المقالات

عمــار لا تحــزن إن الله معنـــا

2224 02:27:00 2007-02-25

( بقلم : ماجد محمد )

لـم يكـن عمــار السيـد الحكيــم سـوى تــأريخــا يمشــي على قـدمـيـن لمـرحلـة مـن النضــال المُشـرف ضــد الـحكـم العفلقــي الـديكتاتــوري , حقيقـة لا أعــرف السيــد عـن كثــب لأكتــب كــثيرا عنــه , ولكنــي مـن المطلعـيـن على تــأريخ هــذه العائلــة الشريفــة المشرفــة التـي لا تخضـع لقـامـوس السلطــة الجائــرة , دفعــت بسـبب مـواقفهــا الـدينيــة والـوطنيــة الـرائعــة أرواحــا زكيــة طاهــرة لأكـثـر مـن خمســة وســتين شهيــدا أروحــا رحلــت تشكــو لـربهــا طغيــان فـرعــون القــرن العشـرين ونمــرود العــراق , ولتكــون العائلــة العـراقيــة الأولــى في عــدد الشهــداء المقـدمـين قــربانــا للـديـن والـوطـن , وأبــرز أسمــاء شهـداءهـا كــل مـن السيــد مهــدي السيــد محسـن الطباطبــائي الحكيــم الـذي أغتــالته المخابــرات العـراقيــة في الخرطــوم وأخيــه شهيـــد المحــراب السيــد محمـد بــاقر السيــد محسـن الطبـاطبــائي الحكيــم , وهمــا آيتــان فــي الخلــق الـرفيــع وصــورتــان مشرفتــان للجهــاد الحسينــي الثــوري ضــد الطغــاة العابثــيـن بمقــدرات الشعــب وأرواح المواطــنين .

عـرفـت هــذه العائلـة المجـاهـدة الكـريمـة البطلــة ( ومعـرفتهــا ُشـرفـا وتكـريمــا ) مـن خــلال إصطحـابي مـن قبــل جــدي لأمــي وهـو عــلامة وسيــد مـوسـوي لـزيــارة آيــة الله العظمــى السيـد محسـن الطباطيائـي الحكيــم المرجعيـــة الكــبرى للشيعــة فــي العــالم وكنــت حينهــا طفــلا صغـيرا , وكــانت صــالة البيــت في منطقــة الكاظميــة حيــث يستقبــل السيــد ضيوفـــه آيــة في الـقـدسيـة والنــور , تجــبر الـزائـر على الصــلاة على محمـد وآلــه لمجــرد أن تطــأ قـدمــاه بــلاطهـا , إذ يـشعــر المــرء وهـو يـدخلهــا بـقشعـريـرة مـن نــوع خــاص تطغــي على جميــع جســمـه , وكنــت بـرغـم سنــي الصغــير أتـلهـف شـوقــا ليــوم الـزيــارة , حيــث الكـلـم الطيــب والحِكـَـم الـرائعــة والفقــه السليــم . ولا زلــت أتـذكــر كيــف سعــى النظــام العفلقــي البــائـد لمضايقــة السيــد الحكيــم وعائلتـه مـع بـدايـات إنقــلاب تمــوز الأســود عــام 68 تمهيــدا لإغتيــاله , كــان المرحـوم الـدكتـور كـاظــم شــبّر الـدكتــور الخــاص لسماحتــه , وهـو بــانــي ومـؤسس وصـاحـب مستشفــى ( إبـن سينــا ) الـذي صــادره الطاغيــة وجعلــه مشفــى خاصــا بــه وبعائلتــه , وفـي نهـايــة عــام 69 تـدهـورت صحــة آيــة الله العظمــى قــدس ســره الشريـف , فكـانـت معـانـاة الـدكتــور شـبر والمقــربين مـن سماحــة السيــد كــبيرة جــدا ولا تـوصـف مـن أجــل تطبيبــه بالشــكـل المناســب مـع تــلك المضايقــات التــي كـان يمارسهــا رجــال الأمـن والمخابـرات , وبسـبب مـواقـف الـدكتــور كـاظـم شـبـر أصـدرت عصابــة البعــث الحاكمــة آنــذاك أمــرا بمصـادرة مستشفـى إبـن سينــا ومـن ثــم قـتــل الـطبيبــان - بنــت وإبـن الـمرحـوم الـدكتــور شـبـر - فــي طريــق بغــداد - المطــار .

وتصــرف القـوات الأمـريكيــة الأهــوج إزاء السيــد عمــار الحكيــم لا يمكـن أن يـؤثــر على هــذه العائلـــة المشبعـــة نضـالا وتــدينـا , ولكننــا هنــا نتســاءل مالــذي فعلــه السيــد عمــار ؟ وهــو السيــد المشـرف على أهــم وأعظــم مؤسســة خـيريـة في العــراق تعتــاش مـن خــلالهـا مئــات الآلاف مـن العــوائـل ؟ وهــل يمكـن أن تقــارن أفعــاله الوطنيــة الشريفــة بأفعــال الطائفـيين والأرهـابيين لقــادة جبهــة التــوافق ؟ هــي والله قسمــة ضيــزى , قسمــة قائمــة على إدامــة العنــف وشــلال الـدمــاء فـي العــراق , وحسبنـــا الله ونعــم الـوكيــل .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
دروب آل الحكيم
2007-02-25
بسم الله الرحمن الرحيم أحسنتم اخي الكريم ((ماجد محمد))سلمت اناملكم حفظ الله بيت الحكمة ((آل الحكيم))
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك