المقالات

الحسينيات .. منابر ثقافية لترسيخ مبادئ الاسلام

1748 05:26:00 2012-05-26

ــــــ د. رؤوف الانصاري ـــــــ د. محمد الحكيمي ــــــ

أثير في الاونة الاخيرة جدل واسع وجرى لغط كثير في مصر بين صفوف بعض المسلمين حول مغزى اقامة اولحسينية في هذا البلد والجهات التي تقف وراءها والغرض من اقامتها ولاسيما بعد ان انتشرت هذه المباني الدينية في العديد من البلدان الاسلامية وافريقيا وامريكا وكندا واوربا لتكون مواقع تنتشر منها الدعوة الى الله وتتحرك فيها نشاطات اسلامية دينية يتلى فيها كتاب الله ويعبد فيها الله تعالى وتحيى بها ليالي القدر المباركة والمناسبات الاسلامية الكبرى . . . وليتنا نشهد هذا الجدل حول انتشار العديد من المراكز الموبوءة في بعض الدول الاسلامية' !!ونظراً لعدم معرفة بعض المسلمين بوظيفة هذه المباني وطبيعة نشاطاتها وأهدافها أرتاينا ان نقدم صورة متواضعة للتعريف بالحسينيات وتاريخ نشأتها والغرض من اقامتها .الحسينيات : جمع حسينية وسُميت بذلك نسبة الى اسم سبط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الامام الحسين بن علي بن ابي طالب من السيدة فاطمة الزهراء بضعة الرسول سلام الله تعالى عليهم أجمعين وهو ريحانة رسول الله وسيد شباب أهل الجنة الذي قال عنه رسول الله (ص) كما رواه الترمذي بسند حسن : ( حسين مني وانا من حسين . احب الله من احب حسيناً ، حسين سبط من الاسباط ) . . . ويمكن القول ان أحد أقدم المعاهد العلمية والجامعات الاسلامية في العالم الاسلامي التي أسسها الفاطميون في مصر هو الجامع الازهر الذي سمي بذلك تيمناً باسم السيدة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين بنت رسول الله صلوات الله وسلامه عليهما وهي الاصل والعنوان الذي انتسب اليه الفاطميون في دعوتهم وتسميتهم قبل أكثر من الف عاموالحسينيات : هي أماكن تستخدم كمنابر ثقافية لترسيخ مبادئ الاسلام واحياء احاديث رسول الله صلى الله عليه وآله والتداول في فضائله ومناقبه واخلاقه وارشاداته وتعاليمه التي هي بمثابة عبق الرسالة ومجاليها ودلالات نصوص القرآن الكريم ومعاني الآيات الكريمة ومحتوياتها النفيسة والمضامين المقدسة التي تكتنزها تلك النصوص الشريفة من تشريعات وضوابط وقوانين تنظم عبادة الانسان المسلم لله تعالى وتفصيلات ادائها وشروطها ومقتضياتها مثلما ترسم له طريقة التعامل ومعايير العلاقات بينه وبين الاخرين من عناصر المجتمع بشراً كانوا أم غير ذلك . . . وتشهد الحسينيات كل الانشطة التي تعكس حركة تعليم المبادئ والثقافة الاسلامية والمفاهيم القرآنية وكل مايتصل بالرسالة الاسلامية السمحة التي قدم الامام الحسين عليه السلام نفسه الزكية الطاهرة فداءاً لصيانتها من التحريف والتزييف وحفظها من التحوير والتزوير وضمان النسخة الاصيلة غير المشوهة لتنتقل عبر الاجيال والقرون سالمة مصونة . . . وما كان ذلك الا مصداقاً من مصاديق وعد الله الحق اذ قال عزوجل : ( انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون ) . . . فالحافظ هو الله تعالى الذي شاءت ارادته ان يكون ابن بنت نبيه اماماً يقود المسيرة الطاهرة التي يصون الله تعالى بها دينه ورسالته وكتابه العزيز وتعاليمه المقدسة . . . وهكذا كان اذ نهض الامام الحسين عليه السلام ليقف أمام الواقع الفاسد الذي آلت اليه حالة المسلمين ويصد حركة حكام ذلك العصر في تطويع احكام الرسالة والتلاعب بها من اجل ان تغطي الفساد والانحراف والطغيان الذي طبع الشكل العام لسلوكهم في انتهاك حرمات الرسالة وتشريعاتها حتى أصبح سمة مميزة غمرت صورة ذلك العصر . . . وقد كان لنهضة الامام الحسين عليه السلام اثارها المباشرة في تقويض ذلك الحكم بعد زمن والحيلولة دون المساس باصل المبادئ الاسلامية الرشيدة . . . ولذا دأب المسلمون الذين انتهجوا خط رسول الله صلى الله عليه وآله والتزموا بوصيته في اتباع اهل بيته واخذ تعاليم الرسالة منهم باعتبارهم الامناء على نقلها نقية من كل شوائب الاحاديث غير الصحيحة التي نسبت كذباً الى الرسول صلى الله عليه وآله لتكون على مقاسات انحراف حكام تلك الحقبة السوداء المظلمة. . . دأب المسلمون على احياء تلك النهضة الربانية المقدسة التي عمدتها دماء السبط الشهيد الامام الحسين وأهل بيته الاطهار واصحابه الاخيار الابرار . . . والتزم هؤلاء المؤمنون باحياء انفسهم وتعزيز التزامهم بمبادئ الرسالة وترسيخ استقامتهم وذلك بما يتعلمونه من تلك الواقعة المجيدة الخالدة من الدروس البليغة الغنية المؤثرة والعبر الكبيرة الغالية . . . ففي كل عام حينما يطل موسم الذكرى ليوم عاشوراء من شهر محرم الحرام وهو اليوم الذي أستشهد فيه سبط الرسول وعياله واصحابه ثم سبي ذراري رسول الله صلى الله عليه وآله في تلك البراري القفار ونكل بهم ونقلوا من بلد الى اخر على الدواب الهزل . . . في تفصيل لسنا بصدد الاستغراق فيه وقد كفانا المؤرخون تدوينه ونشره الى يومنا هذا. . . يقوم المؤمنون بالتداول في تفصيلات واقعة عاشوراء والتحدث في اسبابها وشروطها الموضوعية ومادار فيها وماتلاها من مفاعيل انعكست على الواقع السياسي عهدئذ والتطورات والتغييرات التي ترتبت عليها وتاثيراتها على طبيعة الحركة الرسالية بل على المنظومة القيمية والنسيج الفكري والثقافي للمجتمعات الاسلامية الممتدة من ذلك الزمن الى عصرنا هذا. ولقد تطورت اساليب التعامل مع هذه الذكرى واتخذت صوراً وابعاداً واسعة واتصلت بافاق عريضة تفرعت عنها انشطة متعددة على المستوى الفني والفكري والادبي وغيره.واذا كان استعراضنا لقضية الامام الحسين ويوم عاشوراء ــ على اختصاره ــ كافيا للاطلالة على مقدار أهمية احياء حركته والتذكير بها فان ذلك يفتح الباب على مصراعيه لفهم معنى الحسينيات ومدلول حركة انشائها وتشييدها والاهتمام بها باعتبارها منابر رائعة صادقة تنطلق منها كلمة الحق وتنتشر منها الثقافة الاسلامية الملتزمة والدعوة الصادقة للاستقامة على صراط الضوابط والمبادئ الاسلامية الاصيلة والتمسك بقيم العدل والانصاف والحق والتسامح والجمال وبالتالي بناء الامة الصالحة والمجتمع الآمن المستقر الذي يتحرك في فضاءات التكوين الحضاري المنشود وينطلق نحو شمس السمو والارتفاع بالانسان وموقعه ليدرك درجات البلوغ والرشد والكمال في تشييد الارضية الصالحة التي تنتصب عليها ــ بشموخ ورفعة وبرسوخ وثبات ــ مجسمة السلام وايقونة الحرية وقامة القسط والعدل الذي هو هدف كل الرسالات التي صدع بتبليغها الرسل والانبياء ( عليهم السلام ) في حركتهم العتيدة المديدة . . . قال تعالى جل شانه : ( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط)وقد غدا من المألوف والمعروف ان تبلغ حركة الاحياء لهذه الذكرى والاحتفاء بهذه المناسبة الكبرى ذروتها في الايام العشرة الاولى من شهر محرم الحرام من كل عام ثم يتبعه بعد مضي اربعين يوما على فاجعة الطف بيوم عاشوراء موسم اخر ينال كثيراً من عناية المؤمنين واهتمامهم تسنده بعض الروايات والنصوص الدينية التي تؤكد على استحباب ممارسة بعض الاعمال التي تشمل زيارة مرقد الامام الحسين عليه السلام ومضاجع الشهداء الذين استشهدوا دونه ذوداً عن حرمات الرسالة ودفاعاً عن النسخة الاصيلة للدين الاسلامي الحنيف . . . فتنتشر في هذا اليوم وتعلو وتيرة القيام باعمال البر والمعروف وهي كثيرة في ظل توكيد الاستحباب بالاستزادة من الاتيان بالسنن ومنها اطعام الطعام وتعزيز الالتفات الى الايتام وزيارة مراقد الوالدين والراحلين عموما من هذه الدنيا وقراءة القرآن الكريم وتقديم ثواب ذلك الى أرواحهم والاستغفار لهم وعيادة المرضى وتفقد المعوزين وغير ذلك مما يعتني به أهل الخير ورواد البر والاحسان كما ان هذه الحسينيات تشهد - مثلما قلنا - انشطة دينية ثقافية تربوية طيلة أيام السنة بدرجات مختلفة واشكال متعددة وأصناف شتى يغلب عليها ــ من غير اقامة الصلوات اليومية جماعة وصلوات الجمعة ــ انشطة المنابر التي تعنى بتفسير القران ونشر علومه الى جانب حلقات تعليم التلاوة لكتاب الله واصول التجويد واحكام التلاوة وغير ذلك من الفعاليات الثقافية الاسلامية المتنوعة في المناسبات الدينية والاجتماعية الكثيرة التي تزخر بها الحياة اليومية للمؤمنين . . .كما ان بعض الحسينيات هي في الاساس معاهد علمية تشهد حركة ثقافية وتربوية طوال اليوم ، اما على شكل صفوف منظمة او على هيئة حلقات دراسية للفقه والتفسير والحديث وتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها وعلوم الشريعة الاخرىويعود تاريخ نشاة الحسينيات ــ حسب بعض المؤرخين - الى القرن الاول الهجري وبالتحديد في عهد المختار بن ابي عبيدة الثقفي أبان امرته على الكوفة اذ انها اقيمت في الاصل للتذكير بالجناية البشعة والفاجعة الكبرى التي حلت بأهل بيت النبوة فقتل منهم من قتل وسبي منهم من سبي . . كذا. وقصدت الجهات التي أنشات تلك الحسينيات ان تكون مكاناً تروى فيه سيرة اهل البيت عليهم السلام ووقائع عاشوراء واسباب الاحداث التي حصلت ومبررات تخلف بعض الناس عن نصرة الامام الحسين عليه السلام ونقد الشروط الموضوعية التي احاطت بتلك الايام والمعطيات الدقيقة التي كانت تشكل الصورة الغالبة والحالة المهيمنة على حركة المجتمع . . . وفي نفس الوقت كانت مكانا لاقامة الصلاة في أوقاتهاوتستطرد بعض المصادر التاريخية لتمتد الى القول بان العهد البويهي في زمن معز الدولة وسائر الملوك البويهيين ايام الدولة العباسية شهد تطوراً وازدهاراً ونقلة شاخصة في حركة اقامة المأتم الحسيني وابراز شعائره وتشكيل المواكب التي تتجول في احياء المدن وتسير في الازقة لالفات نظر الناس الى تلك المناسبة وذكراها لتبقى راسخة في النفوس وعلامة على رفض الباطل والانحراف والتشويه لتعاليم الرسالة مثلما هي تعبير عن الحزن على مصائب اهل البيت عليهم السلام والمطالبة بدولة الايمان والحق والعدل والثورة على الظالمين والمفسدين وحكام الجور الفاسقين . . . والحسرة والاسف على خسران فرصة نصرة العترة الطاهرة والوقوف الى جانبهم باعتبارهم حلفاء الحق والصدق والفضيلة وانهم كما قال رسول الله صلى الله عليه واله " عدل القرآن " لايفترقان حتى يردا على الحوض وذلك في نص حديث الثقلين المعروف لدى كل المدارس والمذاهب الاسلامية التي روته من خمسة وثلاثين طريقا معتبرا موثوقا . . . فقد روت الموسوعات الحديثية والمصادر التي جمعت النصوص والاحاديث النبوية الشريفة ان رسول الله ( ص ) لما اقتربت منه المنية قال لاهل بيته واصحابه المقربين : (اني اوشك ان ادعى فاجيب واني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل وعترتي .كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الارض وعترتي اهل بيتي وان اللطيف اخبرني انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفونني فيهما) وفي رواية زيد بن ارقم :اني تركت فيكم ماان تمسكتم به لن تضلوا بعدي..الخ. وغير ذلك مما ورد عن الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلموفي العهد الفاطمي بمصر والعهد الحمداني بحلب في سورية أيام سيف الدولة الحمداني والعهد الصفوي في ايران وعهود ملوك وسلاطين من ممالك وأمصار اخرى من بلاد الترك والهند شيدت اماكن ومنتديات تقام فيها المآتم ومجالس التأبين والعزاء والحزن على الامام الحسين الشهيد عليه السلام وعلى اهل بيته واصحابه الذين استشهدوا يوم عاشوراء . وصارت المقولات تصاغ والعبارات تنحت لتلخص قصة ذلك اليوم .. يوم انتصار الدم على السيف . . وأضحى ذلك اليوم معلما لمدرسة نضالية يشدو بملاحمها عظماء التاريخ ورجاله وقادة الشعوب ومصلحو الامم والمجتمعات .. فقال المهاتما غاندي - مثلا - مقولته المشهورة : (تعلمت من الحسين كيف اكون مظلوما فانتصر) واطلق غيره شعارات واقولا اخرى كثيرة ..وصار عاشوراء يوماً يعاد فيه تخليد مفهوم الشهادة وتكرم فيه شخصية الشهيد الذي اضحى قلب التاريخ ومحور حركة المسيرة الانسانية الطاهرة المفعمة بقيم الاخلاص والايثار والصدق والنبل والكرم الحقيقي والجود والتضحية من اجل رسالة الله تعالى ومبادئ كتابه العزيز ومحتويات تشريعاته ومضامين تعاليمه السامية الرشيدة . وقد سميت هذه المنتديات والمراكز عند العرب ب : ( الحسينيات ) وعند الهنود ب : ( امام بارة ) وعند الفرس والترك ب:( مأتم سراي ) كما كانت تسمى ايضا ب:( المآتم ) او: ( تعازي الحسين ) أو: ( النادي الحسيني ) أو غير ذلك من تسميات كلها تتضمن نفس المحتوى وتقود الى نفس المدلول المتعلق بالحسين عليه السلام وقضيته وحركته وواقعة الطف او كربلاء يوم عاشوراءوتشير بعض المصادر التاريخية الى ان الايرانيين والهنود كان لهم الدورالكبير في تطوير مباني الحسينيات وتنويع موارد الانتفاع بها والانشطة التي تشهدها حتى أصبحت مراكز يقيم فيها الزائرون القادمون من البلاد البعيدة النائية وأماكن توزع من خلالها الخيرات والمساعدات للمحتاجين والمعوزين من المؤمنين .. وامتدت نشاطات الهنود والفرس الايرانيين الى خارج بلدانهم فقاموا بتشييد مباني الحسينيات خارج بلدانهم وخصوصا في مدن العتبات المقدسة التي تضم رفات ائمة اهل البيت عليهم السلام مثل مشهد وقم في ايران ، والنجف الاشرف وكربلاء المقدسة والكاظمية وسامراء في العراق ، وفي غيرها من المدن . وقد امتدت حركة تشييد الحسينيات من قبل المسلمين عموماً ، لاسيما العراقيين منهم ، للعديد من المدن والحواضر في كل انحاء العالم . . . وأصبح لهذه الحسينيات قوام ومسؤولون ومشرفون ومجالس امناء و ادارة تناط بها مهمة حفظ وتدبير كل مايتعلق بها كما اوقفت لها الاملاك لتكون منابع للمال الذي يصرف على تلك الحسينيات والمنتديات الدينية والثقافية .وقد صمم مباني الحسينيات بنحو يتيح استخدامه من قبل الرجال والنساء مثلما يحصل في بناء المساجد اذ تفرز صالات خاصة بالنساء وتعزل عن صالات الرجال لتجنب اشكالات الاختلاط .. ويتم تمويل بناء الحسينيات من قبل الاهالي والمحسنين الميسورين او حتى بطريقة التبرع التي يشترك فيها الكثير من ابناء المجتمع تماما كما يحصل في بناء المساجد وعمرانهاوالحسينيات، التي تعتبر مبان اسلامية ، تتميز بصفات وخصائص معمارية تتمثل بوجود ساحة مكشوفة واسعة يتوسطها في أكثر الأحيان حوض فيه نافورة ماء ، أو تزرع الساحة بأشجار عدة . وتحيط بالساحة القاعات والغرف والمصلى والمرافق الأخرى . وفي الطابق العلوي توجد غرف وملحقاتها ، وغالباً ما يستعمل هذا الطابق لغرض الدراسة والنوم .وقد احتفظت مباني الحسينيات بطابعها المعماري الإسلامي.واستعملت مواد البناء المحلية المتوافرة في بنائها ، ومنها الطابوق (الآجر) الذي تميز بتشكيل أجمل الزخارف البنائية كالعقود (الأقواس) والقباب والقبوات وغيرها من الأشكال البنائية الأخرى التي تميزت بها المباني الاسلامية .أما الحسينيات الحديثة التي شيدت منذ الخمسينات ، فقد استعملت فيها مواد البـنـاء كالأسمنت وقضبان الحديد . ولكنها حافظت في الوقت نفسه ، على طابعها المعماري الإسلامي . وتزيّن جدران وسقوف معظم الحسينيات ، من الداخل ، بزخارف جبصية وقاشانية تتخللها كتابات من الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة.

ومن أشهر الحسينيات في العالم الإسلامي

اولا:حسينية دالان (أي الصالة الحسينية) في بنغلاديش : التي شـيّدهـا أحـد رجال الأعمال المعروفين وهو (مير مراد) سنة 1052هـ (1642م) على أرض مساحتها 8450م2 في مدينة دكا القديمة عاصمة بنغلاديش حالياً.ثانيا: الحسينية الآصفية في الهند : تعتبر هذه الحسينية أحد أبرز معالم العمارة الإسلامية في الهند . شيّدها الملك آصف الدولة ، رابع ملوك مملكة أودة في عاصمة مملكته لكنهو والذي حَكَم ما بين 1189 - 1212هـ (1775 - 1798م) .ثالثا:حسينية الشيخ حسين العصفور في البحرين : شيّدها الشيخ حسين العصفور في البحرين سنة 1216هـ (1801م) وبنى بجانبها مدرسة تدرس العلوم الاسلامية .رابعا:الحسينية الحيدرية في الكاظمية : تعتبر هذه الحسينية من أشهر الحسينيات في العراق. شيّدها مشير الملك ميرزا نصر الله خان سنة 1297هـ (1863م) في مدينة الكاظمية، وتضم مكتبة عامرة بالمصادر والكتب الدينية والعلمية القيمة .أما مدينة كربلاء المقدسة - مثوى سيد شباب اهل الجنة الامام الحسين عليه السلام - فقد عرفت بانتشار عدد كبير جدا من الحسينيات القديمة والحديثة في وسط المدينة واحيائها القريبة من المراقد الشريفة ومداخلها العريقة المعروفة .. وهي تختلف في مساحاتها واشكالها العمرانية وطبيعة الرواد ومقدار الانشطة التي تدور فيها طوال العام. وقد هدم معظمها من قبل السلطات الحكومية بعد انتفاضة آذار من عام 1991م ضد النظام القائم آنذاك ولم يبق إلا القليل منها ، كحسينية فيضي التي تعود إلى طائفة البهرة وحسينية أولاد عامر، وقد أعيد بناء معظم الحسينيات خلال السنوات الأخيرة..أما أهم الحسينيات الشهيرة في مدينة كربلاء فهي:

الحسينية الحيدرية (الطهرانية سابقا):

وقد شيّدت هذه الحسينية على أرض خان الباشا الذي بناه الوزير العثماني حسن باشا سنة 1127هـ (1715م) لاستقبال زوار الإمام الحسين (ع). وتقع مقابل باب الرجاء، أحد أبواب الروضة الحسينية . وفي سنة 1368هـ (1953م) اشترى مجموعة من التجار الإيرانيين من مدينة طهران أرض الخان من مديرية أوقاف بغداد وشاركهم في تمويلها بعض التجار من العراق والكويت.وقد أقيمت هذه الحسينية لعموم زائري مدينة كربلاء ومراقدها المقدسة ومخطط مبنى الحسينية مستطيل الشكل تبلغ مساحته حوالي 2400م2. وهو يتألف من ثلاثة طوابق ، طابق تحت الأرض يستخدم لمختلف الشؤون الاجتماعية منها قاعة للطعام . أما الطابق الأرضي فهو عبارة عن قاعة كبيرة تستخدم للاحتفالات وإقامة المجالس والصلاة ، يعلو وسطها سقف يغطي الطابق الأول..أما الطابق الأول فيحتوي على 160 غرفة مع مرافقها لإسكان الزائرين . ويتقدم الغرف ممر يطل على الطابق الأرضي . وقد قام النظام البائد بتدمير الحسينية الطهرانية بالكامل بعد انتفاضة آذار 1991م ، ولكن بناءها ارتفع مرة اخرى في السنوات الاخيرة عامرا شامخا ..

فيضي حسيني(قصر سيفي):

يعد مبنى فيضي حسيني (قصر سيفي) أوسع مبنى بعد مرقدي الإمام الحسين وأخيه العباس (عليهما السلام) في مدينة كربلاء . وتعود هذه الحسينية إلى طائفة البهرة الإسماعيلية ، ولها مدخلان : المدخل الأمامي وهو الرئيس يفتح على شارع العباس ، والآخر من الجانب الخلفي للحسينية. ومخطط مبنى فيضي حسيني مستطيل الشكل تبلغ مساحته حوالي عشرة آلاف مترا مربعا ، تتوسطه ساحة مكشوفة واسعة يتوسطها مسجد وبجانبه خزان للماء . وتحيط بالساحة 400 غرفة تتوزع على طابقين ، وكل غرفة ملحق بها مطبخ صغير وحمام . وتتقدم الغرف في الطابقين الممرات المسقفة.

الحسينية الاصفهانية:

تقع هذه الحسينية على امتداد شارع القبلة أو (شارع أبو الفهد) . شيّدت سنة 1379هـ (1960م) من قبل أهالي مدينة اصفهان في إيران لذلك سمّيت باسمهم ، وقد تم تهديمها في السنوات الاخيرة لاعادة بنائها من جديدوكان مخطط مبنى الحسيـنيـة القديم قبل تهديمه مستطيل الشكل تبلغ مساحته حوالي 2000م2 ، ويحتوي المبنى على سـاحتين كبيرتين مكشوفتين تتوسط كل منهما نافورة ميـاه تستعمل للوضوء أحياناً . ويتألف البناء من طابقين ، ويحتوي على 200 غرفة مع مرافقها موزعة على الطابقين ، ويحتوي أيضاً على صالة كبيرة تستعمل للمجالس وإقامة الصلاة.حسينية السيد محمد صالح:

شيّدت هذه الحسينية سنة 1344هـ (1926م) من قبل الحاج السيد محمد صالح البلور فروش الذي كان يعمل نائباً لسـادن الروضـة الحسينية . وتقع في شارع المخيم . وهذه الحسينية أعدت لتكون مأوى لزوار الإمـام الحسين عليه السلام، ويتألف البناء من طابقين : الطابـق الأرضي يحتوي على صحن واسـع ومصلى كبير . أما الطابق الأول فهو من موقوفات السيد عبد الحسين آل طعمة سادن الروضة الحسينية في تلك الفترة ، حيث يتألف من مسكن ومكتبة.

حسينية الحاج منن:

تقع هذه الحسينية في الشارع المؤدي إلى مدينة الهندية (طويريج). شيّدها الحاج منن بن الحاج فليح من أهالي مدينة الحلة لتكون سكناً لعموم زائري الإمام الحسين (ع) وذلك سنة 1345هـ (1927م) وأعيد تعمير هذه الحسينية سنة 1377هـ (1958م) من قبل الحاج فليح.

حسينية المازندراني:

تقع هذه الحسينية خلف مبنى المخيم . شيدها الشيخ محمد مهدي الواعظ المازندراني الحائري سنة 1372هـ (1953م) ، كما تنص اللوحة التذكارية المنقوشة بالقاشاني على باب الحسينية.

حسينية الاسكوئي الحائري:

تقع هذه الحسيـنيـة عند مدخل زقـاق الدامـاد . شيّدت سنة 1345هـ (1927م) من قبل ميرزا علي ابن الميرزا موسى الاسكوئي الحائري . وكانت تحتوي على مكتبة عامة باسم « مكتبة العلامة الحائري » ، وتتألف من طابق واحد تتوسطه ساحة واسعة تحيط بها الغرف.

حسينية أولاد عامر:

تعد هذه الحسينية من المباني الإسلاميـة الحديثة التي أعيد بناؤهـا في السنوات الأخيرة . وتعتبر من أجمل الحسينيات في مدينة كربلاء . شـيّدت سـنة 1375هـ (1955م) وأعيد بناؤها سنة 1420هـ (2000م). وتقدر مساحة بناء الحسينية بـ 4149م2. وتتألف من طابقين ، الطابق الأرضي يتكون من المسجد والأروقة الملحقة به والإدارة والمرافق ، وتتوسط الطابق الأرضي ساحة مكشوفة تتوسطها نافورة ماء.

لقد امعن النظام العراقي البائد في تخريب الكثير من معالم المدن الدينية والعتبات المقدسة فطالت ايديه الاثيمة وجرائمه اللئيمة كثيرا من مباني الحسينيات وتناولتها تهديما وتدميرا ومحوا وازالة ولم يدع من ذلك العدد الهائل الا القليل .. خصوصا بعد الانتفاضة الشعبية الشاملة في اذار 1991 التي هب خلالها ابناء الشعب ساخطين ثائرين ضد النظام واجهزته وضد الدكتاتورية التي جعلت شعب العراق مشتتا ضائعا تائها لايامل في حياة طبيعية يحياها ولابمستقبل واعد يرنو اليه ويتحرك نحوه ..حتى ارض الارض اضحت تتصبب عرقا من شدة سخونة الظلم والاضطهاد والنكال .. غير ان حركة اعادة بناء تلك الحسينيات اتخذت طابعا جديا وارتفعت وتيرة الاهتمام والعناية والاسراع في تاهيلها وتشييدها من جديد في كربلاء المقدسة وفي المدن الاخرى في العراق بعد نجاة هذا البلد من الحقبة المظلمة المعتمة السوداء وتحرر ابناء العراق من تسلط النظام المجرم الباغي الفاسد وسطوته وطغيانه..والحمد لله اولا واخرا .. ومنه نستمد العون والتوفيق

ــــــ د. رؤوف الانصاري ـــــــ د. محمد الحكيمي ــــــ

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك