المقالات

في ذكراها الاولى فاجعة سامراء حرب على الإرهاب ونبذ لسياسة الانغلاق

1604 17:06:00 2007-02-14

( بقلم : علي حسين علي )

يستطيع المراقب السياسي للاوضاع في العراق ان يستنتج بان العراق يتجه نحو الاستقرار وبوتائر غير اعتيادية.. ومن قراءة معمقة لما جرى يوم الاثنين الماضي، بامكان المراقب المعني بالشان العراقي ان يستخلص جملة من الحقائق من بينها:اولاً: ان العراقيين بمختلف طوائفهم واعراقهم قد شاركوا مشاركة فعالة وليست صورية او قسرية وبتجمعات مليونية مستنكرين ومنددين بالجريمة الشنعاء التي ارتكبها الارهابيون التكفيريون والصداميون بتفجيرهم مرقد الإمامين الطاهرين (ع) لمناسبة الذكرى الاولى لها.ثانيا: تماسك الكتل المشاركة بالعملية السياسية في قناعاتها بان الارهاب هو الخطر الوحيد على وحدة العراق واستقلاله وسلامة ابنائه وان لا سبيل الا بمكافحته والقضاء عليه.. ولم يعد أي طرف يخفي مشاعره ازاء الارهابيين وبالتالي فان المترددين او الذين يقدمون قدماً ويؤخرون اخرى قد انتقلوا الى حالة السير الى الامام باتجاه القضاء على الارهاب.ثالثاً: يتوقع الشعب العراقي والقوى السياسية الفاعلة نجاح الخطة الامنية (فرض القانون) ويعتقد الكثير من الزعماء السياسيين ان ارضية النجاح باتت ممهدة لما تتضمنه الخطة الجديدة من معالجات للاخطاء التي رافقت تنفيذ الخطط السابقة وكذلك من تفاصيل اخرى من بينها الادارة العراقية للعمليات فضلاً عن الاستخبارات الجيدة والتسليح الجيد والاعتماد على المواطنين في محاصرة الارهابيين والدلالة عليهم فضلاً عن تفاصيل اخرى تصب جميعها في ضمان نجاح الخطة الامنية.واذا كان التكفيريون والصداميون قد رفعوا وتائر اعمالهم الارهابية والحقوا بالمواطنين عدة الآف من الشهداء خلال الاسابيع الاخيرة فانهم صاروا على يقين بان نهايتهم محتمة ولن ينفعهم هذا الاسلوب الارهابي الذي يستهدف المواطن في الساحات العامة او الشوارع وغيرهما.رابعاً: هناك قناعة بدأت تتركز ان داخل المجتمع العراقي او في مجالات العمل السياسي للاحزاب والحركات المنضوية بالعملية السياسية.. وهذه القناعة هي ان لا سبيل لاعادة الامن واعادة اعمار البلاد بغير مشاركة جميع العراقيين في مهمة تثبيت الامن والاستقرار وان الجميع على قناعة بان لا حل غير ذلك وكانت مظاهرة النجف المستنكرة لهدم المرقد الطاهر في سامراء والتي ضمت الشيعة والسنة دليلاً على ان الجميع ينطلقون الى هدف واحد هو العراق الجديد المستقر والآمن وما تطابق وجهات النظر بين سياسيينا والتي باتت ملحوظة ازاء الارهاب وضرورة القضاء عليه الا دليل اخر.. فالعراق اليوم بكافة مكوناته يبدو موحداً ازاء الخطر الارهابي وموحداً ايضاً تجاه بناء عراق جديد يشارك الجميع في بناء مؤسساته السياسية وقيادة عمليات بنائه واعماره.فالذين شاهدوا ذلك التلاحم الجماهيري وحضور القيادات السياسية في مقر سماحة السيد عبد العزيز الحكيم امس الاول وتوافد عشرات الآلاف من المواطنين العراقيين عرباً وكرداً وتركمان وغيرهم من القوميات المتآخية مسلمين ومسيحيين وغيرهما شيعة وسنة لابد ان يستخلصوا ويستنتجوا بان العراق بشعبه وقياداته قد توصل الى قناعةبان الارهاب والارهابيين حالة يجب ان تنتهي وان يعود العراق الى الامن والاستقرار والبناء وان يعمل الجميع في سياق واحد هو العراق قبل أي شيء اخر.فالعراق يعيش اليوم واقعاً جديداً ونظاماً جديداً بعد ان جرب الجميع العنف والعنف المضاد وبعد ان وصل الجميع الى طريق مسدود لا يؤدي الى اية نتيجة وقد تأكد لكل الاطراف السياسية بان ليس هناك من طريق مستقبلي للعراق عدا مشروع المشاركة في ادارة الدولة الجديدة وان لا سبيل غير سبيل الحوار البنّاء للوصول الى هذا الهدف.واخيراً كان مسمع ومشهد تكبير المساجد وقرع نواقيس الكنائس استذكاراً واستنكاراً لفاجعة سامراء في يوم الاثنين الماضي وتوقف مؤسسات الدولة وحتى المواطنين في الشوارع والساحات لوقت قصير كان كل ذلك دليلاً على ان العراق قد تغير فعلاً وان اهله قد تركوا خلف ظهورهم ما كان يعرقل وحدتهم ويعيق تحركهم باتجاه الامن والاستقرار والاعمار.وقابل الايام يعد بالكثير الكثير لما فيه مصلحة للمواطن والوطن.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك