجود الاهتمام

جولتنا الأخرى كانت مع أبو حسن الذي عبر عن رأيه في كون الإحالة هل تسهل أمر المريض في المراجعة أم لا قائلا : أنا أرى أن عملية إحالة المريض من المركز الصحي إلى المستشفى المعنية تمثل إضافة عبء على كاهل المريض ، فعلاوة على صرف أجور النقل ، والجهد الذين يتحملهما المريض أثناء تنقله من البيت إلى المركز الصحي والى المستشفى فنجد أن بعض المستوصفات لا تعطي المريض الإحالة بسهولة لعدم وجود الاهتمام من قبل الموظفين في المركز الصحي .

حالات تستوجب السرعة في العلاج

أما محمد الجبوري فكانت له مقترحات بخصوص تسهيل أمر المراجع بدل الاعتماد على الإحالة التي تشكل صعوبة على المريض ، بينها قائلا: أن المراكز الصحية في محافظة النجف تفتقر إلى الأطباء الاختصاص لمعالجة حالات مرضية مختلفة ، فانا اقترح أن يتم تزويد المراكز الصحية في محافظة النجف بالأطباء الاختصاص لمعالجة حالات مرضية متنوعة ، فانا اسكن في العباسية ومن الصعوبة عليّ وعلى كل الذين يعيشون في المناطق الريفية أن نذهب إلى المستشفى بعد الإحالة ، خاصة وان هناك حالات تستوجب السرعة في العلاج كالحالات الخطرة ، والطارئة فتلك الإحالة قد تؤدي إلى أن يفقد المريض حياته أثناء التنقل من المركز الصحي إلى المستشفى المعنية .

المستشفيات الحكومية في محافظة النجف محدودة

بعد تجولنا بين أروقة مستشفى الصدر التعليمي ولقاءنا بعدد من المواطنين ليحدثونا عن عملية الإحالة من المراكز الصحية إلى المستشفى وقد كان معنا في الجولة الأستاذ اباذر العذارى مسؤول قسم الإعلام في مستشفى الصدر التعليمي ولابد أن نشكره كثيرا على تعاونه الكبير في مساعدة الإعلام لتؤخذ كل المعلومات التي تهم مشاكل المواطنين ، كانت لنا وقفة مع مكتب مدير مستشفى الصدر التعليمي وأثناء تواجدنا في المكتب لاحظنا أن العديد من المواطنين يأتون إلى مدير المكتب ويطلبوا منه تصريح العلاج لدى احد أطباء المستشفى بدل جلب الإحالة ، وكانت هناك حالة أثارت انتباهنا ، فهي حالة إنسانية تستحق المساعدة ، فقد جاء شخص إلى مدير المكتب وطلب منه أن يزوده بورقة تصريح للدخول إلى الطبيب المختص واخبره أن العلاج ليس له وإنما لوالدته وهي كبيرة في السن ومقعدة وبعد التأكد من قبل مدير المكتب الأستاذ احمد الجابري بان العلاج للمرأة أعطى التصريح لابن المريضة وأحيلت إلى الطبيب المعالج رغم أنها لم تجلب الإحالة .

وبعد أن اطلع المركز الاعلامي للبلاغ على ما يحدث في مكتب مستشفى الصدر في محافظة النجف التقينا بمدير المكتب الأستاذ احمد الجابري باعتباره بتماس مباشر مع عملية الإحالة ليحدثنا عن أسباب تذمر المواطنين في محافظة النجف من عملية الإحالة من المراكز الصحية إلى المستشفى المعنية ، وعن ذلك بادر الأستاذ احمد قائلا: المواطن لديه مفهوم خاطئ عن موضوع الإحالة من المراكز الصحية إلى المستشفيات ، فيتصور أن كادر المستشفى يقوم بطرد المرضى ويمنعهم من العلاج ، إلا إن المفهوم الصحيح هو أن المستشفيات الحكومية في محافظة النجف محدودة بينما المراكز الصحية متوفرة في كل منطقة ، وتستقبل أعداد المرضى في تلك المناطق ولأجل هذا انشات وجهزت هذه المراكز ، ووزير الصحة ارتأى أن يراجع المريض اقرب مركز صحي في منطقته ليتم علاج الأمراض التي لا تستوجب من المريض الذهاب إلى المستشفى لعلاجها ، كان يكون المريض يشكو من التهاب اللوزتين الأولي وعلاجه لا يتعدى كبسول الامبسلين ، وحبوب البراسيتول ، فليس هناك حاجة إلى إعاقة عمل الأطباء في المستشفى الذين وجدوا لعلاج الحالات الضرورية والتي لا توجد لها علاجات في المراكز الصحية ، وبذلك سوف يقل تكدس عدد المراجعين في المستشفى في حين أن المراكز الصحية تم تجهيزها بأطباء أخصائيين لعلاج حالات مرضية متعددة منهم طبيب جراح ، وطبيب باطنية ، وطبيب جلدية ، فالمريض سيسهل عليه مراجعة هؤلاء الأخصائيين في منطقته دون تكبل العناء والذهاب إلى المستشفى فلو رجع المريض إلى نفسه لوجد انه هو المستفيد من عملية الإحالة .

وعندما نقلنا آراء المواطنين بخصوص كون المراكز الصحية تعاني من الروتين الطويل بسبب الطابور المزدحم من المراجعين فهناك حالات مرضية لا تحتمل التأخير وبحاجة إلى السرعة لعلاجها في الوقت المناسب ، وعن ذلك الأمر تحدث الأستاذ احمد قائلا: إذا كانت حالة المريض طارئة كان تكون لدى المريض أزمة قلبية حادة فصاحب هذا المرض يأتي مباشرة إلى المستشفى دون الرجوع إلى المركز الصحي لينقل إلى الطوارئ ، لان حياته أو مماته يمكن أن يتحددا بثواني من الوقت ، وكذلك بالنسبة للحالات المرضية التي تستوجب العلاج الفوري حتى حالات الألم الشديد فان أصحاب تلك الحالات لا يحتاجون إحالة وإنما يراجعوا المستشفى فورا ، وكذلك هناك حالات إنسانية تستوجب أن نتعاون معها في المستشفى كان يكون الشخص مسن وعاجز أو مقعد فهذا الشخص لن نرجعه ليجلب لنا إحالة وإنما يتم علاجه في المستشفى بدون إحالة.

أما من جهة أن المواطن يرى أن عملية الإحالة لا تخدم المريض ، فقد تحدث الأستاذ احمد قائلا: هنالك صنفين من الناس صنف المثقفين ، وصنف الناس البسطاء محدودي التفكير ، فلحد الآن لم يواجهني شخص مثقف بأنه لم يجلب ورقة إحالة وتذمر من هذا الموضوع لان الإنسان الواعي يفهم أهمية عملية الإحالة ، ونحن في المستشفى نكون مجبرين ومقيدين بأمر وزاري ، فمن غير المعقول أن تقوم الوزارة بإصدار قرار ولا يعرفون مدى أهميته للمواطن حيث أن هذا القرار لم يكن انفرادي .

وتوجنا إلى الأستاذ احمد بسؤال وهو انه هل تجد أن الخلل من المواطن في التذمر والشكوى باعتبار أن المواطن تعوّد على التذمر، أم أين الخلل؟ فأجاب الأستاذ احمد قائلا: نحن لا نريد أن نجور على المواطن ، فالمواطن وقع ضحية الحكومات والسياسات المتعاقبة فمن هو المواطن؟ هو عمي ، وأبي ، وأخي ، وجيراني فلا يمكن أن انتقص منه وأقول انه جاهل ، لكن نحن نتمنى تعاون القنوات الإعلامية مع المستشفى ، وبالتالي مع المواطن ، فلو بثت تلك القنوات مدة 10-15 دقيقة في اليوم لمحة بسيطة عن هذا الموضوع ، لكي يستطيع المواطن وهو جالس في بيته أن يفهم موضوع الإحالة بالصورة الصحيحة فالإعلام لديه تقصير من هذا الجانب المهم للمواطن.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو احمد
2010-06-25
بسم الله ارحمن الرحيم اتمنى ان نكون اكثر صدف وامانه على ارواح وصحه العراقيين اللذين مازالو يعانون من بطش وقرارات الماضين والحاضرين فبرايي المتواضع ان قرار نظام الاحاله في العراق من اسخف القرارات في وزاره الصحه فهناك مناطق في العراق لا يمكن ان تعمل بنظام ااحاله وهي على امام انظار المسؤلين في وزاره الصحه وهم لا يحركون ساكنا مثلا بما انا مواطن من البصره هناك نموذجين في البصره تعطف عليهم بل ينكسر لهم القلب وهم ناحيه ام قصر فيها مركز صحي واحد ومستشفى واحد ولا يوجد اطباء اختصاص في المستشفى
ابراهيم جبر شنيت /ماجستير تخطيط
2010-01-12
طبق نظام الاحالة الصحية في العراق بداية تسعينات القرن الماضي وكان النظام يستند على مبدأ طبيب العائلة حيث يخصص طبيب لكل عشرة الاف مواطن وكانت انسيابية النظام عالية ويحصل المريض على الخدمة المتكاملة من الفحوص الساندة (مختبر،اشعة ،سونار)والان اختلت المعادلة الان بسبب عدم التخطيط السليم واستخدام المواردبشكل جيد مع الاحترام00000
احمد الجابري
2009-11-23
شكرا جزيلا للاستاذة آلاء الشمري على اهتمامها بمعانات وهموم المواطن النجفي واتمنى ان يوفقنا الله لمساعدة كل الناس وحل اكثر عدد من مشاكل المجتمع النجفي وفقكم الله جميعا
مواطنة غيورة
2009-11-12
اذا المحافظ مال النجف اتمرض ايروح للمستوصف وبعدين ايحيلو للمستشفى??????????
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك