المقالات

وثيقة تاريخية كتبت بعد مرور سنة من حرب السابع من اكتوبر 2024


 

من الذي نصر “غزة” ومن الذي خذلها بعد عام من الإبادة؟ “طوفان الأقصى” ومن أعاد تصحيح البُوصلة وأحيا القضية الفلسطينية.. يوم الفرز بين المُقاوم العربي الحُر والعربي المُتصهين ..افرزت الحرب معطيات بينت من خلالها مواقف مخزية للعرب والمسلمين الذين وقفوا علنا لنصرة اسرائيل ضد قضية القضية الفلسطينية.

في تقديري ان الموقف واضح ..تجسد من نقطتين متناقضين في رؤية الحرب ونصرة الحق المتهضم. أمة المليار ونصف مسلم سني وقفوا متفرجين بل مساندين الصهاينة ضد ابناء مذهبهم في غزة ومناطق اخرى يشكل السنة الغالبية فيها. ووقف الشيعة ضد الغطرسة الاسرائيلية بكل عنف وشراسة في القتال وقدموا فلذات اكبادهم مقابل كبح جماح امريكا وربيبتها اسرائيل وفرنسا ودول اوربا.

الموقفان المتناقضان في فكر السنة والشيعة تجسد عمليا في سوح الوغى من خلال رؤية كل طرف للصراع . سبب الموقف ان الفكر السني له عقيدة طاعة الحاكم في جميع قراراته. فأهل السنة والجماعة يقولون (بترك الخروج على الحاكم الظالم، وأنه لا يجوز ذلك إلا إذا بدا منه كفر بواح) في حديث عن عبادة بن الصامت قال: دعانا النبي {ص} فبايعناه، فقال فيما أخذ علينا: أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويُسرنا، وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم فيه برهان.[رواه الشيخان].قال ابن عثيمين،:الكفر البواح: معناه الكفر الصريح، وهو الشيء البين الظاهر، فأما ما يحتمل التأويل فلا يجوز الخروج على السلطان، ويضيف :لو قدرنا أنهم فعلوا شيئاً نرى أنه كفر، لكن فيه احتمال أنه ليس بكفر، فإنه لا يجوز أن ننازعهم أو نخرج عليهم، ونولهم ما تولوا. اهـ.{ موقع الشيخ بن عثيمين}.

وهذه الحرب التي استمرت سنة لحد الان . بعيدا عن الدماء والخسائر البشرية والمادية يعتبره { ابناء السنة والجماعة لم يخرجوا الولاة عن الايمان.!!

اما الشيعة: فهم لا يأخذون حكمهم الشرعي من الحاكم مهما علا شانه. بل يرجعون لعلمائهم في امور حياتهم واخرتهم. بما في ذلك الجهاد . وبدلا من تاويل الاحاديث حول راي الحاكم من عدمه وصحة الروايات فانهم يؤمنون عقائديا في موقفين .. الاول: ثورة الحسين {ع} في كربلاء ضد الظلم الاموي. فأصبحت شعارات كربلاء التي رفعها الحسين{ع} يوم عاشوراء منهاج عمل سياسي ديني . وانتقلت تلك الشعارات لغير المسلمين يرددونها حين تقع عليهم ظليمة . يقولون{هيهات منا الذلة} وشعارات تعبوية من واقع ثورة كربلاء .

القسم الثاني الذي يحفز الشيعة للثورة على الظالمين . هي الفكرة المهدوية, التي يؤمنون بها ان امامهم الثاني عشر محمد بن الحسن المهدي{عج} غائب وسيبعثه الله يوما ليملآ الارض قسطا وعدلا. هذا حديث للنبي {ص} تذكره مصادر الفريقين ولكن أدخلت تحريفات على فكرة المهدي{عج} عند المذاهب السنية .فقالوا انه غير مولود . وقال بعض فقهاءهم ليس شرطا ان يكون من ابناء فاطمة{ع} ..

هاتان العقيدتان السنية والشيعية هما اساس حركة جهاد كل فريق. كل الحروب التي خاضها العرب المسلمون ضد اسرائيل وامريكا . كانت سياسية بامتياز تتخذ قرارات للحرب بين رؤساء الدول . وسرعان ما تنتهي بهزائم معروفة. وهي كثيرة.اما الحرب الاخيرة { وهو الذي دفعني للتوثيق والنشر } خوفا ان ياتي جيل بعدنا ويغير المسارات التي قامت من اجلها الحرب. فحرب السابع من اكتوبر 2023 ــ 2-24 كانت بين {دول وتنظيمات شيعية واسرائيل} . اوثق عن غزة ذات الغالبية السنية حاربت اسرائيل بأسلحة وتكنلوجيا شيعية{ايرانية} وتمكنت بمساعدة الحرس الثوري الايراني من اعداد خطة فاجأت امريكا واسرائيل واذنابها بجفر خنادق وممرات تحت الارض .. اما حكام مصر والسعودية والاردن وقطر والبحرين والكويت وجميع دول المغرب العربي والسودان , كلها سكتت تتفرج كيف يذبح الاسرائيليون اطفال غزة ونساء واطفال لبنان هذه الدول كلها يحكمها السنة .

بالمقابل توحدت كلمة الشيعة تماما واصطفت للحرب مع اهالي غزة المنكوبة دون عقد مؤتمرات.فدخل حزب الله اللبناني بكل ثقله في المعركة ضد اليهود وامريكا. وتبعهم الحوثيون انصار الله في اليمن وسوريا الصامدة . مرغوا انف الولايات المتحدة في البحر الاحمر والبحر العربي. ومنعت اليمن بأسلحتها الايرانية عبور أي سفينة تحمل مساعدات لإسرائيل ,نفط او اسلحة او مواد تحتاجها اسرائيل في ادامة حربها ضد الدول والمنظمات الشيعية.

ما اريد ان اوثقه في التاريخ .. اني لم اسمع ولم اقرا عن رؤساء ومشايخ وحكام جبناء وخونة مثل حكام العرب السنة. فانهم شاركوا { بحماية اسرائيل ضد المسلمين الشيعة بكل قواهم} فقامت منظومات مصر الدفاعية والاردنية والاماراتية بأسقاط عدد كبير من الصواريخ الايرانية والعراقية واليمانية الشيعية المتوجهة الى تل ابيت. ومنعت مصر عبور المواد الغذائية وماء الشرب لأبناء غزة . وفتحت الحدود للجرحى الفلسطينيين لأسبوع واحد ثم اغلقت معبر رفح ليموت الجريح السني الفلسطيني على الارصفة في غزة . بعدما قصف الطيران اليهودي كل المستشفيات .

وما يقرح القلب. ويزيدنا فيهم بصيرة ان بعض الاعراب ممن يدعون التسنن فرحوا بقتل سيد المقاومة الشهيد السيد حسن نصر الله (طاب ثراه) ورفاق السلاح الذين استشهدوا معه. هذه وصمة وعار شنار يجب ان يوثق ..اختم مقالي بما قاله الحسين{ع} " الحمد لله الذي زادني فيكم بصيرة " وقال:" اجل والله غدر فيكم قديم وشجت عليه اصولكم وتأزرت فروعكم فكنتم اخبث ثمر شجى للناظر واكلة للغاصب .

كتب هذا التوثيق بعد عام من الحرب 8/10/2024

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك