المقالات

سنن الكون في حكام العرب

1639 18:04:00 2007-02-11

( بقلم : مروان توفيق )

هذه الحياة على الارض تمشي وفقا لسنن لا تتغير, ينسى الانسان حينا هذه الحقيقة واحيانا يجهلها تماما أو ربما يتجاهلها حمقا وعنادا, ولكن في النهاية ولمن يتقصى الحقائق تظهر هذه السنن واضحة مبينة مقادير الحياة وتقلباتها معلنة بقوة تحكمها في مصير الناس جماعات كانوا او افرادا. قد تمر اجيال حتى تظهر حتمية هذه السنن واحيانا تظهر في سنين قليلة شأنها بيد من له الامر من قبل ومن بعد سبحانه وتعالى , لكن جزع الناس ونفاد صبر المظلومين يخدع من يتحرى هذه السنن فيراها بعيدة المنال عصية على من ينتظر فرجها. ومن هذه السنن نهاية الظالمين ونهاية طغيانهم مهما طال زمان حكمهم ومهما كانت قوة جبروتهم, وكذلك نهاية عهد تسلطهم على شعوب ارتضت بالذلة فكتبت عليها الذلة عقابا على الخنوع والضعف فتسلط الظلمة كان عقابا لخنوع الناس ونهاية الظلمة كانت نتيجة لقيام الناس على الظلم ومحاربتهم له وهي سنة محتمة اخرى لا مفر منها.

لن تنقضي الامثلة على سنن الكون في حياتنا ان عددناها وتقصينا ارهاصاتها وتجلي حتمياتها , ولكن من العجب أن نرى تجلي هذه السنن في فترة عيش جيل واحد وفي بضع سنين وليس في دورات ازمنة طويلة! في عصرنا الراهن لم يرى الشهداء نهاية جلاديهم على ارض الواقع ولكن من تسامى منهم بفكره وايمانه لابد ان رأى نهاية الجلادين في غيب ما وأن بدا بعيدا , فايمان الشهيد بحتمية سنن الكون انار دربه بنور المعرفة فتجلت نهايات الظلمة ببصائر الشهداء وهم يرحلون عن هذه الارض الى عالم الخلود. ولمن بقى في هذه الحياة كان حظه أن يرى نهاية الظلمة في سنين العمر القصير. نذكر طاغية العراق وجلاوزته ونهاياتهم السريعة بقياس الصابرين على البلاء, نذكر وزير التصنيع العسكري وفراره الى دولة جارة وقبلها بسنين قليلة يتجبر بقصف الناس وبقصف قبور اولياء الله, نعم وصلت به الحماقة ان يقصف مراقد الاطهار, ولكن سنن الكون لم تستثنيه من قوانيها فعاد الى سيده ليموت شر ميتة ! هل من عجب, ليس من عجب لمن ادرك وامن بسنن الكون وعرف حتميتها . ووزير الدفاع الذي احترق بطائرته وغيره كثير يضيق المجال عن سرد قصصهم ولكن مايهمنا هنا قصر تلك السنين وسرعة الاقدار في طيهم وفي تعجيل نهايتهم, وليس بعيدا نهاية الطاغية نفسه, اما القصور والامجاد والحراس والنياشين المزخرفة والاموال الطائلة فانها لم تنقذه من مصيره المحتوم , نعم تخلفت تلك القصور والشواهد والاموال عن نهايته وحتما كذلك سيدركها الفناء يوما فتتبعه. ولمن اعان الظلمة كذلك نهاية حتمية, بينتها سنن الكون في التاريخ ,نعم قد تطول وقد تقصر ولكن ماحدث لجلاوزة العراق من نهاية في جيل واحد فأنه مما يؤتنس به لتحري نهاية الذين اعانوا الجلازوة ولنا في نهاية الملك قاذف الصواريخ على اناس مسلمين في دولة مسلمة, لنا في نهايته مريضا صريعا لاحول له ولا قوة مثلا على نهاية من اعان الظلمة وكفاه ان مشى في جنازته اعداء دينه الذي كان يدعي حمله , مشى في تشيعه حكام الدولة المغتصبة المتسلطون على رقاب الناس بالحديد والنار الملعونون في كتاب الله , فيا لعجائب سنن الكون لمن يتقصى عنها !

اكان مصادفة ان تكون نهاية الجلاوزة على يد اصدقائهم وفي يوم ذكرى رحيل علم العراق الخالد ,ما هكذا تأتي الصدف, وانما هي اشارة للمؤمنين الصابرين, انما هي اشارة كذلك للساهين الغافلين, ننتقم من الظلمة في يوم رحيل الامام الصدر فهل انتم واعون؟ يا اهل الصبر هنيئا لكم ايمانكم بسنن الكون وثباتكم على الطريق.لاتمر ذكرى مظلمة في عهد الظلمة الا ويبدو من خلالها وضوح السنن وتكشف الاقدار, من كان يجرأ على ذكر مؤسس الجمهورية العراقية الذي قتل غدرا وهو الذي كان يعفو عمن ظلمه, لم تمض سنين حتى كانت نهاية من غدره محروقا بطائرته لتبدأ مرحلة العذاب لهذا الشعب المظلوم , لم يحتج الملوك والرؤوساء (السلاطين) على حكم اعدام الشهيد قاسم في شهر رمضان فهو من اعداءهم, ولكنهم تحججوا على اعدام الطاغية في يوم العيد, امصادفة ان يكون استشهاد قاسم في رمضان واعدام الطاغية في يوم العيد , امصادفة بعد كل هذه السنين ؟ ربما مصادفة ولكن لقلوب المستضعفين تعليل اخر انها السنن وفعلها في الخلق.

يحز في القلب ان نرى موائد اللئام غنية من اموال الشعوب المستضعفة والمظلومة, يحز في القلب أن نرى ابنة الطاغية وهي تبعثر اموال الشعب على حثالة الناس , يستقبلها سلطان اليمن القمئ ويعضدها سلطان ليبيا ويضيفها الملك, يتشفون بعذابات العراق واحزانه, يضحكون ملئ اشداقهم القبيحة امام الات التصوير وهم يسمعون بفجائع الثكالى وخراب العراق, يملؤون بطونهم من السحت و يتباكون على طاغية خسيس ملأ الارض شرا. ولكن مع حزة القلب هناك امل لنا, هناك ايمان عميق في قلوبنا بسنن الكون, ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا, . اضحكوا ايها الحمقى فحبال نهاياتكم لم تعد طويلة , اننا في انتظار النهاية ومن لن يشهدها منا فقد شهدها بايمانه في حتمية نهايتكم الوضيعة , ومن كان محظوظا ليراها فانها ستزيده ايمانا فوق ايمانه, وسيان عندنا الحالتين فالحتم قادم لابد , اللهم افرغ علينا صبرا.مروان توفيق

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك