المقالات

مؤشرات تشير الى نجاحها خطة (فرض القانون) تتقدم بهدوء وتتجاوز العثرات

1347 18:33:00 2007-03-06

( بقلم : علي حسين علي )

يكاد ينقضي الاسبوع الثالث على تطبيق الخطة الامنية (فرض القانون).. واذا ما كان هذا الوقت قصير جداً لا يعطي دليلاً على نجاحها او فشلها لانها في بداية التطبيق، فان هناك مؤشرات ترجح النجاح على الفشل.. اول تلك المؤشرات هي انخفاض عديد العمليات الارهابية بنسبة كبيرة في بغداد تحديداً فضلاً عن قلتها الملحوظة في المحافظات الاخرى، على اعتبار ان خطة (فرض القانون) تتعدى حدود العاصمة، فالسيارات المفخخة هي اصعب ما تواجهه هذه الخطة، لان منفذيها جاءوا لينتحروا، ومن الصعب ان تمنع أي كائن انساناً كان او على شاكلته من قتل نفسه، واذا كان الارهابيون والتكفيريون قد ابتعدوا عن التجمعات بعد تشديد الحراسات عن المنافذ والطرقات داخل العاصمة، فانهم قد يستهدفون مفارز التفتيش بسياراتهم المفخخة او اجسادهم، ومع ذلك فان مفارز التفتيش قد احتاطت للامر وبلغت من الحذر الى حد تقليل الضحايا الى ادنى درجة.

المؤشر الثاني هو ما يسمى بالجثث مجهولة الهوية التي كانت تتناثر في ساحات بغداد وعلى اطرافها الى ما قبل تطبيق الخطة الامنية (فرض القانون).. وكان عديدها في ذلك الوقت يزيد على المئة جثة يومياً عدا الجثث الاخرى التي تشاهد طافية على نهر دجلة او تكتشف في الصويرة او النعمانية او حتى الكوت! اما اليوم فان عديد الجثث المجهولة قد تناقص بنسبة كبيرة جداً الى حد ان المعدل اليومي لم يتجاوز العشرين جثة ومع ان هذا الرقم يظل كبيراً الا ان الفرق شاسع عن ما كان عليه الحال قبل تطبيق الخطة وبعدها باسبوعين او اكثر بقليل.

وثالث المؤشرات هو توقف التهجير القسري بصورة شبه كلية.. فالعوائل التي كانت تطرد من مناطق بغداد الساخنة – كما تتسمى المناطق التي يتواجد فيها الارهابيون – قد توقف طردها، والاحسن من ذلك هو ان العوائل المهجرة عادت كثيراً منها الى مساكنها ومناطقها التي هجرت منها، وحظيت بحماية من الاجهزة الامنية وكذلك بتعاون من قبل ابناء المناطق ذاتها.. وهذا تطور كبير ليس في مجال تقليص تهجير العوائل، لكن في مجال الهجرة العكسية.. أي العودة الى المناطق (الساخنة) التي بدأت (تبرد).

ورابع المؤشرات المهمة هو ان فرض الامن قد ترافق معه جملة من الاجراءات الاخرى من بينها محاربة ارتفاع اسعار الوقود والسوق السوداء، وضبط الشارع مرورياً بالعودة الىنظام (الفردي والزوجي) وبدء حملات الصيانة والاعمار وتقديم الخدمات البلدية للمناطق التي كانت محرومة منها بسبب تواجد الارهابيين فيها.. وعودة الروح الى المدارس المغلقة في المناطق (المعتدلة) حالياً وما الى ذلك من انجازات يصعب تأشيرها بهذه العجالة.

غير ان كل ذلك لا يكفي اذا ما اردنا الوصول الى الهدف النهائي وهو فرض الامن بصورة تامة واستئصال الارهاب حقيقة فالامل هو انه كلما مر الوقت تكون النتائج افضل وتكون التجارب الخاطئة قد علمتنا الاتجاه الى ما هو صحيح، فقد تقع اخطاء هنا وهناك فليس في ذلك عيباً او خللاً في اصل الخطة الامنية، انما العيب ربما يكون في التنفيذ والمهم ان يراعى في المستقبل مراجعة الخطة بين وقت واخر وتلافي ما ينتج عنها من اخطاء ونعتقد ان هذا هو ديدن الحكومة وقيادة الخطة الامنية، وما نريد ان نشير اليه هو ان رقابة المواطن على التنفيذ مهمة جداً والابلاغ عن التجاوزات يساهم في انجاح الخطة كما هو الحال في مراقبة الارهابيين وتحركاتهم وقد اثبتت الايام القليلة الماضية اهمية المواطن في مكافحة الارهاب وان دوره قد قلص العديد من الضحايا وعجل بصورة واضحة في القاء القبض على الارهابيين.

والمشكلة التي نجدها غريبة هو ان المواطن يكتشف نتائج الخطة الامنية بوضوح وتنعكس ايجابياتها على حياته اليومية بصورة جيدة غير ان الاعلام الارهابي يعطي صورة كالحة وغير دقيقة، بل يحاول ان يظهر عملية خطة (فرض القانون) وكأنها تجري في مكان آخر غير بغداد!! وفي هذه الحالة يجد المواطن نفسه في حال غير مستقرة ففي حين يرى ويسمع عن نتائج تنفيذ الخطة الامنية على الارض ويتبين ذلك في حله وترحاله في هذا الوقت تأتي الفضائيات التكفيرية – العراقية منها والعربية – لتقول له ان الخطة الامنية فاشلة!!.صحيح ان المواطن لا يصدق الا ما يراه ولكن استمرار هذا التضليل الاعلامي لابد وان ينعكس على المواطن العراقي الاخر غير المتواجد في بغداد.. ولذلك ضرر كبير على المعنويات العامة للعراقيين.

ما ندعو اليه الحكومة وقيادة الخطة الامنية (فرض القانون) هو ان تكون بالمرصاد لبؤر التشويش ومحاسبة المسؤولين عن التضليل الاعلامي ولما كانت قيادة الخطة الامنية لا تفرق بين طائفة الارهابيين ولا قوميتهم فان عليها ان لا تفرق بين المحرضين على الارهاب ونتعامل معهم بقسوة حماية للوطن والمواطن.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك