المقالات

رؤية ايرانية تجاه احداث العراق

1866 07:12:00 2007-01-22

( بقلم : حسن هاني زاده )

تكاثرت الاتهامات ضد الجمهورية الاسلامية جزافا بشأن التدخل الايراني المزعوم في العراق حتى بات رعاة البعران يكررون هذه الاتهامات دون ان يعرفوا من هي ايران واين تقع وما شأنها بالعراق. فالحقيقة ان الاعلام العربي وبايحاء من الدوائر الصهيونية والغربية وضع خطة لتفكيك عرى المحبة والاخوة التي تربط الشعبين الايراني والعراقي ليس حبا لمعاوية بل كرها لعلي .

ولا شك ان العلاقات بين ايران والعراق ليست علاقة طبيعية مبنية على الاسس الدولية المتعارف عليها في العالم بل هي علاقات روحية تربطها وشائج دينية بحتة لا يمكن معرفة خفاياها الا الذين ينتمون الى مذهب واحد مثل المذهب الشيعي. ولا يمكن فصل هذه العلاقات ووضعها ضمن اطر معينة وتحديد ملامحها لان المذهب خاصة مذهب الشيعة له اصول واسس وقواعد لابد من شرحها كي يستشف للقارئ العربي من الطوائف الاخرى اسباب هذا الترابط المعنوي والحب المتبادل.

فصحيح ان في العراق وايران نظامين يختلفان في الشكل والاسس والقوانين والسياسة الداخلية والخارجية ولكن الشعبين الايراني والعراقي يشربان من منهل عذب واحد الا وهو مذهب حب آل بيت رسول الله "ص".فكيف يمكن فصل شعب يقلد مرجع ديني جليل يقطن مثلا في النجف الاشرف منذ عشرات السنين وله اتباع في ايران مستعدين ان يضحوا بالغالي والنفيس بسبب ولائهم المطلق لهذا المرجع؟.

ومن ثمة هناك وجود العتبات المقدسة مثل مرقد الامام علي بن ابي طالب والامام الحسين والامامين الجوادين والامامين العسكريين والعباس بن علي ابي طالب عليهم آلاف التحية والسلام في العراق تجعل الشعب الايراني يتابع الاحداث والمجريات في العراق اكثر مما يتابع احداث بلده.

وقد لا يصدق احد ان الشعب الايراني ومنذ سقوط الدكتاتور العراقي المعدوم حتى الآن بات لايهتم بلقمة العيش ولا بارتفاع الاسعار ولا الاحداث ولا الاخطار التي تحدق ببلده بقدر ما هو يهتم بما يحدث في العراق ومما يتعرض له اتباع آل البيت من بطش و قتل ودمار على يد طائفة حاقدة تستمد قوه بطشها من امتدادها الاقليمي.فكيف يعبث هذا الشعب المسلم بأمن العراق ويقوم بتفجير المراقد المقدسة وهو يدرك تماما ان مصير الشعب العراقي والاغلبية بالذات مرتبط ارتباطا تاما بمستقبله لان اهم امنية للشعب الايراني هي زيارة المراقد المقدسة وفي ظل مناخ يسوده الامن والاستقرار.

وعلى ذكر العتبات المقدسة فان اكثر من مائتي ايراني فقدوا ارواحهم حتى الآن في ميادين الالغام الموجودة على الحدود الايرانية العراقية والتي زرعها النظام البعثي الفاشي ابان فترة الحرب حيث دخل هؤلاء الضحايا العراق بعد سقوط صدام لزيارة المراقد المقدسة وتاهوا في الصحاري ووقعوا في ميادين الالغام.ترى اي شعب في العالم مستعد الى هذه الدرجة من التفاني حتي يضحي بنفسه من اجل زيارة مرقد ما؟فكل ما قيل عن ايران وكل ما يكتبه رعاة البعران من العرب ضد شيعة آل البيت "ع" ناتج عن حقد طائفي زرعه في عقولهم معاوية وابن تيمية وابن بطوطة وابن زعطوطه!

وكان آخر التصريحات الطائفية صدرت من احد الزعماء المنتمين الى مذهب العنف والارهاب الذي يعتبر نفسه داعية اسلامي الا وهو الشيخ يوسف القرضاوي الذي حذر من تنامي المذهب الشيعي. فاذا كان المذهب الشيعي يا شيخ القرضاوي اصبح محط اهتمام الشعوب العربية المغلوبة على امرها وبات العرب "يدخلون في دين الله افواجا" فما ذنب شيعة العراق او ايران او لبنان ؟.

فما الضير اذا ما استبصر مسلم ما واعتنق المذهب الشيعي الذي يراه اكثر التئاما مع الواقع العصري واقرب الى الحقيقة المطلقة لذات الوجود؟ وهل المذهب الشيعي اصلا هو خارج عن العقائد الاسلامية ام يعتبر ضمن هذه المنظومة ذات المذاهب المتعددة ؟

فاذن هذا هو المذهب الذي بات بفضل طبيعته المسالمة والانسانية والاصلاحية ان يجتاح العالم الاسلامي ولا يوجد اي مرجع شيعي او رجل دين شيعي قد ارغم مسلما في بلد ما على الانتماء الى هذا المذهب الانساني والاسلامي المستوحى من الرسالة النبوية السمحاء.

وعلي اي حال فان المذهب الشيعي ليس له حدود جغرافية ومهما اختلفت الانظمة في التوجهات السياسية ومهما حشدت العرب جيوشها لضرب اتباع هذا المذهب ومهما انهالت التهم من قادة البعران على الشعب الايراني فان روابط الانتماء والتكاتف والمحبة ستبقى راسخة بين الشعبين الايراني والعراقي حتى وان اختلفت الحكومتان في التوجهات والاصول والفروع وهذا هو سر من اسرار المذهب الشيعي وللحديث شجون.

حسن هاني زاده – صحفي ايراني - طهران

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
باسل الصفار
2007-01-24
أخي العزيز حسن المحترم السلام عليكم لقد زرت البلد الجار أيران وزرت المراقد المقدسة فيها ..وحقيقةً أني احسدكم على هذا البلد الجميل بل لحبكم الضاهر لآل البيت الأطهار (ع).. لكن هنالك عتب صغير مني لكم وخاصةً الأعلاميين منكم لقد قضيت حوالي شهر في ايران ومع ذلك لم ار في التلفزيون أو أي وسيله أعلامية أخبار حقيقية عما يحصل هنا في العراق يجب أن يعرف الشارع الأيراني ما يتحمله الشعب العراقي وأتباع آل البيت خصوصاً وأذا كان هنالك أخبار فيجب أن تنقل بأمانة نحن ممتنون لكم حسن الضيافة لكن حقنا عليكم والسلام
ابو بدر الناصري
2007-01-22
وماذا نقول ونحن مبتلون بالقوارض والضواري تحيط بنا نحن محبي ال البيت وماذا نقول عندما اعلنت حكومة ال سعود من مقتل 2000سعودي في العراق واموال تجمع وفتاوى تصدر في السعودية الامارت تجمع فيخا الاموال ورجال مخابرات يعملون لصالح الاردن ومع كل هذا فلا يظهر للاعلام سوى ايران 000حسبنا الله ونعم لوكيل
انسانة تشيعت بعد ان عرفت الحقيقة
2007-01-22
عندما اصبحت من محبي ال البيت لم اكن اعي مدى الكراهية التي يحملها الوهابيون الى الشيعة مما جعلني اتمسك وادافع اكثر واكثر الى المذهب الذي انتميت اليه الذي لم اجد راحة و قوة ايمان ترابط محبيه بعضهم ببعض دون النظر الى الجنس او الطبقة او البلد واحمد الله ان الطاغية لم يستطع شق الصلة التي تربط البلدين بعد الحرب واكبر دليل هو كلامك اخي الكريم والنصر لنا جميعا ان شاء الله..
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك