المقالات

إنجاح خطة امن بغداد مسؤلية الجميع

1724 18:10:00 2007-01-27

( بقلم : ليث السلامي )

الدم العراقي يسيل انهارا , وابشع الجرائم ترتكب بحق الابرياء من ابناء الشعب العراقي على يد الارهابيين في عملياتهم , وكلما حاولت الدولة فرض سيطرتها في اية عملية عسكرية او سياسية,يقوم الارهاب بالتصعيد في عملياته لاجهاض اي تقدم للبلد,وهذا الامر لايخفى على احد

ومما لايخفى ايضا هو الدور الذي يلعبه الساسة في العراق من مختلف اتجاهاتهم وتياراتهم في تغذية الارهاب المسلط على شعبنا , فإنّ مواقف بعض الساسة وهم مشخّصين ومعروفين جيدا لدى ابناء الشعب العراقي أزاء الارهاب , والدور الذي يقومون به في دعم الارهاب وتصعيده وتأزيم الوضع الامني والسياسي . فليس سرا ان يكون هناك بعضا من السياسيين وقادة الاحزاب والكتل المشتركين بالعملية السياسية سواء في الحكومة او مجلس النواب لهم يد طولى في دعم العمليات الارهابية والعنف الذي يستهدف الابرياء , وهم يجوبون الدول طلبا للدعم ولكن ليس لبناء العراق بل لدعم الارهاب, وفي نفس الوقت فإن الشعب العراقي والجماهير تدرك ان كل محاولاتهم لتغيير الوضع في العراق الجديد وكل محالاوتهم لارجاع العراق الى الوراء بعودة الحكم للطائفة الواحدة , والحزب الواحد , والجهة الواحدة , والكتلة الواحدة , هو ضربا من الخيال , وهم قد فشلوا في اعادة الامور الى سابق عهدها ابان حكم الديكتاتورية والبعث , وفي خضمّ هذا الصراع تبدو صورة الواقع العراقي مأساوية , حيث يظهر على ارض الواقع الصراع بين تيارين , احدالتيارين يحاول عودة حكم الديكتاتورية وان كانت بثوب جديد , وهم يحصلون على الدعم من اغلب دول الجوار الاقليمي للعراق التي تنظر للوضع في العراق من منظار طائفي , وتزيد الواقع ارباكا, وكذلك يحصلون على دعم بعضا من الدول الاوربية وبعض المؤسسات الدولية نظرا لتاريخهم الطويل في ادارة الدولة والتي اسسوا من خلالها شبكة علاقات مع مختلف الدول والمؤسسات . وفي المقابل يقف التيار الاخر الذي يسعى جاهدا لتثبيت الديمقراطية في العراق الجديد وتثبيت المنجزارت التي تحققت بزرع بذرة الديمقراطية , وزرع قيم العدل وحقوق الانسان واحترام اراة الجماهير, وبناء العراق الجديد, وتعهدت برعاية هذه البذور لكي تمنو وتكبر حتى يستفيء بظلها كل ابناء العراق بكل اطيافه ومكوناته وتنوعاته العرقية والمذهبية والدينية . وهذا الصراع بين التيارين مستمر وعلى كافة المستويات .

ولكن الان وقد برز بصيص أمل في ان تسير الامور باتجاه تحسن الاوضاع وتحقيق التوازن وبسط سلطة القانون وهيبة الدولة , بعد ان وصل الى سدة رئاسة الوزراء شخصية قوية لاغبار عليها في وطنيتها وتاريخها المشرف , تميزت بقربها من الجماهير واندكاكها في اوساطهم , وصل الى منصب رئاسة الوزراء رجل لم يكن يسكن في برج عاجي كما يقولون , بل كان طيلة حياته يعيش مع البسطاء من الناس وفي اوساطهم وتلمس كل مشاكلهم , واتفقت عليه كلمة كل الاطراف الممثلة للواقع العراقي من شيعة وسنة وكورد

ولكن المالكي لن يستطيع تحقيق حلم وطموحات الشعب العراقي في الامن والرفاه مادام الوضع على ماهو عليه من تجاذب وصراع بين الارادات تنعكس بصورة سلبية على قدرته على تحقيق الاهداف المرجوة , ان الرجل يخوض حربا على عدة جبهات يفتحها عليه ليس الارهاب وحسب بل وسياسيون شركاء له في العملية السياسية وفي الحكومة والبرلمان .وكلنا يعرف تفاصيل هذا الصراع الذي لم يعد خافيا من اجل افشال عمل الحكومة واعادة الامور الى المربع الاول ولمصادرة العملية السياسية وتشكيل حكومة انقاذ كما يحلمون .ومن الاسباب الاخرى التي لعبت دورا في اعاقة جهود المالكي هو الجانب الامريكي الذي اصبح معروفا انه يتحكم بكل مفاصل العملية الامنية وبكل تفاصيلها , ولم يكن لرئيس الوزراء الذي يمثل القائد العام للقوات المسلحة القدرة على تحريك اية قطعات عسكرية , بل ان كل الامور بيد القوات الامريكية التي اثبتت فشلها في معالجة الارهاب بعد كل هذه السنين من تطبيقها خططها العسكرية .

اليوم وبعد جهد كبير قام به المالكي ورفاقه في الحكومة والبرلمان والجهات السياسية الداعمة للحكومة , تمكن من انتزاع جزء من السيطرة على القوات العسكرية من خلال مفاوضات واتصالات ومساعي وجهود جبارة , وبدأت الحكومة بوضع خطة بغداد الكبرى في فرض القانون , وهي خطة كبيرة وواسعة وبذلت فيها اقصى الجهود والعمل الحثيث , وحشدت لها طاقات كبيرة واستعدادات هائلة , فأصبحت تمثل الامل الكبير في فرض القانون وتحقيق الامن واعادة الامل والحياة الى بغداد ومحيطها بعد طول انتظار لتحقق هذا الامن الموعود .

انجاح هذه الخطة هو أمر تتحمله كل الاطراف . ليست الحكومة لوحدها مسؤولة عن انجاحها , ولامجلس النواب لوحده مسؤول عنها , بل ان كل الاطراف من الحكومة, ومجلس النواب, والتيارت والاحزاب والمرجعيات الدينية , ووسائل الاعلام, ومؤسسات المجتمع المدني ,وحتى المواطن العادي الذي لايتبوء مركزا حكوميا ,المواطن البسيط هو ايضا مسؤول عن انجاح هذه الخطة , المثقفين والكتاب والصحفيين لهم دور كبير يجب ان يلعبوه في انجاح هذه الخطة التي يعقد العراقيين آمالهم عليها للخلاص من الارهاب والتصفية الطائفية والقتل على الهوية والتهجير , ولكي يتوقف النزيف العراقي . الجميع مسؤول عن انجاح هذه الخطة ولايستثنى احد من هذه المسؤولية , ولسوف يمثل الموقف من هذه الخطة سلبا او ايجابا يمثل الموقف من العراق بكله , فأي موقف يتخذه اي طرف من هذه الخطة سوف يسجل ولن تنسى الجماهير موقف هذا الطرف او ذاك من الخطة وسوف تحتفظ الجماهير بهذه المواقف في ذاكرتها , وسوف تراقب مواقف الجميع من هذه العملية فالذي سوف يسعى لانجاحها سيكون قد اختار الاصطفاف في جانب الجماهير وفي جانب الشعب العراقي , وأما من يسعى لافشالها , ويضع العقبات في طريق نجاحها , والذي سيلجأ الى الفضائيات المحرضة على العنف والارهاب ويقوم بالزعيق والتقيؤ والتباكي على مصير الارهاب وتغليف الارهاب بغلاف المظلومية , ومن يذهب الى دول الجوار لاستنهاض همم الارهابيين وتجنيد المزيد منهم وطلب الدعم لانقاذ الارهابيين , فأنه سوف يضع نفسه في خانة الارهابيين ويكون بذلك عدوا للشعب العراقي وفي صف الارهابيين وفي خانتهم وحينها يجب ان يتم تطبيق قانون مكافحة الارهاب بحق كل جهة او شخص يضع نفسه في خانة الارهابيين وفي صفهم , وسوف تضغط الجماهير على الحكومة ومجلس النواب بقوة لاجل اتخاذ موقفا حازما ضد هؤلاء ,وتطبيق القوانين عليهم بغض النظر عن مراكزهم في الحكومة او البرلمان ومهما كانوا يمثلون , لذا فان على ابناء الشعب العراقي ان يفتحوا عيونهم وآذانهم جيدا ليراقبوا كل تحركات الاطراف السياسية ويشخصوا هذه الاطراف ومواقفها من اجل اتخاذ المواقف اللازمة بحقها والرد عليها ومحاسبتها كائنا من تكون , وان تسعى لازاحتها وكنسها من من طريق تحقيق الامن في العراق وتقدمه . هذه هي مسؤولية الجميع .

ليث السلامي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك