المقالات

الشيعة يقتلون أهل السنـّة في العـراق

1918 23:12:00 2007-02-09

( بقلم : فارس الطويل )

الجميع هذه الأيام صار يردد نفس الأسطوانة المشروخـة في الفضائيات ، والصحافة ، والإنترنيت ، والمؤتمرات ، والمساجـد ،  والمسالخ ، والمواخيـر ...- ( الشيعة ) يقتلون ويذبحون ( السنة ) في العراق .. !!- عصابات الموت ( الشيعية ) تسفك دماء ( السنة ) ، وتخرّب مساجدهم ..!!- ( الشيعة )  يريدون تطهير بغداد من ( السنـّة ) ، بل وإفراغ العراق منهم .. !!- الرافضة .. الصفويون .. عملاء إيران .. الفرس المجوس .. ألــ ...تحريض .. وشتائم .. وتلفيق .. وأكاذيب .. وعداء مسعور لكل ماهو شيعي !طيب إذا كان الأمر ، كذلك ..فمن إذن يقوم بقتل وذبح مئات الشيعة العراقيين ، يومياً .. وبصور مرعبة لامثيل لها في التاريخ .. منذ سقوط الصنـم وحتى الآن ؟ومن الذي يخطف ، ويقطع الطرق ، ويذبح على الهويـة ، ويصوّر أفلام الرعب والجريمة تحت هتاف وراية ( الله أكبر ) .. ؟ومن الذي يحرّض دائماً على قتل الشيعــة ، وتهجيرهم من بيوتهم ، وتفجير قبور أئمتهم ، وحسينياتهم ، وممتلكاتهم .. ؟ومن الذي يجاهر علناً ، بتكفيرهم ، وتخوينهم ، والتشكيك في وطنيتهم وعروبتهم .. ؟ومن الذي أرسل ويرسل آلاف السيارات المفخخة ، لتنفجر في الأحياء والأسواق التي يقطنها الشيعة .. ؟ومن الذي أرسل ويرسل ، مئات الإنتحاريين ، ليفجـّروا أنفسهم وسط تجمعات الفقراء من العراقيين الشيعة في الساحات والمساجد والأسـواق .. ؟ومن الذي يأوي ويدعم عصابات القاعدة وعشرات التنظيمات البعثية والتكفيرية الإرهابية ، تحت غطاء مقاومة الإحتلال .. ؟ومن الذي يقوم باستباحة دماء موظفي الدولة ، وأفراد الشرطة والجيش .. ؟ومن الذي دمـّر أنابيب النفط ، ومحطات توزيع الكهرباء والماء  والوقود ، وشبكة الإتصالات ، والخدمات .. و .. , .. ؟ومن الذي يريد تعطيل دوائر الدولة ، والمدارس ، والجامعات .. ؟ومن الذي يريد تخريب العملية السياسية ، وتمزيق الوحدة الوطنية .. وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء .. ؟ومـن .. ومـن ... ؟؟؟هل هم ( السنـة ) وفق المنطق الذي يتحدث به فرسان الثقافة الطائفية ، وأيتام صدام .. ؟على إعتبار أنّ الإرهاب والتخريب ، يعشـّش وينطلق من مدن وأحياء ( سنية ) ، ويقوده ويشترك فيه عناصر ( سنية ) .. هل ينبغي أن نقول أنّ ( السنـّة ) يذبحون الشيعة والكرد في العـراق ؟هل يجب أن نقول أنّ ( السنـّة ) في العراق ، هم عبارة عن قتلة ومجرمين وخونة للعراق وشعبـه ؟هل نقول أنّ ( السنـّة ) في العراق ، دينهم هو الإرهاب والذبح والنفاق ؟أم ينبغي أن نقول ، أنَّ من يمارس أفعال القتل والتفجير ، وكل الجرائم المخزية ، هم إرهابيون وقتلة أوغاد ، يزعمون كذباً ، أنـّهم يدافعون عن سنـّة العراق ، ويزعمون زوراً ، أنـّهم يقاومون الإحتـلال .. والسنة والمقاومة منهم بـراء إلى يوم الدين .. !! هــل الإرهاب والوحشية والخيانة والنفاق والجبن .. صفات ترتبط بقومية أو دين أو مذهب أو عشيرة أو مدينة .... ؟فلماذا ، إذن ، يتم شن الهجوم على الطائفة الشيعية ، بهذه الصورة الكريهة ، وتجريدهم من إنسانيتهم ، ووطنيتهم ، ودينهم ، وقذف الإتهامات يمينا وشمالاً دون وجه حق ، ودون وازع من ضمير أو أخلاق .. ؟لماذا يراد للضحية أن يلبس ثوب الجلاد ، والمظلوم ثوب الظالم ، والوطني ثوب الخائن ، والمؤمن ثوب المنافق ... ؟ماذا نسمـي ذلك ؟طائفية ، أم حقداً مريضاً ، أم نذالــة ، أم .... !!أليس الأولى  بأبناء العراق الشرفاء ، جميعاً ، أن يتفقـوا ، على رفض أفعال القتلة والمجرمين ، سـنـّة كانوا أم شيعـة ، تلك الأفعال التي يسميها الكذابون والأفاقون ، مقاومة وجهـاداً !! ..رغم أنّ الضحايا دائماً هم عراقيون أبرياء مسالمون ..أن يتفقوا على إدانة ومحاربة الإرهاب والإجرام ، تحت أي عنوان أو هوية كان ..أن يتبرّأوا من هؤلاء القتلة المسعورين ، الذين يرفعون شعارات الوطنية أو الإسلام أو الجهاد أو ... ، وهي منهم بـراء ..أن يقرّروا سويةً عزل المنافقين ، ونبـذ أمراء الطوائف والإرهاب ، وتجار الحروب ، ودعاة التكفير والفرقة والطائفية والعنصرية ، ومحاسبتهم بشـدة ، وإنزال أقصى العقوبات بحقهم ..عندها فقط ، ستكون كلمات أبناء العراق ، قوية ، ونقية ، وصادقة ، ومؤثرة ..وستكون أنفاسهم ، وخطواتهم ، وأصواتهم ، مخيفة لمن يتاجرون بوطنهم ، ودمائهم ..عندها فقط يستطيعون إيقاف نزيف الدم البريء ، وهدر الطاقات ، وضياع العقول والثروات ..عندها فقط يشعرون أنّهم حقاً عراقيـــون أحـرار.فارس الطويل - ألمانيا
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
المسعودي
2007-02-09
جزاك الله خير الجزاء على مقالك الرائع, ان الحقيقة واضحة جليه لمن انار الله بصيرته وان الله ناصر عباده الصالحين من اتباع اهل البيت(عليهم السلام) وان غدا لناضره قريب
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك