المقالات

المساواة بين الشيعة والسنة في الحقوق النفطية في السعودية والبحرين قبل العراق

2086 22:43:00 2007-03-02

( بقلم : د. حامد العطية )

تصاعدت في الآونة الاخيرة دعوات محمومة من داخل وخارج العراق تطالب باعطاء سنة العراق نصيباً عادلاً في موارد العراق النفطية المستخرجة من حقول النفط الجنوبية، وكان من أبرز الناعقين بهذا المطلب حكومة الرئيس الأمريكي جورج بوش والحكومات العربية السائرة في فلك المصالح الأمريكية والصهيونية في السعودية والأردن ومصر، وأقدمت الحكومة الأمريكية على ادراج هذا المطلب كشرط ملزم على الحكومة العراقية ضمن خطة الرئيس الأمريكي، وقبل أن يسارع البرلمان العراقي لاستصدار قانون يضمن حصة "عادلة" للسنة في نفط الجنوب لنسأل إن كانت الحكومات المؤيدة لهذا المطلب قد أنصفت الشيعة؟ وحري بالمطالبين بالعدالة والانصاف التمثل بهما أولاً في القول والفعل، ولنبدأ بالأمريكان، فهل سجلهم في المنطقة سوى صفحات مسودة بالظلم ونصرة الظلمة من الحكام الذين تعسفوا في التعامل مع الشيعة، وقبل أن يطالب الرئيس بوش حكام العراق بانصاف الأقلية السنية فليأمر أتباعه من حكام الخليج بحفظ حقوق الشيعة الأساسية في بلدانهم، ففي البحرين حيث يشكل الشيعة ما يزيد على الثمانين بالمائة يسيطر السنة على الحكم والمصالح الاقتصادية الرئيسة ويحتكرون المناصب الإدارية، ومن المعروف تاريخياً بأن حكام البحرين من آل خليفة غزاة، تطبعوا على النهب والسلب، وثبوا عليها من جزيرة العربان، وفيما يعاني شيعة البحرين من بطالة مزمنة يفضل أرباب العمل السنة توظيف الوافدين من العرب والهنود وغيرهم، كما تمارس الحكومة البحرينية الطائفية سياسة حرمان الشيعة من الوظائف الحكومية، بحيث يواجه خريج الجامعة الشيعي صعوبة بالغة في الحصول على أي وظيفة، ولو براتب غير مجز، وقد آثرت حكومة بوش وغيرها من الحكومات الغربية الصمت على اضطهاد الحكومة البحرينية للشيعة وسعيها الدؤوب إلى تغيير التركيبة الديمغرافية للبحرين، من خلال توطين عشرات الألاف من الأردنيين وغيرهم من الغرباء السنة.

أما حكومة السعوديين الوهابيين فهي آخر من يحق له المطالبة بإنصاف السنة في العراق، فمن المعروف بأن المنطقة الشرقية من مملكتهم هي مصدر ثروتها النفطية، كما هي موطن الشيعة، الذين يشكلون الغالبية العظمى من سكان هذه المنطقة وحوالي خمس سكان الدولة الوهابية (أي أكثر من نسبة السنة في العراق)، فماذا هو نصيب الشيعة من ثروات السعودية؟ الفتات أو دون ذلك، وقد اطلعت خلال عملي في ذلك البلد لأكثر من عشر سنين بصورة مفصلة على أحوال الشيعة، وتأكد لي من شهادات أخواني الشيعة ومن الإحصاءات الرسمية ومشاهداتي الميدانية فداحة الظلم الواقع على الشيعة، وسأفصل ذلك في مقالات لاحقة بإذن الله، ويكفينا هنا الإشارة إلى الحظر شبه العلني المفروض على توظيف الشيعة في الوظائف الحكومية، وفيما يحرم الشيعة من التوظف في الجيش والشرطة لا نجد شيعياً في منصب إداري رفيع، فلا وزير شيعي ولا وكيل وزارة ولا مدير عام، كما لا نجد موظفاً شيعياً واحداً بوظيفة إدارية عليا في شركة أرامكو السعودية، التي تختص باستخراج وتصدير النفط من منطقة الشيعة، وعلى الرغم من تفوق الشيعة في المؤهلات والأداء الوظيفي، وقد نقل لي أحد الأخوة الشيعة السعوديين بأن مالك إحدى الشركات الخاصة، من الذين يضعون حسابات أرباحهم قبل الاعتبارات الطائفية، جاهر بتفضيله توظيف الشيعي على السني النجدي لتميزه في الأداء والسلوك الوظيفي والانتظام في الدوام والتعاون.

تكفي جولة واحدة على مدن وقرى الشيعة في المنطقة الشرقية بالسعودية ليتأكد لك مدى الحرمان والاهمال الذي يتعرض له سكانها، فحتى وقت قريب كان سكان القرى يشربون مياه الأبار الملوثة، ولا يزال مستوى الخدمات الصحية والتعليمية والبلدية بأدنى مستوى، وتظهر نتائج دراسات ميدانية بأن جودة الخدمات في القرى الشيعية هي الأدنى في البلاد، كما يقطن غالبية سكانها في مسكن تفتقر للمقومات الأساسية للسكن الصحي حسب مواصفات الأمم المتحدة، وبالرغم من عدم توفر إحصاءات دقيقة حول توزيع الناتج الإجمالي بين المناطق لكن من المؤكد تدني حصة الشيعة السعوديين منه، وهي بالتأكيد أقل بكثير من نسبتهم السكانية، أي الخمس، فإذا كان الشيعة أصحاب النفط في بلاد الوهابية لا يحصلون على نصيبهم العادل من عوائد النفط فكيف يجرأ حكام السعودية على المطالبة بنصيب عادل لسنة العراق؟ وماذا سيكون رد فعل هؤلاء الحكام المتسلطين لو دعوناهم لإنصاف الشيعة؟ ومن المؤسف جداً سكوت الحكومة العراقية على هذه الدعوات الباطلة والتدخل السافر في شؤوننا الداخلية، خاصة بعد أن أصبح معلوماً للجميع، على الرغم من تستر وتكتم الأمريكان والصهاينة، بأن قادة ودعاة وممولي الإرهاب وأعداد كبيرة من كوادره هم خليجيون، وغالبيتهم العظمى من السعوديين.

يحتم مبدأ العدالة الاجتماعية انصاف المحروم قبل المساواة، ومنذ استخراج وتسويق النفط العراقي كانت حصة الشيعة والكورد العراقيين أقل بكثير مما جناه السنة، كما يتحمل الحكام السنة في العهود السابقة المسئولية عن إهدار ثروات العراق، بما فيها النفطية، وعلى مدى نصف قرن من الزمن، لذا فالواجب منح الشيعة والكورد حصة مضاعفة من عوائد النفط، ولفترة زمنية مقدرة تحقيقاً لمبدأ العدالة الاجتماعية، وصولاً إلى رفع المستوى المعاشي لهذه الفئات المحرومة، كما ينبغي تخصيص نسبة كافية من الدخل النفطي للتنمية الشاملة، التي ستستفيد منها كافة شرائح المجتمع، وبعد اقتطاع هذه الحصص والمخصصات توزع نسبة من المتبقي على الأقاليم والمحافظات وفقاً لعديد سكانها.

يتوجب على أعضاء المجلس النيابي، وبالذات كتلتي الائتلاف والكورد، التأكد من إنصاف قانون النفط للشيعة والكورد المضطهدين والمحرومين من حقوقهم النفطية منذ ما يزيد على نصف قرن قبل التصويت عليه، كما أدعوهم لتوجيه خطاب جوابي قوي إلى الحكومة الأمريكية وحكام الدول الخليجية لإنصاف الشيعة في دول الخليج ومنحهم حصصهم العادلة من نفط وخيرات بلادهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي
2007-03-03
أشكرك أخي العزيز د.حامد العطية فكلامك عين العقل وماذكرته عن اليحرين والسعودية صحيح وماخفي كان أعظم وحبذا لو بحثت في الإنترنت عن تقرير البندر فسوف تجد فيه مخطط خبيث أعتمد في البحرين والان باتوا يمنحون الجنسية للبعثيين والصداميين العراقيين ويوظفونهم في وزارة الداخلية البحرينية وعلى حكومة السيد المالكي وقائمة الإئتلاف العراقي الموحد النظر في هذه المسألة
حيدر المالكي
2007-03-03
نحن بحكم كوننا شيعة اهل البيت لانظلم احد لاننا نحرم الظلم ضد كل انسان بخلاف مايحصل من انتهاكات لحقوق الانسان في السعودية حيث يحرم اخواننا في المنطقة الشرقية من ابسط الحقوق وكذالك اخواننا في البحرين حيث يتعرضوا لابشع انواع التعذيب وقيود للحريات وفوق كل هذا ياتي ملك البحرين باردنيين وفلسطينيين ويمنيين وغيرهم من الحاقدين على الشيعة ويمنحهم الجنسية البحرينية لكي يوازن بينهم وبين الشيعة , وان مايفعله حكام السعودية لايقل عنه في البحرين , هكذا هم العرب طائفيون يظلمون من يخالفهم الراي اللهم انتقم منهم.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك