المقالات

جامعة الدول العربية وقراراتها الظالمة: (اخوة يوسف) يستهينون بدم أخيهم العراق

1506 01:20:00 2007-03-08

( بقلم : علي حسين علي )

ما كنا نتوقع من اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير في القاهرة خيراً، وما كنا نطلب منهم أن يقفوا مع الشعب العراقي ويعينوه على تخطي محنته، فالجامعة العربية التي اجتمع الوزراء تحت سقفها مثل الماء الراكد(لا يزيل النجاسة ولا يمنح الطهارة)!.

الجامعة العربية كانت وخلال السنوات الأربعة الماضية بعيدة كل البعد عن مأساة الشعب العراقي، وكانت غير مكترثة بمعاناته ولم تهتم بنزيفه الدموي أو الدمار الذي حلّ به بعد سقوط الصنم وما قام به اتباعه من الصداميين والتكفيريين من ارتكاب ابشع الجرائم التي يمكن وصفها بحرب ابادة ضدها الشعب العربي المسلم.الجامعة العربية..لم تتحرك خطوة واحدة باتجاه الشعب العراقي، ولم تلزم أعضاءها بكف أذاهم الذي الحقوه بهذا الشعب، بل كانت متفرجة غير مبالية وفي كثير من الاحيان كانت شامتة.

وما نقصده بالجامعة العربية ليس مؤسستها الادارية التي يقودها(عمرو موسى)، لكن ما نعنيه هو جميع الأنظمة الممثلة فيها، فهذه الأنظمة كان أملنا بها ضعيفاً لسببين: الأول أن الأنظمة العربية-بمعظمها-وقفت ومنذ سقوط صنم صدام بالضد من الشعب العراقي على الرغم من أن صدام كان قد دخل مع بعضها في حروب وأخرى في نزاعات سياسية عدائية أو تآمر عليها، أو تدخل في شؤونها، ويمكن الجزم بأن صدام قد مدّ اصابعه الشريرة في كل بلد عربي، وزرع فتنه في كل عاصمة عربية، ولم يكن المشرق العربي وحده من تعرض الى مؤامرات صدام أو تدخلاته في شأنه الداخلي، بل أن صدام ومخابراته وأمواله وصلت الى أقصى المغرب العربي واستطاع أن يخلق فتن ونزاعات بين ابناء البلد الواحد وبين البلدان العربية وحكوماتها ايضاً.ومع ذلك، فما أن سقط صدام حتى تضامن كل الحكام العرب ليس بقصد معاونة الشعب العراقي المظلوم، بل من أجل اعادة الظلم الى الحكم مرة أخرى ان كان بصدام أو بغيره.

ففتحوا الحدود للعصابات التكفيرية الارهابية، واغرقوا الأموال على الصداميين القتلة، واحتضنوا اعتى المجرمين الصداميين ووفروا لهم(الملاذات الآمنة)..وفتحوا أبواب فضائياتهم لكل اعداد الشعب العراقي وقتلته، وقاموا بأكبر حملة تضليل يشهدها التاريخ الحديث وهي تحويل الضحية الى قاتل والمجرم الى ضحية!!.هؤلاء هم الحكام العرب الممثلون في جامعة (عمرو موسى) ماذا ننتظر منهم وقد أفزعهم سقوط طاغية مثل الكثير منهم؟ هل نتوقع منهم غير موقف العداء والحرب على تجربة العراق الجديد التي عدلت المعادلة الظالمة في هذا البلد؟

لنعود الى اجتماع الجامعة العربية الأخير وتوصياته، فهو دعا مجلس الأمن الى اصدار قرار جديد بشروط وضعوها لذلك ونرى أن هذه التوصية وحدها تعد خرقاً لميثاق الجامعة نفسها والتي لا تبيح لأي كان أن يتدخل بالشأن الداخلي لبلد غير بلده..ثم ان هذه التوصية تعد تجاوزاً على الحكومة العراقية وانتهاكاً لشرعيتها فالحكومة العراقية هي المسؤولة عن تدبير سياسة العراق، ولا يحق لغيرها أن ينازعها هذا الحق..ومسألة بقاء أو جدولة رحيل القوات متعددة الجنسية هي اساساً بيد الحكومة العراقية وتملك تقرير ما تراه بشأنها..فلماذا يعمد(الاخوة العرب) على اعطاء هذا الحق الى مجلس الأمن وإدخاله في دهاليز السياسة الدولية التي تضيع فيها كل جمال الصحارى العربية!!.

وجاء في بعض التوصيات الفجة الى مراجعة الدستور!! تصوروا أن (جامعة عمرو موسى) لا تعترف بارادة الشعب العراقي ولا تقيم وزناً للاستفتاء على الدستور الذي اجازه اكثر من 70% من ابناء العراق!. وكذلك طالبت أحدى توصيات وزراء الخارجية العرب وعلى لسان عمرو موسى بالغاء قانون اجتثاث البعث!! وتكافؤ الفرص في الوظائف بالدولة العراقية وما الى غير ذلك من الترهات التي تعد انتهاكاً لشرعية حكومة الوحدة الوطنية المنتخبة والتي تضم جميع-وليس معظمهم-اطياف الشعب العراقي.وعليه، فإن كل ما ينبغي أن يقال بجامعة عمرو موسى أنها جامعة للفرقة، وادق ما يوصف به قراراتها بأنها(ثرثرة فوق النيل) لا أكثر ولا أقل.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك