المقالات

استهداف مفاصل المشروع.. مؤشر فاعليته

1382 21:04:00 2007-02-28

( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )

شهدت الايام القليلة الماضية سلسلة من العمليات الارهابية ذات التخطيط الاستثنائي والفعل الموغل بالقسوة كعمليات المستنصرية ومدينة الصدر واحتجاز الشخصية الوطنية الاسلامية اللامعة سماحة السيد عمار الحكيم والتفجير الارهابي غير المسبوق لمسجد الصحابة في منطقة الحبانية بمحافظة الانبار بالاضافة الى النوع الجديد من العمليات الارهابية ذات البعد الاخطر والمتمثل باستخدام مواد كيمياوية بدائية تعتمد مادة وغاز الكلور.

قد يراد من مثل هكذا عمليات كسر الروح المعنوية العراقية لدى العناصر الميدانية العراقية من مؤسستي الدفاع والداخلية ولاثارة رعب وقلق وارباك اوسع لدى الشارع العراقي الذي بدأ يستعيد ثقته بالدولة والسلطة بعدما اظهر الاثنان معا قدرة عالية في التصدي الفاعل للزمر الارهابية التي هي الاخرى تتمتع بقدرات تسليحية ورجالية قوية وكثيرة.

الملاحظ ان هذا التصعيد بدأ يسير بشكل متواز مع لحظات وساعات وايام خطة امن بغداد ومع النجاحات الملحوظة التي سجلتها الخطة خصوصا في ايامها الثلاثة او الاربعة الاولى على انطلاقتها، الامر الذي دفع القوى التكفيرية الى اعادة النظر في تكتيكاتها وترتيب هيكلية اجندتها الاجرامية لاعادة المعنويات الى قواعدها بعد ان تعرضت هذه المعنويات الى انكسارات واهتزازات استراتيجية بدت واضحة اولاً في تدني نسبة العمليات الارهابية من جهة وتفعيل حركة الشارع العراقي امنياً وخدمياً واقتصادياً من جهة اخرى.ان الضربات الموجعة التي تلقتها الزمر الارهابية خلال الايام العشرة الماضية يبدو انها كانت موجعة جدا الامر الذي زاد في اندفاع تلك الزمر نحو تسجيل موقف ميداني يدلل ويؤكد على وجودها في الساحة حتى وان كان هذا الوجود لا يتعدى حدود العمل المراد تحقيقه.

من هنا نستنتج اسباب عمليتي المستنصرية والحبانية وبالقسوة التي احدثتهما ينضاف الى ذلك العملية السياسية اكثر منها ارهابية التي استهدفت نائب رئيس الجمهورية الدكتور عادل عبد المهدي والسيد وزير البلديات. وبالتأكيد فان القوى الارهابية ارادت من خلال هذه العملية تحديدا ايصال اكثر من رسالة والى اكثر من جهة قد يكون مانشيتها الاساس اعادة الروح المعنوية العراقية التي تعافت تواً الى دائرة الانكسار والاهتزاز من جديد، لكن الامر بالتأكيد لن يكون كذلك ولا يمكن ان تقاس المشاريع او تقوّم سلباً او ايجاباً على اساس ان عملية ارهابية من هذا النوع بإمكانها ان تطيح بمشاريع استراتيجية تقف وراءها دولة بكل ثقلها، وللدلالة على ذلك فان عمليات عديدة اكبر من التي حصلت امس الاول قد تحصل في بلدان مستقرة ويذهب ضحيتها رؤساء دول وحكومات ومسؤولون كبار.

اننا لا نرى في مثل هذه العمليات الا اشارة تؤكد تصاعد الخط البياني المواجه للارهاب كذلك تؤكد النجاحات التي تدعيها الحكومة والتي عادة ما تحتاج الى من يؤكدها ولا نعتقد بعد الان ان هناك تأكيدا لهذه النجاحات أدق من تأكيدات خصوم العملية السياسية من صداميين و تكفيريين أنفسهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك