المقالات

الاعتداء على عمار الحكيم...الرسالة الخاطئة والرد الصحيح

1719 04:22:00 2007-02-26

( بقلم : طالب الوحيلي )

لم يذهل الشارع العراقي طويلاً حينما تناقلت القنوات الفضائية نبأ هو كالصاعقة على أبناء شعبنا المكابد الصابر، أي نبأ احتجاز سماحة السيد عمار الحكيم من قبل القوات المتعددة الجنسيات التي جانبت الصواب والحق كثيرا لتقترف خطأ يمكن تفسيره بكل ما يجيش بخاطر المراقب المنصف من توجسات وشكوك حول مصداقية تلك القوات في استقرار الوضع في العراق وتجنب التعقيدات السياسية التي يمكن ان تحول العراق الى مستنقع لا يمكنها الاستبراء منه لانه سوف يكون تورط مع الأغلبية الصامتة او الصامدة التي اتخذت من حلم مرجعيتها وقياداتها منهاجها السياسي الذي عكس للعالم مدى أحقيتها في وراثة التأريخ الجهادي والنضالي لشعبنا العراقي ،فهل عرف العالم غضبة الحليم؟.

نعم لم يستمر ذهول أبناء العراق في معظم محافظاته طويلا ،لأنه شعب توحدت رؤاه مع رؤيا مرجعيته وقيادته الإسلامية ،لذا انطلقت المظاهرات الحاشدة دون ان تعبأ بليل او خوف او برد ،ودون ان يتوسل بها سياسي او يستحثها كما يفعل ساسة العالم ،فعمار الحكيم ابن المرجعية ورمز الشبيبة المجاهدة حيث ورث صورة شهيد المحراب وحضوره المقدس في نفوس الملايين ،ولم يمضي ليل الجمعة بانتظار فجر السبت ،حتى استحضر كل مواطن مشاعر الشجب والاستنكار والحنق على قوات الاحتلال التي تمادت كثيرا حين غازلت وجاملت الإرهابيين القتلة والذباحين على حساب الآف الأبرياء الذين قتلوا على أيدي زمر لا يمكن لعاقل ان يبيح لتلك القوات الاختباء خلف أعذار لا تليق بأعظم دولة في العالم في تبرير عدم قدرتها على فرض الامن في العراق والقضاء على الإرهاب فيه ،الا اذا كانت راضية بما يجري او انها تطيل بقائها على حساب دماء ومصير ابناء العراق ،فقيادات الإرهاب معروفين وقد تبنى الكثير منهم مواقف رفض العملية السياسية ورفض الانتخابات ورفض الدستور واستباحة القانون العراقي والاستخفاف بالحكومة العراقية ،ومعظمهم معلومة عناوينهم ومناصبهم ومراكزهم ،بل الاتكى من ذلك هو احتمائهم بقوات الاحتلال ،في الوقت ذاته تلاحق تلك القوات دون ارادة الحكومة العراقية او بإشارة من قانون العراق او قرار قضائي تلاحق القوى الوطنية والإسلامية ورجال الصحافة ومداهمة الفضائيات الداعية لاستقرار العراق او المساندة للحكومة ،تاركة صحافة وإعلام الإرهاب تعبث بمشاعر شعبنا وتعبئ وتحرض على القتل والتخريب وانتقاد الحكومة والأحزاب والكتل الوطنية والاستخفاف بها والافتراء عليها ،وتلك المنافذ الإعلامية مدعومة أصلا من القوات متعددة الجنسيات.الخطة الامنية (خطة فرض القانون) تسير بخطى واثقة وقد تحققت الكثير من الإنجازات الأمنية على طريق استقرار العراق وتطبيق القانون والنظام ،وكان واجب القوات المتعددة الجنسيات حسب الإستراتيجية الأمريكية هو دعم القوات العراقية وإسنادها، لكن جانبا من تلك القوات يعمل كما يبدو بأجندة أخرى ،هدفها إعاقة عمل خطة فرض القانون ،وفتح جبهات اخرى، او إثارة فتن لا موجب او مبرر لها ،كمداهمة نقابة الصحفيين مثلا او مداهمة مسجد براثا ذو الأثر الروحي العظيم لدى المسلمين او غيرهم من ابناء الأديان الاخرى ومداهمة دور الصحف الوطنية ،لينتهي الأمر الى التحرش برمز سياسي وجهادي كبير هو السيد عمار الحكيم الأمين العام لمؤسسة شهيد المحراب للتبليغ الإسلامي، هذه المؤسسة التي أثبتت رعايتها لملايين الشباب المجاهد وغرست فيهم وعيا وطنيا اكتسب منهجيته من فكر شهيد المحراب الذي كان مشروعا وطنيا لكل العراقيين ،فضلا عن أنها مؤسسة إنسانية قدمت كل إمكانياتها المادية والمعنوية وقدرات مبلغيها في سبيل رفعة ووحدة العراق وإيجاد خطاب توحدي يرفض الطائفية والعنف ويمجد كل القيم الحميدة في تأريخنا الإسلامي والوطني..

قراءة سريعة لمواقف القوى السياسية في العراق وداخله ،وللمؤسسات والعشائر والشخصيات العراقية ثقافية او سياسية ،تدل على الزخم الشعبي والرسمي الرافض للتصرف الاستبدادي لقوات الاحتلال في التعامل مع هكذا رمز سياسي وجهادي ،وذلك كله يقتضي من الإدارة الأمريكية على ارفع مستوياتها ان تراجع مواقفها وان تعلن ما يثبت حسن نواياها وعدم الكيل بمكاييل مختلفة، وليحذروا غضبة الحليم..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك