المقالات

البوصلة السياسية والاتجاهات الاربعة

1524 21:40:00 2007-03-03

( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )

خطة امن بغداد او خطة فرض القانون دخلت اسبوعها الثالث في ظل اراء تذهب الى ان الخطة قد حققت نتائج ملموسة واخرى ترى ان النتائج يبدو انها نفسية اكثر منها عملية ويستشهد اهل هذا الرأي على كثرة المفخخات والاحزمة الناسفة والقصف الذي تتعرض له مناطق مختلفة من بغداد.

الموضوع برمته لا يقاس بهذه الطريقة فخطة امن بغداد ليست بمقدورها ومهما امتلكت من كثافة بشرية وقدرة تسليحية وخبرة استخبارية ان تقضي خلال ايام على خصم هو الآخر يمتلك نفس الكثافة البشرية وذات القدرة التسليحية والاستخبارية يضاف الى ذلك انه يعمل بردة فعل عنيفة سياسية وطائفية وروح متخمة بالحقد والكراهية ضد كل ما هو قائم او سيقوم بعد التاسع من نيسان عام 2003.

لكننا هنا نستطيع ان نستشرف نتائج أي مشروع وفقاً للمعطيات الاولية ذات العلاقة بالجدية والجهوزية التي تخص المشروع مقارنة بنتائجه الاولية، ومن هنا تبرز علامات دالة تؤشر بأن خطة امن بغداد لا زالت تتحرك باتجاهات المسارات المرسومة لها وان شهدت العمليات الارهابية حالات تندرج تحت تصنيف التصعيد بالشكل والاداء.

الاتجاه الآخر للبوصلة السياسية العراقية يشير نحو قرار الحكومتين البريطانية والدنماركية بتقليص وسحب قواتهما العاملة في العراق، وهنا ايضاً تتقاطع القراءات فبعضها يرى ان التقليص او السحب الكامل لهذه القوات سببه الانتكاسات التي تتعرض لها تلك القوات من قبل بعض الجماعات والقوى المناهضة للتواجد الاجنبي وهذا من حيث المبدأ يعد مسألة طبيعية، اذ لا يوجد شعب في أي مكان من الارض يقبل ان يكون محتلاً، لكن هنالك مسافة ومساحة شاسعة في تفسير المصطلحات السياسية خصوصاً عندما ترتبط بقرارات دولية، فالقوات البريطانية والدنماركية وغيرها هي قوات متعددة جنسيات وليست قوات احتلال وتبقى كذلك وفق النصوص والقوانين حتى وان اساءت هذه القوات فهم مهامها هذا من جهة، ومن جهة اخرى فان الدولة والحكومة معاً تشعر حالياً بحاجتها لهذه القوات باعتبار ان انسحابها الآن يترك فراغاً امنياً يضاعف في المشكلة الامنية دون ان يسهم في حلها، لكن هناك رأياً موازياً للرؤية تلك وهذا الرأي يذهب الى ان انسحاب القوات البريطانية او غيرها انما هو مؤشر على تعافي الدولة ومؤسساتها العسكرية الى الحد الذي جعل منها قادرة على صنع الاكتفاء الامني الذاتي دون الحاجة لقوات اجنبية، وهذا الرأي ان كان دقيقاً فانه يحسب لهذا الاتجاه وليس بالضد منه.

الاتجاه الثالث الذي تشير اليه البوصلة السياسية العراقية يتمثل بالتداعيات التي تمخضت عنها عملية احتجاز السيد عمار الحكيم والعمل الارهابي الذي طال نائب رئيس الجمهورية ووزير البلديات بالاضافة الى مرض رئيس الجمهورية، وهذا الاتجاه وان كان جانباً مهماً منه يرتبط بالاتجاه الاول، لكن ينبغي ان يصار منذ الآن الى تأكيد هيبة الدولة عبر احترام رموزها وتوفير الحصانة الامنية لكبار مسؤوليها وحمايتهم من الاختراقات الامنية والاساءات الفاقعة، لكن في ذات الوقت ان ما حصل اشر على جوانب ايجابية استراتيجية كان اهمها هو اظهار التلاحم الرسمي الجماهيري الذي رافق تلك العمليات وكذلك الاهتمام الدولي الذي حظي به فخامة الرئيس الطالباني وهو راقد على سريره في مستشفى الحسين في عمان.

نعتقد ان هنالك اتجاهات اخرى تتزاحم فيما بينها بساحتنا المحلية، لكن ربما الاهم من بين تلك الاتجاهات او رابعها حسب تسلسلها هو الاستحقاق التشريعي الثالث للبرلمان العراقي والذي سينطلق اليوم او غداً وعلى السادة ممثلي الكتل ورؤسائها ان يدركوا ان هذه المرحلة تختلف كثيراً عن المراحل التي سبقتها، وهنا يفترض بالبرلمان العراقي وهو سيدشن فصله التشريعي الثالث ان يرتقي في ادائه ومناقشاته الى مستوى المرحلة ومتطلباتها واستحقاقاتها خصوصاً لجهة القرارات والقوانين المعطلة والتي تتطلب مصادقة البرلمان عليها.من هذا كله نستنتج ان المرحلة الحالية بكل تجلياتها هي من النوع الذي لا يمكن معه تهميش منجزاتها او تقويمها مزاجياً وكذلك فهي ليست نموذجاً متكاملاً يمكن ان نعتبره الاتجاه الاخير الذي يستقر عنده مؤشر البوصلة في لحظة تبدو فيها الاتجاهات الاربعة سالكة بمجملها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك