حيدر الموسوي: منتظرون1
سؤال للشيخ
هل للأمام العباس قمر العشيرة رجعة مع صاحب الزمان عج حسب روايات أهل البيت ؟
✍الجواب:
الروايات لم تتحدث عن ذلك ولكن لا اتصور ان لا يرجع من له منزلة كابي الفضل عليه السلام، على انه يجب الانتباه لاستخدام كلمة الامام مع العباس صلوات الله عليه فهو ليس بامام وفق المقياس الشرعي اضافة الى ان استخدام الكلمة مع مثل العباس حصل بناء على سياسة خبيثة استخدمها حزب البعث من اجل ان ينسى الشيعة ائمتهم الاثني عشر في التسعينات وذلك من خلال اضافة امام لكل ابناء الائمة واحفادهم عليهم السلام، ويجدر الاشارة الى ان اضافة كلمة الامام لمثل العباس عليه السلام ليس كما نفعل باضافة كلمة الامام لبعض المراجع العظام، لان الاضافة للمراجع لا تعني الجانب الشرعي في الكلمة وانما تعني المتقدم في زماننا في الدين بينما حينما تستخدم مع مثل ابي الفضل عليه السلام فقد يعنيها البعض بعنوانها الامامة المطروحة لائمة الهدى عليه السلام
:small_blue_diamond:قيس المهندس: منتظرون1
حياكم الله شيخنا العزيز
ان تأويلكم الرائع لنصوص القرآن الكريم في خطبة الجمعة الدينية فيما يتعلق باستثمار الحدث الاجتماعي لتبيان القضية العقائدية كان اسلوبا رائعا في فك رموز تلك النصوص بموضوعية اكاد اجزم انها تمثل الواقع القرآني وهو اسلوب فريد لم الحظه لدى بقية المفسرين وذلك ما يرتب عليكم تكليفا في مواصلة رفد الفكر الشيعي بمثل تلك التأويلات.
بعد ذلك اود ان اسأل: ما الفرق بين الذنب والسيئة في اطار الغيرية في اللفظ ونفي ترادف معاني الالفاظ المختلفة؟ حيث ان الكوكل ومواقع التواصل الاجتماعية تنقل عددا من التأويلات المختلفة.
وانا بدوري عملت جولة في معاني الالفاظ واستقراء ناقص لموارد لفظ الذنب والسيئة في القرآن الكريم وتوصلت الى نتيجة اولية مفادها ان الذنب هو كل عمل له تبعات سيئة سواء كان عملا صالحا او طالحاً, في حين ان السيئة هي عمل طالح ليس له تبعات ما هو رأيكم بذلك؟
ثم ان ثمة فارق بين اجراء تلافي الذنوب والسيئات إذ تقول النصوص القرآنية والحديثية ان الذنب يغفر والسيئة تُكفر وهنا نحتاج الى بيان الفارق بين المغفرة والتكفير وكيفية حصولهما.
✍الجواب:
اولاً: انا لا اعتقد بوجود ترادف لغوي في مفردات القران الكريم وانما هناك تقارب في طول المعنى وليس في عرضه بحيث ان الباحث الذي لا يدقق يتصور ان ثمة ترادف بينما لو تم التدقيق فبامكانه ان يجد تقاربا في طول المعنى كما هو الحال في الفاظ الضرغام والضيغم والهمام فهي وان كانت تشير الى الاسد ولكنها حينما تطلق في اللغة فانها تشير في كل واحدة منها الى حركة محددة من حركات الاسد لا تشبه بحال من الاحوال مع الحركة الموجودة في اللفظ الاخر بحيث ان ابدال احداها عن الاخر سيغير المعنى عن الاولى ونفس الامر نجده في المصطلحات القرانية كيوم الدين ويوم الجزاء ويوم الحساب ويوم القيامة فانها لا تدل على معنى واحد وانما تشير الى معاني مختلفة وان بدت وكانها في معنى واحد.
ثانياً: اما الفارق بين الذنب والسيئة فيبدو لي ان الامر ليس كما وصفتم، فليس كل سيئة هي عمل طالح لوضوح قوله تعالى: ان تمسسكم حسنة تسؤهم وان تصبكم سيئة يفرحوا بها، اذ من الواضح ان السيئة هنا تتعلق بالسوء الذي ينزل بالانسان من اسباب متعددة دون ان تنحصر باعماله اذ انها تارة من نفسه كما اذا اساء اليها بخطيئة او غيرها او من غيره كما اذا ابتلي من قبل القوم ببلاء سيء او اذا ابتلي من عوامل الطبيعة كالزلزال او المطر او ما شاكل فيحسب بانه اصيب بامر سيء، ولعل تجريد السيئة من التبعات امر يشتمل على تسامح اذ لولا التبعة هنا ما احتجنا الى التكفير عنها، فتأمل!
وعليه فان الفارق بين السيئة والذنب لا يلحظ من خلال وجود تبعة له فكليهما له تبعة ما بالرغم من ان التبعة الصق بالذنب منها بالسيئة للخصيصة اللغوية لمادة ذنب غير ان الاصطلاح الشرعي لا يستثني السيئة من التبعة لخصيصة تعلق الكفارة بها، وقد حاول البعض ان يتلمس الفارق بينهما من كون الذنب بين العبد وربه والسيئة بينه وبين الاخرين وهذا لا يتم لوضوح حديث القران عن ذنب موسى عليه السلام مع قوم فرعون المشار اليه بقوله تعالى على لسان موسى عليه السلام: ولهم علي ذنب، بل بحديثه عن ذنب الرسول صلوات الله عليه واله مع قريش المشار اليه بقوله: ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تاخر، ومن الواضح ان تعليق الامر على الرب يعني نفي عصمتهما صلوات الله عليهما وهو ممنوع.
ثالثاً: يبدو لي من خلال استخدام الغفران للذنوب والتكفير للسيئات ان الفارق يكمن تارة في طبيعة الاثار المتخلفة منها وطبيعة الموقف من افعالهما، فالتكفير يعني الغاء الاثار ولكن بعد التعرض لنمط من الجزاء كأن يكون هذا الجزاء من قبيل تقديم العوض المالي في قبال ما اجترحه الانسان كما في حال الافطار في يوم الصيام وما يستتبع ذلك من اداء الكفارة لتمحى سيئة الافطار، بينما الغفران يؤدي الى التغطية على العمل دون محو اثاره فالمغفر يلبسه الجندي ليغطي راسه من الخطر دون ان يزيل كل المخاطر عن الراس.
وعليه يكون الفارق بين الذنب والسيئة ان السيئة هي الامر الطارئ على الانسان بينما الذنب هو الامر الذي له ارتباط بشخص الانسان كما الذيل الذي يتبعه… والامر يحتاج الى مزيد من الدقة والتامل
https://telegram.me/buratha