المقالات

المشهد الحسيني وعقدة الإعلام العربي

1465 19:03:00 2007-03-06

( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين )

اجمع المراقبون انه ليس هنالك حدث عقائدي اجتماعي ديني سياسي كالحدث الحسيني الذي يشهده العراق في العاشر من محرم الحرام وفي العشرين من صفر ذكرى اربعينية الإمام الحسين (ع) في كل عام بعد ان اتيحت للمراقب فرصة المتابعة الميدانية والمهنية والتعبيرية لهذا الحدث الذي واجه على طول الفترة الممتدة عبر القرون الاربعة عشرة الماضية شتى انواع المواجهة القاسية بدءاً من المراحل الاولى للدولة الاموية وصولاً الى حكم البعث وصدام.

المسيرة هذه والتي تمتد على كل مساحة هذه الخارطة الزمنية الطويلة مقرونة بالممارسة العنفية الطائفية المقيتة التي راح ضحيتها مئات الالوف من ابناء هذه المدرسة، استطاعت بالتالي ان تسجل انتصارها الحاسم على كل تلك التيارات المنحرفة والحقب السوداء التي ارادت ان تطفئ الجذوة الحسينية في النفوس الشريفة والضمائر المخلصة الصادقة التي لا ترى في هذه الملحمة اقل من انها امتداد لمدرسة النبوة ووريث شرعي لها.

المشهد الحسيني الذي انطلق هذا العام من كل شبر وبقعة وقرية ومدينة من ارض العراق شاهده العالم بأسره من خلال ما نمتلك من قنوات فضائية نجحت الى حد بعيد في عرض المشهد كما هو للرأي العام وللمتابع والمشاهد أكان عربياً ام غير عربي، مسلماً ام غير مسلم، حتى بدت طرق العراق على سعتها وكثرتها وتفرعاتها واتجاهاتها لا يخلو فيها متر من علامة شاخصة تشير باتجاه كربلاء او فضاء مهما كان كبيراً مترامياً ام صغيراً متوارياً لا تسمع فيه صوتاً مدوياً (ابد والله ما ننسى حسيناه).

الغريب في الامر كله ان عهراً اعلامياً غريباً في صفاقته ودناءته راح يتصاغر مهرولاً امام مومسات وبنات هوى قبلْنَ ان تأتي لجاناً طبية امريكية واجنبية وعراقية لأخذ عينة من مواضع ننأى بأقلامنا وانفسنا عن تسميتها خجلاً وعفةً وحياءً، في حين يتساقط ذلك الخجل والحياء وتموت تلك العفة وشهامة الاعلام العربي في احضان (صابرين) ومختبرات ابن النفيس واستوديوهات الرذيلة المحترفة واسماؤها (اللامعون) في ساحتنا الاعلامية العربية!!.

هذا الاعلام الذي اقبل لصابرين وادبر للتسونامية البشرية الزاحفة نحو كربلاء حسبه بهذا الادبار انه قادر على اخفاء الحقائق او التقليل من شأنها واهميتها، في الوقت الذي يدرك هذا الاعلام اكثر من غيره ان المجازر ودفن الاحياء وفرم الاجساد وقطع الاكف واتخام المعتقلات التي تعرض لها ابناء هذه المدرسة ما استطاعت لا في زمن يزيد ولا في عصر المتوكل ولا في حقبة صدام ان تنال من الحسينيين المحمديين مثقال حبة من الاخلاص والوفاء والالتصاق الروحي والعقائدي والوجداني بأهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومهبط الوحي لا لشيء الا لأنهم الاسلام كله وغيرهم النفاق كله.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك