المقالات

الاقليميون والدوليون لأول مرة في بغداد

1357 19:48:00 2007-03-07

( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس اتحاد الصحفيين )

من المفارقات ان بغداد ومنذ ربع قرن تقريباً لم تشهد مباراة كرة قدم بين فريق عراقي وآخر اجنبي او عربي، وهذا ليس امراً سهلاً كما يتصوره البعض، انما هو مؤشر صريح وواضح على الوضع الذي عاشته بلادنا منذ عقد الثمانينيات وحتى الآن.

وليس جديداً الحديث في الازمات والحروب والتوترات التي جعلت العالم لا يغامر بالمجيء الى بغداد، او ان منافذ العراق وطوال هذه المدة موصدة بوجه زوار العراق، او ان زوار العراق لم يجدوا الفرصة السانحة للسفر اليه نتيجة الاوضاع التي اشرنا اليها آنفاً.

نفس المفارقة وتكاد تكون اكبر من حيث الرعب والفوضى هي التي جعلت من العالم ممثلاً بمجلس الامن والخمسة الكبار والامم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي ودول الجوار الست بما فيها سوريا وايران سيتوجهون في العاشر من آذار الجاري الى بغداد. لاشك ان لهذا التوجه دلالالته المعنوية والنفسية والسياسية غير العادية، فلولا ادراك هذه الدوائر المهمة لاستراتيجية هذا الاستحقاق فانها ستجد نفسها غير مضطرة للتوجه نحو بغداد، اذن، يفترض بنا اولاً ان نعي اهمية بلادنا لدى المنظومات العربية والاقليمية والدولية من خلال الاستجابة الفورية التي ستجمع متناقضات ومدارس سياسية متعاكسة ومتباينة، لكنها ستجد في بغداد القاسم المشترك الذي من شأنه ان يقلب هذا التباين والاتجاهات المتعاكسة الى اخرى متوازية وغير مستبعد ان تكون متقاربة ان لم نقل انها ستلتقي في نقاط كثيرة ومفاصل متعددة.

الثروة والموقع والتعددية والمصالح والمتغيرات ستجد في الساحة العراقية اقنية لم تتوافر في ساحات اخرى.فالولايات المتحدة تستطيع ان تبدد مخاوف الاقليميين من سياساتها الغامضة من العاصمة العراقية، وفرنسا ممكن ان تستدل على موقف واضح عما هو عليه الوضع في العراق بعد ان ظلت طوال هذه الفترة راصدة، حذرة، غائبة غير حاضرة. وبريطانيا هي الاخرى باتت المساحة امامها اوسع لتأكيد مواقفها في مسائل منها ما يخص العراق واخرى تخص المنطقة والتنين النائم ربما سيصحو في بغداد بعد اغفاءة امتدت لاكثر من عشرة سنين. وروسيا ستجد نفسها امام فرصة مجانية ظلت تبحث عنها منذ انتهاء القطبية الثنائية، اما دول الجوار فانها هي الاخرى التي تجد نفسها وجهاً لوجه ولاول مرة في بلدٍ شن حرباً على اكبرها وابتلع بيوم وليلة اصغرها وعكّر صفو الامن والاستقرار في الاربعة الباقية منها.

في بغداد نتمنى ان تنقشع غيوم الحرب الباردة بين الاطراف التي تحتاج الى دفء الصراحة والموضوعية، ومن بغداد نريد للغة الحوار والتفاهم ان تحل بديلاً عن لغة الانفعالات والمواقف المتشنجة ونعتقد ان بغداد اليوم بالرغم من زعيق المفخخات والاحزمة الناسفة باتت تمثل الحاضنة لالتقاء الاتجاهات بدل تباعدها او تصادمها، وهذا ما نرجوه ونتمناه ان يتحقق في العاشر من آذار الحالي الذي باتت ايامه وساعاته تمر بتثاقل هو الاجمل.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك