المقالات

الخطة الأمنية قبل يومها العاشر نجاحات كبيرة..وعثرات محدودة

1461 05:09:00 2007-02-25

( بقلم : علي حسين علي )

قبل أن تصل الخطة الأمنية (فرض القانون) إلى يومها العاشر فإنها ثبتت جملة من النتائج، بعضها ايجابي وبعضها الأخر سلبي، ولكنها في مجموعها ومجملها تعطي صورة واضحة لواقع متغيرّ نحو التحسن في المجال الأمني أولاً، وفي مجالات أخرى بشكل محدود ثانياً.

من بين النتائج الأيجابية يأتي عودة العوائل المهجرة الى بيوتها..فقد أعلن قبل يوم العاشر من تطبيق(فرض القانون) بأن أكثر من ستمئة اسرة مهجرة قد عادت إلى سكنها ومناطقها التي هجرت منها..ومن بين تلك المناطق (الفضل، شارع حيفا، الغزالية)..وتلك مناطق كانت الى ما قبل عشرة أيام تسمى بـ(الساخنة)، وهي ساخنة فعلاً بالقتل والاختطاف وحرق البيوت والسرقات وأخيراً بالتهجير القسري..

والآن، يبدو أن (الساخنة) قد بردت، والذين كانوا يسخنونها أما أن يكونوا قد قتلوا أو أعتقلوا أو فروا، المهم هو أنهم لم يعودوا موجودين في تلك المناطق..وكل هذا يعني من جانب آخر أن العائدين الى بيوتهم، مع أنهم وجودها محروقة ومخربة ومسروقة، إلا أنهم ارتضوا بهذا الحال لأنه أفضل بكثير عن مناطق ولدوا وعاشوا وعملوا واقاموا مع أهلها علاقات حميمة..فالعودة الى الوطن الصغير( المنطقة والمحلة) يستحق حتى المجازفة..والمجازفة هنا هي توقع عودة الارهابيين والتكفيريين والصداميين وما سيجري للعائدين على أيديهم..ومع أن هذا التوقع موجود ولو كان بعيداً عن الانشغال اليومي به، إلا أنه احتمال يظل ساكناً في بعض النفوس التي عذبها وآذاها وقتل أحبتها الارهابيون وشردها..والاحتمال-البعيد كما قلنا عنه- ينبغي أن يزاح بتأكيد بقاء القوات الأمنية بكل فعالياتها وجاهيزتها في المناطق التي استقبلت العائدين..وهذا ما اكده السيد رئيس الوزراء نوري المالكي في لقائه الأخير مع المواطنين اثناء جولته يوم الثلاثاء الماضي ببعض مناطق بغداد..فقد أشار دولته إلى أن القوات الأمنية ستبقى إلى أن يطرد الارهابيون نهائياً وتعود الأمور إلى حالتها الطبيعية.

أما النتيجة الايجابية الآخرى، فهي أن الخطة(فرض القانون) قد تعدت حدود بغداد الى حواضن الارهاب في جوارها، ووصلت يد الدولة واجهزتها الأمنية الى تلك المناطق، وتم اعتقال وقتل المئات من الارهابيين، مما يؤمن لبغداد جواراً آمناً..وتلك خطوة جيدة لم يعمل بها في السابق، وقد أكدت على حقيقة ظلت مطلباً للناس وهي بأن من يريد لبغداد الأمن فعليه أن يحيطها بمناطق آمنة أيضاً..فضلاً عن ذلك فإن يد الدولة قد وصلت الى بؤر الارهاب البعيد عن بغداد، في محافظات كركوك وصلاح الدين وديالى والانبار واطراف محافظة بغداد وبابل وكربلاء والكوت أيضاً..حيث تم ضرب مواقع الارهابيين وجرت ملاحقتهم واعتقل الكثير منهم.. والى ذلك تزامن تنفيذ خطط أمنية مع خطة بغداد(فرض القانون)، ففي البصرة والعمارة والناصرية والموصل وغيرها تحركت القوات الأمنية لتلاحق الإرهابيين وتعتقل الكثير منهم وكذلك اغلقت منافذ تلك المحافظات بوجه الارهابيين الفارين من بغداد وجوارها.

تلك نتائج يمكن وصفها بالايجابية تمخضت عنها الخطة الامنية.. إلا ان ما يمكن تأشيره او الاشارة اليه، هو استمرار بعض العمليات الارهابية داخل العاصمة بغداد.. ففي الايام الاربعة الماضية نفذ الارهابيون التكفيريون والصداميون عدداً من التفجيرات طالت في معظمها المدنيين الابرياء.. وكان رأي الحكومة واجهزتها الامنية بأن ما حدث كان متوقعاً، ولكنه لن يغير الحال الى ما كان سائداً قبل تنفيذ الخطة، بينما يرى المراقبون الامنيون والسياسيون بأن العمليات الارهابية الاخيرة هدفها زعزعة ثقة المواطن بحكومته، مشيرين الى ان ذلك يمكن ان تؤثر على بعض الناس، إلا انه سيزول أي تأثير له بتوالي نجاحات تنفيذ صفحات الخطة الامنية.وكذلك يرى بعض المراقبين عدم وضوح ما وعدت به الحكومة في مجال تحقيق جملة من الخطوات تترافق مع تنفيذ الخطة الامنية حتى الان، من بينها معالجة الاوضاع الاقتصادية وتحسين الخدمات ومحاربة الفساد المالي والاداري.. ويعلل بعض المراقبين بأن ذلك ممكن لو اعطينا وقتاً قصيراً اضافياً للحكومة وصبرنا لأيام قليلة.تلك بعض نتائج الخطة الامنية الايجابية، وبعض ما يوشر عليها من السلبيات التي لا تقلل من نجاحات الخطة في التصدي للارهاب.. ولكن معالجتها تظل مطلوبة ضرورية إذا ما اريد للخطة نجاحاً كاملاً وشاملاً في جميع اهدافها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك