"مؤتمر اهل العراق و"مجاهدوا خلق" /ارهاب واكاذيب

( بقلم : اسعد راشد )

الماكينة الاعلامية العربية التي تجعل من "الحبة" "قبة" وتحول "الحمير" الى "اسود" و "العاهر" الى "شريف" والعميل" الى "وطني" و"الجلاد" الى "ضحي" والكذب " الى "صدق" تلك الماكينة البائسة المهترئة اصبحت اليوم تروج اكاذيب ومفبركات شرذمة منبوذة وجماعة قذرة وعصابة ارهابية تسمى نفسها "مجاهدين خلق" اي "مناضلوا الشعب" وتحاول من خلالها تشويه صورة شيعة العراق وربطهم ولو من فوق "سطح مريخ" بايران .

في مقال سابق تطرقنا الى دور تلك المنظمة الارهابية العميلة وعلاقاتها الاخطبوطية بحز البعث المقبور وحلفاءهم في تنظيم القاعدة الا اننا ولتوضيح بعض الخفيا من دسائس هذه المنظمة الاجرامية التي مازلنا نحن العراقيون لنا "ثأرات" منها بسبب دعمها لصدام وجرائمه ومشاركتها في قمع الانتفاضة الشعبانية ولازلنا ندفع ثمن وجودها السرطاني في العراق وقد اصبحنا ضحايا صراعها مع النظام في ايران فاننا نجد من اللازم كشف خفايا مهمة من دور هذه المنظمة التخريبي في ارض الرافدين وعدائها لشعب العراق وخاصة بعد نشر تلك الاكاذيب والفبركات التي ساهمت في صياغتها وكتابتها وحتى املاء مفرداتها ايادي بعثية وما يسمون انفسهم "مؤتمر اهل العراق" .

الدور الجديد المنوط لمنظمة "مجاهدو خلق" لن يختلف عن الدور القديم الي اناط بها صدام خدمة لاهدافه المشؤومة واستخدامها كأداة طيعة بيدها تنفذ اجندة البعث في محاربة الشعب العراقي وتحويل العراق الى "اوكار" لعناصرها يتجسسون على العراقيين ويوشون بهم لدي اطراف عديدة محلية ارهابية واقليمية ودولية وبوحي وتنسيق كامل وعلى قدم وساق مع البعثيون وايتامهم في مؤتمر اهل العراق .

التقرير او ما يدعى "الوثيقة السرية" التي نشرت من خلال الابواق الاعلامية وعلى لسان ما يسمى "رئيس لجنة العلاقات الخارجية" لتلك المنظمة التي ادرجتها واشنطن ضمن المنظمات الارهابية ليست فقط اكاذيب وافتراءات ومفبركات الهدف منها فقط تأكيد ما يروج له الاعلام العربي البائس والعروبيون الخائبون حول التشكيك في وطنية شيعة العراق بل ايجاد مبررات استهدافهم وقتلهم وخلق ذرائع لقوى اقليمية ودولية للتدخل في العراق بحجة ضرب "النفوذ الايراني" ‘ الوثيقة التي يتحدث عنها ذلك الممسوخ "سيد الكذابين" لا تحتوي الا على انشائيات وتصطيف كلمات والفاظ تعرج بالقارئ من طهران الى بغداد وعبر حدود شلمجة في رحلة اشبه بانها سياحية تنتهي بشيء واحد وهو ان الامر لا يعدو ان يكون "جولة" استطلاعية تمكن صاحبها وبدوافعه المريضة والشيطانية من تحويلها الى "وثيقة سرية" يضحك بها على عقول سذج يقبض منهم الثمن ويؤدي المطلوب ويأتمن على مستقلبه .

هذا الدور بالتحديد هو ما قامت به تلك المنظمة الارهابية وعبر مؤتمر اهل العراق الذي خولها نشر ما سمي بـ"الوثيقة السرية" التي طبل لها لاعلام البائس حيث الخطاب البارز في الوثيقة لا يختلف عن الخطاب الرائج في وسط الارهابيين والاعراب واعداء الديمقراطية في العراق وفيها من الاكاذيب ما لا يصدقه حتى "الحمير" خاصة في ما يتعلق اولا بالجانب التمويل المالي ومن ثم العسكري والتسليح والذي حاول الخطاب ان يركز فقط على دور "منظمة بدر" وتلفيق اتهامات وفبركة اكاذيب ‘ يجب ان لا يتم السكوت عليها ‘ فيها تحريض واضح وجلي لاستهداف "منظمة بدر" خاصة عندما تتهمها تلك الوثيقة بانها تستهدف التحالف بعمليات عسكرية وهي أكاذيب صنعت في مخيلة "الدليمي" ومشعان" و"المطلق" و"الضاري" وسربت على شكل تلك الوثيقة القذرة حيث تقول في جزء منها:

((و في شهر نوفمبر 2006 أكد أحد مسؤولي الشبكات العملياتية في بغداد وهو مرتبط بآمر شبكة إرهاب بدر في بغداد بانه تم ادخال الرزم المتفجرة إلى داخل العراق من حدود البصرة وجرت عملية تسليم عدد محدود منها إليه بصعوبة))!!

وتضيف "الوثيقة السرية" جدا!!((وقام هذا الشخص بزرع أحدى الرزم يوم الإثنين المصادف 12نوفمبر 2006 في الساعة العاشرة ليلاً في الشارع الرئيسي في منطقة الشعلة مقابل الجوادية والرحمانية في عملية تفجير ضد قافلة من قوات التحالف))!!

ان دور تلك المنظمة الخبيثة والعميلة اليوم في العراق الجديد لا يختلف عن دورها السابق زمن سيدها وولي نعمتها المقبور صدام وهو التجسس على العراقيين وتقديم خدمات استخباراتية وتلفيق اكاذيب ضدهم خدمة لاهدافها المشؤومة وهو امر يجب ان لا تسكت عليه الحكومة العراقية خاصة وان خطابها اصبح عدائيا وواضحا وموجها ضد رموز في الدولة العراقية ومؤسساتها التشريعية يشبه في حد بعيد بل ونسخة عن الاصل بخطاب الارهابيين وفلول البعثيين الهاربين ومفرداته هي ذات المفردات التي يتداولها البعثيون والسلفيون موجهة ضد العراق فيها تحريض لاطراف اقليمية للتدخل في الشأن العراقي ووشاية لقوى دولية لمعاداة شيعة العراق .

والواضح ان التنسيق القائم بين مؤتمر اهل العراق وبين المنظمة الارهابية "مجاهدو خلق" دفع بقادتها لمثل هذا التطاول وخلق الاكاذيب وهذا ما أكده بيان "مؤتمر اهل العراق" في دعمه لهذه المنظمة اللقيطة المجرمة و التستر على دورها التخريبي في العراق .

ومن هنا فان هناك عدة اسباب مهمة وهي كافية لكي تتخذ الحكومة العراقية اجراءات صارمة وقرارا حازما بطرد المنظمة من العراق :

الاول: ان وجود هذه المنظمة في العراق يعطي مبررا لايران لكي تتدخل في الشأن العراقي بحجة ان العراق يحتضن منظمة ارهابية تعمل على بث الارهاب في ايران عبر عمليات التفجير واغتيال شخصياتها وهذه الحجة تكفي لتعطي النظام الاسلامي في ايران مبررا للتدخل في الشأن العراقي خاصة وان المنظمة المذكورة مازالت تنشط داخل العراق .

ثانيا: ان المنظمة المذكورة غدت تتصرف كطرف في صراع الاطراف الدائر في العراق وتتدخل في الشان العراقي وتحرض على الفتنة بين مكونات الشعب ولا تحترم اصول "الضيافة" .

ثالثا: ان قاعدة "اشرف" في محافظة الديالي اصبحت موضع شبهة وشك خاصة وهناك تسربيات تفيد بان مؤتمر اهل العراق ترسل الارهابيين من العرب والبعثيين لتعليم فنون صنع المتفجرات والقيام باغتيال الشخصيات العراقية وتنفيذ عمليات ارهابية في بغداد وهذا الامر يمكن لمسه من خلال العلاقة الحميمة القائمة بين الطرفين ومعاداة تلك المنظمة لاهل الجنوب والوسط وشمال العراق ومحاباتها لمناطق غرب العراق وقد جاء في ما يسمى" الوثيقة السرية" ما يثبت على هذا الامر ويكشف مدى حقد هذه المنظمة على شيعة العراق وكورده وهذا مقطع من نص ما جاء في تلك "الوثيقة" المسيلمية :

((وفيما يتعلق بنقل الاسلحة والذخائر شكل النظام الايراني العشرات من شبكات الإرهاب و الإغتيال في العراق وهذه شبكات تعمل في بغداد والجنوب وفي المنطقة الوسطى وكذلك في شمال العراق))!!

نعم ! "بغداد والجنوب والوسط وشمال العراق" اما غرب العراق فهم أبرياء كبراءة الذئب من دم يوسف وهذا المقطع يكفي لمعرفة عمق خسة ودنائة هذه المنظمة الارهابية المجرمة وحلفاءها في مؤتمر اهل العراق الذين قدموا لها هذه الوثيقة المفبركة لايجاد الوقيعة بين شيعة العراق وبين حلفاءهم من القوى الدولية والصديقة وانحيازهم للاهاربيين وخطاب الاعراب ..

رابعا: يجب ان لا يتحول العراق الى ارض يدور فيها الصراع بين ايران ومعارضيها وهو ما يكلف العراقيين غاليا حيث يتم استغلال ذلك من قبل قوى اقليمية ودولية لتنفيذ اجندة تضر بالمصالح الوطنية العراقية .

اسعد راشد