الدكتور مجيد الشرع استاذ جامعي
يؤكد القرآن الكريم في اكثر من موضع في آياته المباركة على اهمية العلم والعلماء مقترنا بذلك بالعمل حيث ان الاسلام العظيم كرم العمل ومن ذلك قوله:
وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون سورة التوبة آية 105 "
ومن منطلق الرؤيا الدلالية لهذه الآية وغيرها من الآيات التي تصب في هذا المدرك
نجد ان الله اراد لنا العمل الجاد الذي به نفع للعباد.
ولا ادل معنى واشرف مقصد مما يعنيه التعليم من عمل جاد حيث يقترن مع الرؤيا التي قصدتها الآية الكريمة وهي رؤيا الله ورسوله والمؤمنون وفي هذا المجال تتشخص نقاط عدة من بينها الآتي:
أولا: اعضاء هيئة التدريس:
ان الاساتذة العاملون في الجامعة عليهم مسؤولية كبيرة ذلك انهم مكلفون برسالة اشارت اليها الاحاديث النبوية الشريفة حيث ان المخرجات التي يعملون من اجلها هي مخرجات تؤسس للبنية التحتية متمثلة بالطلبة الذين سيصبحون من دعائم المجتمع العامل كل في مجال اختصاصه واذا ما اتقن هؤلاء الطلبة علومهم ونزلوا في ساحة العمل الجاد بنوا مستقبلا باهرا للبلاد ولذلك فأن اتقان العلوم وفهمها يرتبط بكفاءة الاستاذ الجامعي الذي يستطيع فرض تعليمه من خلا ل معرفته الواسعة بتخصصه ومتابعته الجادة لما يستجد من معلومات اضافة الى ثقافته العامة التي ينبغي تعزيزها من خلال المطالعة وتتبع مايكتب في مجال اختصاصه في الانترنت ، ان هذا الامر يجعل من الاستاذ الجامعي عبارة عن دليل ارشاد لطلبته لأن الطالب وعلى مستوى مراحل الدراسة بما فيهم طلبة
الدكتوراة ينظرون الى الاستاذ كنموذج حيوي في مجال المعرفة وعلى هذا الاستاذ تحقيق هذه النظرة والا انقلبت الامور الى عكس المرادمنها.
ثانيا: الطلبة:
يشكل الطلبة وخاصة الطلبة الجامعيون نقطة تحول في اي مجتمع وعندما تطلق كلمة المجتمع في هذا المجال يعني المجتمع المستقر نسبيا وبذلك يكون مستوى التعليم يتناسب وطموحات ذلك المجتمع.
وفي حالتنا في العراق كما تشاهدون عينا وتسمعون اذنا تتضارب عليه مختلفات عدة من تمييز طائفي واختلاف عرقي واجندات مشبوهة من خلال وجهات نظر مخالفة لأ بسط قواعد السلوك الأنساني وكأن العراق عبارة عن بيت مال بلا باب يسهل تناول مافيه لأجل المغانم والترفيه.
وهذه الحالة تنعكس على الطلبة وواقع التعليم وهنا لا بد ان تسعى الجامعات في تأطير سور الحماية لطلبتها وحثهم على التحصيل العلمي الرصين وان يكون محيط الجامعة محيطا علميا يسعى الى المعرفة الحقة في تعليم الطلبة بحيث يكون الطالب في سلوكه الجامعي والمجتمعي سلوكا يقترن بما تعلمه من جامعته وأنا على اطلاع ومن خلال مشاركات في جامعات عراقية وجدت هذا الطموح في بعض الجامعات ومشاركة طلبتها في عقد الندوات والمشاركات العلمية وفي اوقات منتظمة في اثناء الدراسة.
ان هذا السلوك الطلابي لا يأتي نظريا وانما يأتي من خلال برامج معدة في كيفية تهيئة الطلبة للابداع وعقد الندوات الهادفة التي قوامها الطلبة بمشاركة فاعلة من قبل اساتذتهم وبذلك تكون العلاقة العلمية هي اصل التواصل واصل الثناء على الطلبة المتميزون.
ثالثأ: متطلبات الدراسة والبنى التحتية:
يرى ويعتقد كثير من المفكرين في مجال التعليم ان الركيزة الثالثة في هذا المجال هي مباني الجامعة وخدماتها من مكتبة وانترنت والأمور الرياضية وغيرها التي تساهم مساهمة فعالة في تعضيد العملية التربوية.
ومن خلال تجربة حقيقية عشناها مع المهتمين في الجودة(QA ) حيث وجدنا ان الفريق الزائر وهم من اساتذة غربيون يستفسر من الطلبة على انفراد عن عدد زياراته للمكتبة وكذلك عن الملاعب الرياضية ونوع الرياضة التي يمارسونها وعدد زيارتهم لمكتبة الانترنت وما الى ذلك من النشاطات اللا صفية وفي احدى الجامعات رفضت هذه اللجنة تقييم هذه الجامعة بسبب ما ادلى به بعض الطلبة انهم لا يعرفون مكتبة الجامعة ومكتبة الكلية او محل تواجد الانترنت.
وعموما فأن المطلوب في هذا المجال ان تكون مباني الجامعة او الكلية تتلاءم واحتياجات الطلبة لأن التدريس ليس تلقين المعلومات وانما يشمل بناء متكاملا لشخصية الطالب ومن خلال هذا المعنى يرتبط الطالب بكليته ارتباطا فعالا بحيث يفضل وبقناعة ان يقضي وقته في الجامعة، وهذا الامر ليس بصعب المنال في كلياتنا وجامعتنا وانما الصعوبة تكمن في اللامبالاة من قبل عمادات بعض الكليات وبعض اعضاء هيئات التدريس فالأمر الذي يسعون اليه هو كيفية الحصول على مخصصات من منصب معين حيث لا زالت طرق المحاباة وتصيد الاخطاء التي هي ضرب من النفاق دون التأكيد على التآزر وتصحيح الاخطاء وزرع الثقة في المجال التعليمي.
وخلاصة ما نريد بيانه ونؤكد عليه جريا لما لمسناه من خلال التدريس في جامعات لها مكانتها العلمية في جامعات غربية بدليل التبادل الثقافي معهم ان نزرع الثقة في العملية التعليمية في جامعتنا وأن نجعل من عضو هيئة التدريس عضوا فاعلا وتتجسد متطلبات الثقة فيه وهو المعول عليه في تنفيذ العملية التدريسية لأن ذلك يجعل هذه العملية متماسكة الاركان وتعطي الثقة في خريجي الجامعة.
والله من وراء القصد.
https://telegram.me/buratha