المقالات

جند السماء وعناية السماء

1967 18:09:00 2007-02-03

( بقلم : الشيخ جمعة العطواني )

في واحدة من اكثر العمليات الارهابية خطورة في العراق هو ما حصل من مخطط ارهابي في محافظة النجف الاشرف قبل ايام مضت ,اذ اننا نجد هذا الجمع الكبير من الجماعات الارهابية والمغرر بهم من المغفلين وضعاف النفوس , وهذه الامكانية الكبيرة من التخطيط والتدريب والاعداد لهذه العملية يدل وبوضوح ان جهات دولية واقليمية تقف خلفه وهدفها الاساس زعزعة الوضع الامني في المحافظة واحتلالها وبالتالي قتل مراجع الدين الذين يعملون ومنذ اليوم الاول لسقوط النظام على تهدأة الوضع ومنع حصول صراع طائفي في البلد , باعتبارهم ربان السفينة العراقية ,ولهذا فان اغتيال هذه الرموز يعني اول مايعنيه انفلات امني وفوضى سياسية ستضرب كل ربوع البلاد .

بالاضافة الى ذلك فان الهدف الاستراتيجي الاخر وهو لايقل خطورة عن الاول يكمن في قيام هذه المجموعات بضرب قبة امير المؤمنين (ع )مما ينجم عنه من ردود افعال تؤول الى حرب طائفية لا محال, وستتكرر ماساة ضرب قبة الاماميين العسكريين من جديد بل انها ستكون اكثر فداحة اذا ماتصورنا ان تكرار الحالة هذه المرة ستكون خالية من الحكيم الذي يهدا الموقف ويفوت الفرصة على اعداء العراق من خلال تهداة الموقف ,فكيف يمكن ان نتصور قبة سيد الموحدين وقد هُدمت ,والمرجعية الدينية قد أُغتيلت , وردود الافعال في اوجها ! انها الفوضى التي لاتقف الا عند القضاء على كل انجاز تحقق منذ سقوط النظام الى يومنا هذا بل انها ستقضي الى تمزيق البلاد من خلال دوامة الحرب الطائفية .

ان هذا المستوى من التفكير ومدى الخطورة الناتجة عنه يدل وبوضوح على ان مخابرات بعض الدول العربية لها اليد الطولى في التخطيط والتنفيذ لهذه العملية وبخاصة تلك الدول التي تراهن على ضرورة اشعال حرب طائفية في العراق لتحمل هموم هذه الطائفة او تلك وجعلها كقميص عثمان تتحجج به امام الراي العام العالمي , ليس هذا فحسب بل ان هذا المشروع المخابراتي سيهدف الى تمزيق اتباع اهل البيت وتحويلهم الى جماعات وفر ق تتصارع فيما بينها , وبخاصة ان هذه العملية قد اتخذ اصحابها من قضية هي من اكثر القضايا الشيعية اهمية في الوقت الراهن وهي قضية الامام المهدي (عج )وبالتالي فان هذه العملية ستقوم بتسفيه هذه الظاهرة من خلال تقديم النموذج الاسوا من نوعه من العنصر البشري الذي ظهر في وسائل الاعلام وهو يرقص كما ترقص المومس في النوادي الليلية ليكون نموذجا بديلا عن اشرف مخلوق على سطح الارض _الامام الحجة بن الحسن ارواحنا لتراب مقدمه الفدا _ وهذه من اخطر القضايا العقائدية التي هي محل نقاش ليس بين المسلمين فحسب بل بين كل من يبحث في مستقبل العالم ,ناهيك عن البلبلة التي ستغزو عقول الناس وبخاصة اولئك الذين لايمتلكون سلاحا عقائديا يفرقون فيه بين الحق والباطل عندها سينجرف كم هائل من الناس في خندق الفتنة والتيه الذي سيسطر على عقولهم وعواطفهم .

ومما تجدر الاشارة اليه ان زعيم هذا التنظيم قد تدرب و زار مجموعة من الدول التي هياته لاداء هذا الدور الخطير, فمن خلال وجوده في الهند وما تمتلكه هذه البلاد من اجادة كبيرة للسحر والدجل والشعوذة , مرورا بافغانستان وما تحمله من فكر سلفي تكفيري وبخاصة ذلك الحقد التاريخي لاتباع اهل البيت وعقائدهم الدينية , انتهاءا بمخابرات احدى الدول العربية وما تكنه للعراق ارضا وشعبا من حقد دفين وبخاصة في هذه المرحلة التي بدا فيها العراقيون يشمون عبق الحرية في التعبير عن الراي والمعتقد والدين وهم يصبون الى اليوم الذي يكونون نموذجا يحتذى به من قبل كل شعوب المنطقة المغلوب على امرها من استبداد حكامها .هذه الاسباب مجتمعة جعلت هذا النموذج الجديد من الارهاب يطرح في الشارع العراقي وفي اكثر المناطق العراقية قداسة ومكانة دينية قل نظيرها في العالم .

فقوة السحر والشعوذة عند هذا الرجل تجعل من الصحراء التي يعيش فيها هؤلاء الاتباع المغرر بهم ماديا وعقائديا او اولئلك الذين يحملون فكرا تكفيريا , اقول انه يحمل القابلية التي تجعل هؤلاء بنظرون الى تلك الصحراء على انها جنة الخلد التي يوعدون , بل ان بعض هؤلاء الاتباع لهذا الرجل الضال وفي اتصال هاتفي مع اهله الذين رافقوه على بعد مسافات ليست بالبعيدة يصف القذائف واطلاقات النار التي وجهتها القوات العراقية وصواريخ الطائرات على انها (قوالب ثلج )تنزل عليهم من السماء وانهم لايشعرون بها حتى اصيب بجراح شعر عندها بحقيقة ما يجري من خداع وتضليل عندما اخبر اهله بحقيقة ما يجري وانه اُصيب بجراح وهو يشعر بشدة الالم في الوقت الذي كان يعدهم كبيرهم بان الصواريخ واطلاق النار سوف لن تنال منهم باعتبارهم (جند السماء ) فلا تؤثر عليهم قوة اهل الارض .

اما من جهة التكفير فكما ذكرت ان هذه العصابة قد تلقت المكر التكفيري من خلال وجودها في تنظيم القاعدة الارهابي وما يحمله هذا التنظيم من حقد دفين على مدرسة اهل البيت الفقهية والعقائدية ,وبالتالي فان تسفيه عقول السواد الاعظم من الناس من خلال تسفيه الفكر العقائدي لمدرسة اهل البيت , آخذين بنظر الاعتبار ان هذه العملية تاتي متزامنة مع الحملة التكفيرية التي أفتى بها كبار علماء الوهابية في المملكة العربية السعودية وما روج لهذه الفتاوى ايام الحج في مكة المكرمة فضلا عن بعض السياسين الطائفيين في العراق والذين بفتخرون بطائفيتهم على رؤوس الاشهاد , وما حصل في مؤتمر اسطنبول الطائفي ياتي ضمن سلسلة الحملة التي تستهدف الغالبية الساحقة من العراقيين , كما ان مؤتمر بروكسل ياتي ضمن هذا السياق والذي حضره كبار جبهة التوافق وفي مقدمتهم عدنان الدليمي وظافر العاني وخلف العليان وغيرهم ممن حضروا ليستجدوا النصرة على ابناء جلدتهم من العراقيين من البرلمانات الغربية !

اما التمويل المالي فان احدى الدول العربية التي تحمل نفس الفكر والحقد على العراقيين اخذت تغدق بالعطاء على هؤلاء وتجهزهم بالاسلحة المتطورة عن طرق بعض الدول الاخرى المجاورة , فالمواد الغذائية المخزونة والمزارع الكبيرة التي تم شراؤها وآليات حفر المواضع وحفر السواتر وايواء عوائل هذه الجماعات في المناطق الراقية من محافظة النجف يدل بوضوح عن حجم الدعم المالي المقدم لهذه الزمر الارهابية التي اتفقت كلمتهم على ضرب كل ماهو مقدس في هذه البقعة الطاهرة من بلادنا .

ومما تجدر الاشارة اليه فان عددا كبيرا من هؤلاء كانوا ضباطا في جهاز المخابرات العراقية ومن ازلام النظام المقبور فضلا عن مئات الوكلاء الامنيين للنظام البائد والذين جاءتهم الاوامر قبيل سقوط النظام بضرورة دخول الحوزة العلمية في النجف الاشرف وارتداء الزي الديني المعروف وامامة الجماعة فضلا عن اغتيال كبار رجال الدين وفي مقدمتهم مراجع التقليد في النجف الاشرف كما وتشير هذه المنشورات التي قراها غالبية العراقيين بعد سقوط النظام الصدامي الى ضرورة اختراق الحوزة العلمية , في محاولة منها زرع الفتنة والبلبلة داخل هذه المؤسسة الدينية , وهذا ما حصل بالفعل فان زعيم هذه الجماعة قد تلقى بعض العلوم في النجف الاشرف وكان رجلا غير سوي بين تلك الاوساط قبل ان يغيب ليرحل بين البلدان ويعود ليحاول تضليل الناس على انه ابن امير المؤمنين ويزعم ان قضية الامام المهدي لا تعدو ان تكون اضاليل وان السفراء الاربعة للامام خدعة وان المراجع في النجف الاشرف هم اعداء الدين لابد من التخلص منهم .

بعد هذه المقدمة المختصرة عن هذه الجماعة لارهابية ومدى خطورتها على العقيدة والدين والوضع الامني في البلاد تاتي عناية السماء لا لتحفظ الدين واهله وتدفع شر الفتنتة فحسب و بل جاءت حقيقة اخرى وهي انها عادت على اصحابها بالخزي والعار والذل والهوان لانها فضلا عن فشلها واندحارها اثبتت لكل من يريد الشر للعراق وحكومته ودولته ان هذه الحكومة عازمة على ضرب الارهاب بكل اصنافه ومن أي طائفة او قومية , وان جاهزية القوة الامنية العراقية في اوج قوتها , بل ان ضرب هذه المجموعة الارهابية والتي في ظاهرها تنتمي الى مكون معروف تؤكد ان الحكومة عازمة على التعاطي مع الارهاب بعدالة نوعية تشمل الجميع وقد اسقطت هذه العملية الشجاعة التي قامت بها القوات لعراقية الشعار الزائف الذي يحمله دعاة الطائفية من ان هذه الحكومة طائفية بل ان هذه الضربة الموجعة للارهاب اثبتت وطنية الحكومة وبخاصة شخص السيد رئيس الوزراء الذي طالما تحمل الكثير من تصريحات هؤلاء سواء من البرلمانيين في داخل قبة البرلمان او خارجه وهكذا ابطل الباري عز وجل مكر هؤلاء وجعل كيدهم في نحورهم وعليهم اليوم ان يعيدوا النظر في مواقفهم او يبحثوا عن اكذوبة اخرى يستجدون بها ويستجلبون رضا هذه الدولة او تلك من الدول التي اعتادت العيش على دماء العراقيين .جمعــــة العطوانـــي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
طارق الموسوي
2007-02-03
اثبت المجرمون ومن يدعمهم من البعتيين الانجاس والوهابيين العفنين خستهم ونذالتهم بأستهداف نجف أمير المؤمنين وعلماءنا الأعلام اعلى الله مقاهم وقد ذلهم الله ببركات ابي عبدالله الحسين ع وقصمهم هم ومن نبحوا وسينبح من الضاري وغيره من العفنين ويبقى الحسين علم الحق والثوره ..حذروا كل شيعي من هذه الفتن ..كل لا ينجرو لمثل هذا الفاسد تلميذ صدام والأفغان
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك