المقالات

لماذا يراهن المغرضون على فشل خطة إنقاذ بغداد ؟

1567 14:20:00 2007-02-23

( بقلم : ناجي الغزي )

إن المشهد العراقي اليومي المأساوي ونزيف الدم الهائل من الجسد العراقي دون رحمة ولا شفقة , يضع العالم الحر والأمة العربية والإسلامية وكل القوى الوطنية العراقية إمام مسؤولية تاريخية أخلاقية وإنسانية اتجاه ما يجري على العراق وأهله , وفي ظل هذا النحر الخطير الذي طال البشر والحجر يتخندق المغرضون بشتى الخنادق الطائفية والعنصرية , ويجعل رهانهم على جراحات العراق والمه دون الاكتراث بحرمة النفس التي حرم الله قتلها. وهل كل الذي يجري تتحمل نتائجه الحكومة العراقية وحدها ؟ وهل تملك عصى سحرية ,لجعل المشهد مقبولا وطبيعيا ؟, وهل يمكن لأي حكومة ترضى لنفسها الفشل ؟, فكيف نرمي بمسؤولية ما يحدث من إرهاب خطير وقتل على الهوية على الحكومة ,وهل نرى خلل في توازن القوى داخل منظومة الحكومة , وعلى الأقل هناك توافق من حيث المبدأ , والدليل هناك مقاعد برلمانية وحقائب وزارية لعدد متنوع من شرائح المجتمع وهي بمجموعها تمثل قوى سياسية . ألم نحمل نحن العراقيون مسؤولية ما يجري على الحكومة والتي تمثل مختلف القوى السياسية !! إذن لماذا يجعل الآخرون الخندق الطائفي منبرا له ويتصيد للحكومة عبارات وسلوكيات أفراد في وحدات إدارية بسيطة ؟ الم يكن ذلك المصرح هو جزء من الحكومة وصاحب قرار ومنصب , وإذا لم تتوفر تلك السبل له فعليه أن يصارح الشعب ويعلن استقالته . ولكن هؤلاء يدركون إن في فقدان مناصبهم هو فقدان امتيازات بروتوكولية ومالية , لهم ولأسرهم ولطواقمهم الشخصية !! إذن لماذا يراهن الكثير منهم على فشل خطة إنقاذ بغداد , وان كان أداء الحكومة ضعيف, ابدوا برأيكم ومشورتكم , فلماذا هذا الضجيج المفتعل على تصرفات الحكومة التي هي صاحبة المسؤولية عندما تتخذ خطوات تخدم بها مصلحة الشعب والمجتمع , وما على الحكومة صاحبة السلطة إلا أن تتبع خطوات عملية وأمنية تحقن بها أرواح الناجين من الناس وتؤمن لهم الحد الأدنى من الأمن والعيش بحرية وكرامة دون المساس بأرواحهم وكرامتهم وشرفهم . وان خطة إنقاذ بغداد جاءت نتيجة ما يجري على الساحة السياسية العراقية من تصفية حسابات داخلية وخارجية , والذي تخونه ذاكرته قبل أعوام قليلة عليه مراجعة مؤسسة الذاكرة العراقية (http://www.iraqmemory.org), ليستشف منها ممارسات النظام التسلطي المقبور , وهل هذه الحكومة قاصرة في رموزها , إن اغلب أعضاء الحكومة يحملون شهادات الدكتوراه وهم على صنفين إسلاميين وليبراليين وتحت سقف البرلمان يجلس خبراء الاقتصاد والاجتماع والعلوم السياسية والقانون والشريعة , وهل تحتاج الحكومة إلى هيبة أكثر مما تملك من عقول وأسماء ؟ , أم إن هيبة الحكومة لا تأتي بالسطوة والبطش , ولماذا هذا اللغط والتشكيك والتهويل والتخوين ؟, بنوايا الحكومة , الم تكن حكومة توافق وطنية , وهل يوجد عضو برلمان يفسق الدولة في زمن النظام المقبور إن وجد برلمان يمثل الشعب !! ويشكك بخطواتها ومسيرتها عبر وسائل الأعلام المغرضة ؟ دون أن يطال من قبل السلطة الحاكمة ونحن نتذكر رفاق حزب البعث عام 1979 التي عانقت رقابهم المشانق دون رحمة وبدون ذنب .

 أنا لا أريد أن ابتعد عن صلب المقال وفحواه ولكن الشئ بالشئ يذكر. إن خطة امن بغداد إن فشلت لا سامح الله كما يتمنون لها المغرضون !! وتبعا لتصريحات حذر فيها القائد العسكري الأمريكي الجديد في العراق الجنرال" ديفيد بترايوس" من أن الفشل في تحقيق الاستقرار في العراق سيحكم على البلاد بالاستمرار في الصراع المدني حيث قال إن الخطة الجديدة جاءت لكبح العنف الطائفي في بغداد . وان هذا التحذير من قبل القائد العسكري الأمريكي جاءت نتيجة لدراسات واقعية للمشهد العراقي . وان الفشل لا سامح الله سيعود بالضرر على الشعب العراقي وهو وحده الذي يدفع ضريبة المتنازعون والمتصارعون . وان القوى السياسية لا تخسر كثيرا سوى مقاعدها وامتيازاتها , ولكن يبقى الصراع قائم طالما إن المتصارعون لا يعتمدون الحلول المنطقية , و يبقى المواطن العراقي الذي يأمل برجالاته خيرا , هو وحده من يسدد فاتورة الصراع من دمه واستقراره وقوته ومستقبله . وان هذا الصراع لا يعود بالعملية السياسية نفعا إلا الخسارة والفشل لكل القوى السياسية المشاركة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك