المقالات

جهات العنف واتجاهات خطة فرض القانون

1685 22:24:00 2007-02-14

( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )

لا ندري ان كانت خطة "فرض القانون" قد بدأت عملياً ام لا، لكن الذي نعلمه ان يوم الاول من أمس كان يوماً نازفاً قد يراد ايصاله بالذكرى الفاجعة التي حلت فيه عندما أفاق العراقيون قبل عام على هول كارثة لا تشابهها اخرى، او انه جاء رداً وقحاً على قرار استبدال الحكم الذي سيخرج الجزراوي من سرير نومه في معتقله ليدخله نفس المقصلة التي دخلها قبله صدام وبرزان والبندر.

في كل الاحوال وكما اشَّر ذلك السيد نائب رئيس الجمهورية العراقية الدكتور عادل عبد المهدي، فإن العنف القائم في العراق هو عنف ارهابي.. طائفي .. سياسي.. ذو ابعاد اقليمية ودولية وهو مفتوح على كل شيء في الهدف والخصم والوسيلة، ما يجعله استثنائياً وفريداً من نوعه تاريخياً وعالمياً.عنف يتحرك من الجهات الاربع ويضرب كل شيء وبأي شيء، لا توجد فيه جبهة قتال او جماعة واضحة المعالم يراد هزيمتها او طائفة او قومية محددة يراد اخضاعها.ما يجري في العراق حرب على الاهالي وليس حرباً اهلية، فالعنف يستهدف تعطيل حركة المجتمع ويوقع كثيراً من الضحايا والخسائر.

ما نواجهه شكلاً من العنف يفوق قدرات السيطرة عليه، لكننا لا نريد الهروب من الحقيقة فيما اذا قلنا انه عنف غير منفلت رغم قسوته وخطورته، بدليل ان الدولة عندما تعلن منعاً للتجوال في بغداد او في العراق كله فإن الجميع ينصاع لذلك، وعندما تريد الدولة ممثلة بقوتها وقواها ان تدخل منطقة فهي تستطيع ذلك، وهنا المفارقة الكبرى اذ كيف لنا ان نفهم قدرة الدولة في فرض قرارها على كل بغداد خلال دقائق، وفي الوقت ذاته تطيح مفخخة بقرار الدولة بأقل من تلك الدقائق.

هناك من يردد مقولة الحرب الاهلية.. فالذي يجري في العراق لا علاقة له على الاطلاق بحرب المذاهب او القوميات او المدن.. ففي الحرب الاهلية لا وجود للدولة ولا وجود لقرارها حتى وان كان حجمه او شكله يبقى في داخل دائرة حظر التجوال.

مهما كان قرار الدولة كبيراً ام صغيراً، فعندما يتقيد به الشارع فإن ذلك مؤشر على ان صنَّاع العنف هم قلة مقارنة بالشعب الذي لما يزل يعتبر الدولة مرجعيته الشرعية والتمثيلية.في ضوء ذلك من هي جهات العنف.. وما هي اتجاهات الدولة قد يكون ختام القصيدة بالمطلع- أي ما اشرنا اليه في اول الحديث- لكن الاعتقاد السائد ان كل الاطراف تسعى للابتعاد عن دائرة الخطر وحتى لهجات التصعيد، ونقصد بهذه الجهات العراقية وغير العراقية، وقد يكون هدفها عكس التصعيد وربما الحوار، لكن الحوار له حدود ايضاً ووقت ولغة، ويجب ان ينتهي الى نتيجة ، لان الوقت قد يزيد من عوامل عدم الثقة والاحباط وقد تتغير الموازين والمعادلات، وهذا ما سينعكس على العنف واهله والدولة واتجاهاتها، وليس مهماً ان نقول كيف وماذا؟.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك