المقالات

تصفية الحسابات إشكالية لن تحتملها الساحة العراقية

1312 18:45:00 2007-02-27

( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )

جميع المكونات السياسية الاقليمية القائمة في المنطقة تأثرت بشكل او بآخر بالمتغير العراقي الذي حصل بعد التاسع من نيسان عام 2003. هذا التأثير مرة تأتي قراءته من الاسفل الى الاعلى وتارة يفرض قراءة مغايرة او متعاكسة قد تنطلق من اعلى باتجاه الاسفل.

تباين القراءات يرتبط بشكل مباشر بتباين طبيعة الانظمة السياسية الاقليمية المحيطة بالعراق.. فمرة يأتي هذا التباين لجهة القرار السياسي واتجاهاته وطبيعة صياغته ومديات نفوذه وتأثيراته واخرى لجهة الايديولوجيا الفكرية والدينية والسياسية التي تتبعها هذه الدولة او تلك.

ازدادت تلك التباينات غموضاً وخطورة ونقاطاً في تقاطعاتها عند انتهاء العراق الى دولة بدون سلطة صدام وبوجود عسكري امريكي ومتعدد الجنسيات والى تجربة ديمقراطية قائمة على اسس ومرتكزات تعددية، كانت قد استمدت تعدديتها من الواقع البشري والاجتماعي والعرقي والطائفي والفكري والسياسي الذي يطبع الحياة العامة في العراق.

هذه التعددية التي كانت السبب الاساس والمباشر في الشطب على حقبة سياسية عراقية تمتد لما يقرب من القرن قد يرى فيها الآخر - ان لم يكن بالفعل يراها كذلك- بأنها ربما ستكون المحرك القادم لعمليات تغييرية تتشابه باتجاهاتها ونتائجها مع ما حصل بالعراق، خصوصاً وان معظم الدوائر الاقليمية لا تختلف تركيبتها الاجتماعية والسياسية والفكرية عن الدائرة العراقية بالاضافة الى ان العامل الخارجي الذي دخل كعنصر اساسي في هكذا متغيرات يتواجد على بعد عشرات الكيلومترات من معظم هذه الدوائر.

نعتقد ان هذه نظرة غير دقيقة لمجمل تقويم المشهد او قراءته من قبل الإقليمية، فما كان في العراق لا يتشابه بالضرورة مع ما هو قائم في هذه الدولة او تلك، كذلك هذه الرؤية تنطبق على العامل الخارجي او الاجنبي نفسه، اذ ان على هذا العامل ان يفهم ان ليست كل الانظمة السياسية القائمة في المنطقة هي مستنسخة من نظام صدام. من هنا نرى ضرورة واهمية وحتمية ان تتفهم الدوائر الاقليمية والدولية خطورة القراءات الخاطئة وكارثية نتائجها فيما اذا وقعت وفق المنطق الخطأ.

كذلك فان هذه الدوائر مطلوب منها ان تعي حجم الازمة السياسية والامنية وطبيعة الطرف غير العراقي الذي يمثل الذراع الثاني في الازمة العراقية ونعني به القوى التكفيرية وتنظيم القاعدة، وهذا ما يدفعنا بقوة لمطالبة كل الاطراف ان تعي حجم مسؤوليتها في هذه المرحلة التي لا تحتمل غير التهدئة والحوار وتتفهم هواجس كل طرف وبشكل يبعد المنطقة والعراق حصراً من اية منزلقات تغييرية تصب نتائجها في صالح قوى هي عدوة الجميع وليس العراق فقط.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك