المقالات

هولاكو الدول العربية

1614 01:08:00 2007-03-08

( بقلم : ولاء الصفار )

لو عدنا بتاريخ العراق إلى الوراء وتحديدا في عام (656هـ = 1258م) لوجدناه قد ابتلي بهجمة شرسة تخفي في طياتها الكراهية للمسلمين والرغبة في مساعدة المسيحيين إلا انه كان القصد من وراءها هو تدمير معالم هذا البلد الحضارية، وطمس هويته التاريخية، وقتل روح الإبداع فيه، بالإضافة إلى تجريده من حضارته العلمية المعطاء التي غذت العالم بشتى أنواع العلم والمعرفة.

حيث تعرضت مدينة بغداد إلى اكتساح عنيف من قبل القائد المغولي (هولاكو) وضرب حولها حصارا شديدا، وبعد اشتباك عنيف بين الجيش العباسي آنذاك وبين القوات المغولية. استطاع الغزاة الهمج الدخول إلى بغداد وفتكوا بأهلها دون تفرقة بين رجال ونساء وأطفال بعد أن استباح كل الحرمات، ولم يسلم من الموت إلا قليل. فقد ذكر المؤرخون أن عدد ضحايا الغزو المغولي يقدر بمليون نسمة، ثم قاموا بتخريب المساجد وسرقوا مقتنياتها، وهدموا القصور بعد أن سلبوا ما فيها من تحف ومشغولات قيمة، وأتلفوا عددا كبيرا من الكتب النادرة، وأهلكوا كثيرا من أهل العلم والأدب والمعرفة، وكلما استحوذوا على منطقة أشعلوا فيها النيران، فكانت تلتهم كل ما يصادفها وخربت أكثر الأبنية والمساجد ودور العبادة حتى مشهد الإمام موسى الكاظم عليه السلام لم يسلم من بطشهم، وغيرها من البنايات التي كانت آية من آيات الفن الإسلامي.

ولو تصفحنا واقعنا فأننا نجده يمر اليوم بهجمة أكثر عنفا وشراسة، حيث تكالبت عليه قوى الشر والرذيلة يقودها (هولاكو الدول العربية) التي أبت إلا أن تبيع ضمائرها بأبخس الأثمان، حيث جندت دول العهر العربي كلابهم المسعورة في انتخاب وسائل قذرة لتحقيق أهداف أقذر، إذ أنها حاولت وبشتى الطرق إلى محو وإبادة شيعة أهل البيت عليهم السلام، وطمس معالم حضارتهم النيرة التي استمدوها من فكر ومنهج أهل البيت عليهم السلام، هذا المنهج الذي أراد الله تعالى له الشموخ والعزة ما بقي الدهر.

وكانت تلك الحملات الإجرامية تقام تحت ذرائع واهية ليس لها وجود على ارض الواقع، فأخذت تلك القوى التكفيرية الإرهابية صب جام حقدهم على أتباع أهل البيت عليهم السلام بسياراتهم المفخخة وعبواتهم وأحزمتهم الناسفة التي كان من ضمنها استهداف محبي أهل البيت عليهم السلام الوافدين إلى مدينة كربلاء المقدسة لإحياء مراسيم أربعينية الإمام الحسين عليه السلام افجعها ما حدث في مدينة الحلة. وبات معروفا للقاصي والداني أن دوافع تلك الزمر من أعمالهم الإجرامية هي زعزعة ولاء أولئك الوافدين لزيارة الحبيب بعقيدتها ومنهجها السامي،بيد أن أولئك المغفلين يفتقرون لحقيقة مهمة وهي أن هذه الطائفة كالمسمار كلما طرق عليه ازداد تصلبا، ومهما فعلوا فانا سنقول لهم كما قالت العقيلة زينب عليها السلام في خطبتها أمام يزيد (فو الله لا تمحو ذكرنا).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك