المقالات

مؤتمر بغداد وأفق التفاؤل

1481 05:17:00 2007-03-13

( بقلم : المهندس صارم الفيلي )

لكي يكون مؤتمر ما جادا ومنتجا لابد أن يكون هدفه واضحا ومساراته محددة مسبقا , فلو كان الهدف غير واضحا أو متفقا عليه من الأطراف المشاركة فيه , فسوف تربك المسارات وتتعارض بدرجة من الشدة والوضوح تتناسب مع التباين الحاصل بين الفرقاء المشاركين . ذلك لأن كل دولة تحاول أن تحرك الحوار وتدفع به بإتجاه أهدافها الخاصة التي لا تلتقي بالضرورة مع الهدف المركزي الذي يقع في دائرة العنوان المعلن للمؤتمر .

بالنسبة لمؤتمر بغداد فقد جاء في إطار طلب مساعدة دول الجوار للجهد الأمني والسياسي العراقي بإتجاه دعم الخطة الأمنية كسقف أدنى يرتفع بإستمرار وبالتزامن مع التقدم في بناء الثقة البينية إلى التعاون البناء من أجل إستقرار المنطقة ودفع شبح الحرب عنها .

إن ما يدعو للتفاؤل في إمكانية تحقيق إختراقات مهمة بإتجاه الهدف العراقي من المؤتمر هو استقراء الواقع الإقليمي ببعده الدولي وما يفرز عنه من مخاطر تهدد المنطقة بأسرها , بسبب تشابك وغليان الأوضاع فيها لتتحول إلى مرجل يغلي يوشك على الإنفجار من شدة إرتفاع الضغط داخله وعدم قدرة أية دولة بمفردها على إدارة الأوضاع الخطيرة من خلال التحكم بصمامات الأمان بالشكل الذي يدفع عنها خطر الإنفجار المحتمل ويبقيها بعيدا عن التداعيات الخطرة لتدافع أحداث المنطقة . إن توفر هذه القناعة كمشترك جامع للفرقاء الدوليين يساعد - على الأقل في هذه المرحلة - في توفير فرصة لتضييق مساحات الإختلاف سياسية الجذور أو تهدئة التدافعات وربما تجميدها لفترة ما بين الدوائر الإقليمية والدولية فيما يتعلق بالتقاطعات على اساس الخلفيات السياسية والستراتيجية . ذلك أن إتساع دائرة القناعات المشتركة على قاعدة تلاقي المصالح تزيح تدريجيا اجواء الصراعات والتجاذبات وآلياتها المحتملة من تضاد وتخاصم في نطاق الجغرافية العراقية .

ويتفق الكثيرون إن الوقت مناسب لقطع الطريق على كل إحتمال من شأنه دفع العراق والمنطقة إلى نقطة لا يمكن الرجوع عنها , وإن ثمة حاجة إقليمية - دولية متبادلة بدأت تظهر على المشهد السياسي تدفع لإيجاد أطر لتهدئة الأوضاع في المنطقة بإنتظار مستجدات تنقي المناخ السياسي والإقليمي وتبعث فيه الحيوية المفقودة وتحمي أكثر الكيانات السياسية في المنطقة والمرتبطة بالمشروع الأميركي من إحتمالات قد تنفتح على آفاق غير واضحة المعالم .أخيرا جاء المؤتمر الذي تم الإعداد له إنطلاقا من مبادرة عراقية صرفة وبهذا الحجم الكبير للحضور الإقليمي والدولي كتأكيد على القبول عمليا بالعراق الجديد وإحترام الإنجازات الإنتخابية والدستورية , ليضع حدا زمنيا لمرحلة حاولت فيها بعض الإرادات السلبية مصادرة إرادة الشعب العراقي وكان المثال الأخير هو التدخل السافر لعمرو موسى في شأن داخلي عراقي ! .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك