بقلم حسين مجيد عيدي بكالوريوس تخطيط
ألمقدمهعند ملاحظة الأجرام السماوية والكواكب وكيف تتحرك بنظام دقيق بحيث لاتصطدم الواحدة بالأخرى فمن المؤكد إن هناك مدير يدبر هذه الأمور بدقه متناهية وهو (الله ) تعالى ولو لم تكن لله تلك ألقدره لانتهى كل شيء في الوجود . وعند مراجعة الأحاديث والروايات نجد الكثير منها تتحدث عن أهمية الاداره والتدبير ومنها الحديث النبوي الشريف ((إني لااخاف على أمتي من الفقر ولكني أخاف عليهم سوء التدبير )) كما ان الرسول (ص) بعث من ارض الحجاز ولكن مالذي حصل بحيث استطاع الرسول (ص) السيطرة ونشر الإسلام علما انه لاشيء مادي قد أضيف إلى الحجاز والناس نفس الناس فالجواب هو قدرة الرسول (ص) على القيادة وإدارة المجتمع . كما جاء في نهج ألبلاغه/40 قول الإمام علي عليه السلام ((لابد للناس من أمير برا أو فاجرا يعمل في إمرته المؤمن ويستمتع فيها الكافر)) بمعنى إن لم يكن هناك مديرا مؤمنا فهل يترك المجتمع بدون مدير . كما إن جسم الإنسان مكون من اليدين والقدمين والعينين والأجزاء الأخرى وكلها مهمة ولكن ليس كأهمية العقل لكونه يدير جسم الإنسان . كما أن هناك فريق لكرة القدم عندما يلعب يخسر كل مره ومجرد تغير المدرب بآخر جيد يفوز الفريق. إن عقل الإنسان نفسه يؤكد على أهمية الاداره والمدير فسائق السيارة ضرورته وأهميته ليس كالمسافرين فالسائق حذر ولاينام بينما المسافر ينام ويمكن أن يكون أعمى أو اخرس , كذالك سائق السيارة ألصغيره يفرق عن سائق السيارة الكبيرة .
تعريف الاداره والمدير إذا أردنا أن نعطي تعريفا شاملا للاداره نقول ((هي الاستفادة المفيدة والمؤثرة للموارد البشرية والمادية من خلال التخطيط والتنظيم والتوجيه والقيادة والرقابة والسيطرة وفي إطار قيم المجتمع للوصول إلى الهدف المنشود )). وعندما نعرف الاداره على إنها تعني الاستفادة المفيدة والمؤثرة للموارد فنستدل من ذالك على وجود نوعين من المدراء وهما (المدراء المفيدين والمدراء المؤثرين ) وهنالك فرق كبير بينهما فالمدراء المفيدين يريدون الحصول على النتيجة في زمن قصير وفي الأمور البسيطة والسطحية والتي لاتبين بشكل واضح أما المدراء المؤثرين فهؤلاء يريدون الحصول على الأثر العميق وذات الجذور القوية حتى وان كانت مخفيه وفي مده قد تطول ولاتبين بشكل واضح أثناء العمل وعلى سبيل المثال:- هناك مدير مفيد يريد ردم المستنقعات وصبغ الارصفه أو القيام بإنشاء جزرات وسطيه وهناك مدير آخر مؤثر يريد إيصال الماء إلى أعلى الجبل اويريد بناء مجسرات لكون المدينة تعاني من اختناقات مرورية إن نظرة الناس لهذين النوعين من المدراء تختلف فيعتبرون الأول هو المفيد والأفضل والمحبوب والناجح في حين نظرتهم للمدير الثاني المؤثر تختلف ويصفونه بأنه قد أضاع الميزانية ويتهمونه انه وبعد مرور سنه اوسنتين لم يظهر عمله فيعتبرونه مدير فاشل ومكروه . كذالك بالنسبة للادره الثقافية فيأتي مدير مؤثر يقوم بفتح دورات للأطفال في الروضات وحتما بعد مرور عشرون سنه سيصبح هؤلاء الأطفال نافعين بينما يأتي مدير مفيد آخر همه الوحيد هو إقامة المراسيم أي بالمعنى الدارج (ينفخ وطبخ) وإذا سالت عن أي المدير أفضل فسوف يكون الجواب هو المدير الثاني المفيد والذي يقيم المراسيم .إذن الكلمتين ((المفيد والمؤثر )) تعلمنا كيفية الاستفادة المفيدة والمؤثرة للموارد من قبل المدراء على أن يراعي احتياجات وثقافة وقيم المجتمع وهمه الوصول إلى الهدف المنشود وبخلاف ذالك فانه مديرا فاشلا وحتما سوف يكون مصيره الطرد والعزل ولا فائدة منه .إن الدكتور يحتاج إلى شهادة لكي يكون طبيب والسيارة تحتاج إلى سائق ماهر لكي يقود السيارة ولكن عندما نصل إلى تعيين المدير فنجده في اغلب الأحيان لايمتلك مهارات ولا ادراكات ذاتيه وبالتالي يكون مدير ليس له قيمه ومكانه كونه لم يمر بالمراحل التي تؤهله بل جاء عبر الاستقطابات العشائرية أو الحزبية وغيرها ولتسليط الضوء أكثر نضرب مثالا :-لو نظرنا إلى ألمعادله التالية :؟=.................فالناتج يكون صفرا مهما كان عدد الاصفار ولكن لو وضعنا واحد بعد ثلاث أصفار فيصبح الرقم 1000 وإذا وضع الواحد بعد خمسة أصفار فيكون الناتج 100000 ولو وضعنا الواحد بعد ستة أصفار سيكون الناتج 1000000 فبمجرد تغيير مكان الواحد تتغير النتيجة فالواحد الأول غير الواحد الثاني وغير الواحد الثالث فكل واحد يعطي قيمه ونتيجةكذالك بالنسبة للمدير فكلما نعطيه مكانا كلما تبين أهميته وقيمته .
هل الاداره شيء علمي أو تجريبي أو ذاتي ؟إن الجواب على ذالك سيكون الثلاثة صحيحة لأنه لابد أن يكون للاداره بعد ذاتي وبعد اكتسابي ولكن أيهما الأفضل أو المقدم على الآخر ؟فلدينا مدير حسابات ماهر ولكنه غير نزيه ومدير حسابات غير ماهر ولكنه نزيه فأيهما الأصح ؟ فالجواب إن الأصح والذي نختاره هو المدير النزيه ومن اجل أن يكتسب خبره وتجربه ننمي قابلياته من خلال إدخاله دوره مع وضع مستشارين له فسيصبح ناجحا أما إذا كان صاحب علم وليس لديه مؤهلات ذاتيه فحتما سوف يكون مديرا فاشلا .فعند ملاحظة المدراء التنفيذيين في الجدول نرى أن مهاراتهم الفنية أكثر من المدراء ذات المستوى العالي وبالعكس نرى إن المدراء ذات المستوى العالي مهاراتهم الادراكيه والذاتية أكثر من المدراء التنفيذيين أما المهارات البشرية فتعني كيفية تعامل المدير للناس فمن ليس لايمتلك مهارات بشريه لايصلح أن يكون مديرا وتلك المستويات المذكورة في الجدول تصلح لكل الهياكل ألتنظيميه فعلى مستوى ألدوله (المدير العام هم رئيس الحكومة والمدراء المتوسطين هم الوزراء والمدراء التنفيذيين هم المحافظين) أما على مستوى المحافظة ( فالمدير العام هو المحافظ والمتوسط هو القأمقام والتنفيذي هو مدير البلدية) وعلى مستوى المدينة (المدير العام هو مدير الناحية والمتوسط رؤساء الدوائر والتنفيذيين هم رؤساء الأقسام )إذن يجب أن تكون مكانة المدير تتناسب مع مهارته وبشكل نسبي لان المدير التنفيذي الناجح ليس شرطا أن يكون مديرا عاما ناجحا ولذا نرى من الأخطاء الشائعة والمفاهيم الخاطئة اعتبار المدير الناجح ممكن أن يكون محافظا ناجحا وممكن أن يكون وزيرا ناجحا لان المدير العام (سواء كان رئيس حكومة أو محافظا ..) يحتاج إلى أدوات لايستفيد منها المدير التنفيذي فعمل المدير العام هو التخطيط أما المدير التنفيذي فعمله النشاط والفعالية والحركة الدائمة وهذا لايعني انه لايحق للمدير العام أن يطلع على الأمور الجزئية ولكن من غير الممكن أن يكون أسيرا لتلك الأمور الجزئية أو يضع نفسه في كل قضيه .أما التقييم فالمدراء العامون يقيمون على أساس التخطيط والنظرة للمستقبل والمدير التنفيذي يقيم على أساس العمل والحركة أما المدير المتوسط فلابد أن يكون لديه مقدار من المدير العام والمدير التنفيذي فيأخذ من المدير العام الأعمال التخطيطية ثم ينزلها إلى المدير التنفيذي بالتطبيق العملي أصول الاداره1-التخطيط والبرمجة : هو الاستثمار الأمثل والتوجيه السليم للموارد البشرية والمادية لأقصى حد لتحقيق الأهداف ألمرسومه سواء كانت اقتصاديه أو اجتماعيه من خلال استخدام الوسائل و الأساليب ألعلميه لضمان تحقيق هذا الهدف ونجاح ألخطه ولا يقتصر التخطيط على مستوى ألدوله فقط فالفرد يخطط والمنظمة تخطط والمشروع يخطط لاذا فان التخطيط يمتاز بالاستمرار والتجديد والشمولية لمختلف النشاطات مما يتطلب أن تكون ألخطه واقعيه وشامله ومرنه ومتناسقة وأكثر فاعليه في تحقيق اكبر
نتيجة للنهوض بالواقع إن الاليه الدقيقة والعلمية عند وضع خطه تتطلب بعض الإجراءات منها :- نحدد الهدف ثم نشكل فريق تنبثق منه لجان مكونه من شخصيات سياسيه وفنيه وقانونيه وإداريه مهمتها جمع البيانات والمعلومات ومعرفة القوانين لكي لاتتعارض ألخطه معها ثم يجتمع الفريق بعد أن توفرت لديه قاعدة معلومات مستفيضة عن الهدف المنشود لتوزيع الأدوار والمسؤوليات وتحديد البدائل لسد الثغرات عندما تحصل إخفاقات أثناء التنفيذ بعدها يحدد جدول زمني للتنفيذ عند الانتهاء من جمع المعلومات ثم يبدأ التنفيذ وتتم المراقبة والمتابعة أثناء التنفيذ لمعرفة الإخفاقات ومعالجتها ووضع البدائل المناسبة2-التنظيم :- إن مفهوم التنظيم بشكل عام يعني توزيع المسؤوليات والواجبات والنشاطات بين الموظفين وتقسيم الأعمال وترتيبها , واعتماد البديل ,والتنسيق مع الأقسام الأخرى , ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب ,وإدخالهم الدورات وصرف الهويات وتنظيم الملفات . إن الهدف من التنظيم هو خلق الانسجام بين الموظفين ولايمكن الوصول إلى الهدف بدون تنظيم لأنه يوجب التنسيق والانسجام والسير لجهة واحده 3-اتخاذ القرار:- ويعني اختيار طريق واحد من عدة طرق ولكي يكون القرار ناجحا لابد للمدير أن يتشاور مع الآخرين لان نجاح أو فشل القرار المتخذ يتحمله المدير لوحده 4-التوجيه والقيادة :- توجيه العمل نحو المسير لتحقيق الهدف5- تعبئة الإمكانيات :- وتعني توفير التامين , والتخصيص , وتوزيع الأموال نحو الهدف وبشكل عادل 6-التقييم :- ويعني القياس بين الوضع الحالي والوضع المطلوب (الهدف)7-السيطرة:- بمعنى حفظ النشاطات والفعاليات وتوجيه جميع الأمور أثناء سير العمل
الخلاصةنقول ومن خلال الواقع إن على المديران يكون مخلصا لله ويستمد العون والنصر منه مستخدما في أداءه للمسؤولية الأساليب ألقانونيه والشرعية متفائلا بالنجاح ويندفع ذاتيا لا ينتظر أجرا أو جزاءا من احد وإنما أجره على الله تعالى لكن مواجهة الناس والإحداث والمواقف تتطلب من المدراء قدرا من الشجاعة وعدم التردد أو الخوف في اتخاذ القرارات المناسبة لأنه سوف يصطدمون أثناء تأديته للواجب بعدة إشكاليات وصعوبات يتوجب عليهم أن يتصدى لها مثلا :- يصطدم بالجاهلين الذين يحسبون إنهم يحسنون صنعا ويصطدم بالمنحرفين اللذين يرفضون الإصلاح والتغيير ويصطدم بمخططات ومؤامرات أعداء الدين والوطن من قبل العناصر ألملوثه والمصابة بفايروس الفساد المالي والإداري وبعض القيادات الفكرية المنحرفة والتي تريد تخريب البلاد والعباد و يصطدم بالقوى الشريرة التي تريد هدر الأموال ألعامه وتحت شتى الاقنعه والسلوكيات ويصطدم ببعض القوى العشائرية والتي تريد أن تفرض إرادتها بالقوة فأن لم يكن المدير شجاعا في اتخاذه للقرارات المناسبة فسيجعل من ألمؤسسه الحكومية مؤسسه(خنثى) غير قادرة على مواجهة الصعوبات والتحديات ويكون مصيرها الفشل بسبب تخوف المدير من مواجهة هؤلاء المنحرفين والجاهلين وتخوفه أيضا من تطبيق القانون الذي هو أساس العدل في كل المجتمعات. إن طريق الدعوة والإصلاح والتغيير طريق طويل ومليء بالمعوقات والعراقيل لذا يجب أن يتحلى المدير (بالصبر) ويصبر على ردود الأفعال ألاجتماعيه وكما قال الله في محكم كتابه الكريم((واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا)). ويتطلب من المدير أيضا أن يتحلى بقدر من الإنصاف لأنه(للعالم علم وللجاهل حلم) وان لا يتعامل مع الناس على أساس العشيرة أو الحزب الواحد بل على أساس ألمواطنه وإن العراق للجميع . وكما ذكرنا في مقدمة البحث بان التقييم النوعي والموضوعي والنزيه للمدراء في ألدوله أن يتم وفق الأسس التي ذكرت وفوق كل الميول والاتجاهات وبعيدا عن الاستقطابات العشائرية أو التخندقات الفئوية وتكون مصلحة العراق فوق كل اعتبار وفي نفس الوقت يجب لمن يتحملوا المسؤولية في التقييم أن يكونا هما القدوة في النزاهة والحيادية مبتعدين عن الانانيه والتحزب و التهميش العشوائي أو ألحزبيه ألضيقه والانفراد في الرأي والميل والدعم إلى جهة على حساب جهة أخرى وان يكون القانون هو الفيصل في اتخاذ أي قرار يخص المواطنين لأنه يشكل مطرقة على رؤوس ألظلمه لأنه لايمكن بناء مؤسسات حكومية بدون إعادة هيبة القانونومن الله نستمد العون والتوفيقحسين مجيد عيدي ميسان- ناحية كميت
https://telegram.me/buratha