المقالات

بين التفاضل والتكامل

1373 16:02:00 2007-03-14

( بقلم : المهندسة بغداد )

قد يوحي عنوان المقال بمحتوى حسابي ورياضي خاصة لحاملة لقب مهندس لم يبقى لها من مضمون هذا اللقب الا الكلمة ذاتها استخدمها وفاء لسنين دراسة طويلة اثمرت اللقب الذي طالما تمنيت ان ينسج مع ما درسته من تفاضل وتكامل ومعادلات رداءا اضعه برفق على ظهر وطني المنحني لكثره همومه وجراحه.

الا انه يبدو ان هذه الخطوة لابد ان تؤجل لفترة من الزمن بعد ان اثبتت لي تجاربي المتواضعة في ميدان العمل استحالة الوقوف ضد تيار الفساد الاداري بدون الاحتماء بدرع القانون الذي تترقبه عيناي لينمو ويصبح قادرا عن در الخطر عنا .

غير ان السؤال الذي يطرح نفسه ما العمل هل اقف مكتوفة الايدي باكية على عمل ولقب تنازلت عنه بملىء ارادتي ؟!! وهل ان أغلق امامي باب امل يكون قد ضاع كل شيء؟! ام هل استمر واخسر مبادىء وقيم احملها ؟!!

لطالما فكرت وفكرت بهذا الامر ودعوت الله ان اجد منفذا لهذا الصراع الداخلي الذي تحتم وضع نهاية له في ظل اوضاع قد ترسم بنفسها النهاية الحزينة وحتى في هذه النهاية لغز هل ان تعريض النفس للموت هو تعريف للشهادة الحقة وهل يستحق مذهبنا ان لا نرى الا انفسنا وننساه وكيف نخدمه ومتى ؟هل بالشهادة ام بالحياة  وكم من حي ميت ومن ميت حي !! كل هذه اسئلة لم اجد لها اجابة سوى بان افكر اكثر !!!

لماذا جعل الباري للجنة ابواب متعددة ولم يجعل لها باب واحدة  لقد ايقنت بمجرد التفكير بالامر ان لهذا قيمة واشارة واضحة بان لكل شيء ابواب كثيرة وزوايا اكثر وما على العقل سوى فرز الحقيقة اذا ما وفقه الله للامر لقد اغلقت بابا وعزمت على فتح ابواب وان ادخلها بصفة جديدة وعنوان جديد لاداوي جروح تنتظر بلاسم شافية جروح لبلد ومذهب ينتظر من ابناءه العون والوقوف جنبه لا التباكي على الوضع والتفرج من قريب وبعيد .

وبينما انا ابحث عن باب جديد ظلت افكاري الرياضية عالقة بذهني وكانها تريد ان تدخل معي في عبر الباب الا انها ربما تكون غير ملائمة للوضع الجديد فأرتئيت ان اذيب قانون التفاضل والتكامل في واقعنا وان استفيد من درس اخذ مني الوقت الكبير  ايام الدراسة فالله لايضيع اجر احدا ولابد للاشياء ان تتشكل باطار جديد للاستفادة منها فما بال الانسان يقف كالصنم وكل شي حوله يدور ما بالنا نتمسك باشياء نظن ان ضاعت سننتهي ونضيع اشياء هي محور الحياة  وهل نريد جميعنا ان نرتقي للقمة وان وصلنا ماذا نجد ؟! وان وقفنا لنقطة واستفاد الاخرون ماذا نجد ؟ رحم الله امر عرف قدر نفسه فوضعها في المكان الذي يجب ان تكون فيه ولنعود لنظرتي التفاضل والتكامل وايهما اجدى في الحياة ولنعود لتاريخنا لنرى اي منهما  كان اجدى وافضل

لطالما امنت بان كل ما بني على التكامل ناجح ومثمر وصحيح بعكس ما بني على التفاضل سيما التفاضل غير المتوازن  فهناك افضلية يقرها الباري لخاصة الناس جعلها لهم دون سائر البشر ولاجدال في ذلك ولا نقاش .

لقد امن الانبياء بنظرية التكامل وان لكل منهم دور وزمن وان خاتمهم هو محمد صلى الله عليه واله وسلم فتظافرت جهودهم لتصل الرسالة الالهية الينا فكانت ثمرة من ثمار التكامل وما انزال نبينا محمد صلى الله عليه واله علي ع منه منزلة هارون من موسى الا ثمرة اخرى من ثمار التكامل (اليوم اكملت لكم دينكم ....) فلقد اكتمل الدين وتكامل بولاية علي ابن ابي طالب ع والائمة من بعده .

ومن ارقى ما ورد في التاريخ عن التفاضل والتكامل لامرتان احدهما ارادت ان تتفاضل مع سيدة نساء العالمين وتضع لها مكانة لا تستحقها وبين امراة اخرى تكامل دورها مع سيدة نساء العالمين فقامت الاولى  والتي يزعم من يدافع عنها ان رسول الله ص يقول فيها انها بمنزلة الثريد على سائر الطعام !!!! قامت بشتى الوسائل التي ترمي لتقليل شأن اهل البيت وترفيع شئنها المتواضع تفاضلا منها على من كتب الله لهم الافضلية هبة منه فما كان لها الا ان تسقط في هاوية الخيبة والفشل ولتعادي بسبب تعالي وتفاضل احب الخلق الى الله اما المراة الثانية التي اختارت التكامل منهجا  تلك  المراة التي ان ذكرت يذكر الايثار والنبل الا وهي ام البنين ع تلك المراة التي لم تطالب بمكانة ومنزلة وجعلت من نفسها وبنيها الاربعة في خدمة ابناء فاطمة الزهراء عليها السلام ولم تقرن نفسها ذات يوم بسيدة نساء العالمين فما كان من موقفها هذا الا ان ترتقي الى مكانة لم يرتقيها من سائر الناس ولم تكتفي بذلك لكنها نقلت مبدئها الى ابناءها فما كان من ابي الفضل العباس الا ان يكون عضيدا لامامة واخية الحسين ع ولينال لوفاه مكانة يستحقها بجدارة فما من زائر يزور الحسين ع الا وزار ابو الفضل العباس ع  فاي الكفتين ارجح التفاضل والتكامل ؟

وفي ظل الفوضى السياسية التي تحل في بلدنا والارتباك الحاصل في المجتمع الذي لايصعب على الانسان ان يميز ان سببه المفاضلة الغير متزنة والتي تقود البلاد الى الهاوية ولايسعنا الا ان نوجه دعوة للتكامل لانقاذ ما يمكن انقاذه فما جدوى ان نتكلم جميعنا بذات الوقت فلا يسمع احدنا الاخر لماذا لايتكلم من يستحق ان يتكلم ويصمت الاخرون فسبحان الله الذي جعل في تنوع الكائنات الحية ادلة على جدوى التكامل فما معنى ان نفاضل بين اسد ونملة ولكل منهم دور ولو تبادلت الادوار لاختل التوازن  ثقتنا بانفسنا مفتاح للتكامل مع الاخرين وثقتنا بان دورنا مهم في الحياة ولايعتمد على المكانة الاجتماعية دليل وعي وحضارة . ويحضرني مثل انكليزي مفاده Iam proud and you are you proud and who shall bear the ashes round        

انت متكبر وانا متكبر من يرفع الرماد من الارض وانا اسال قارىء المقال عن افكاره التكاملية لخدمة الواقع الاجتماعي والسياسي عبر تعليقاتكم الرائعة وعن رايه فاذا تنازل الانسان عن مكانة لايؤدي فيها دور الى اخرى يخدم بها مذهبه وان كان خلف الاضواء فبارك الله في كل انسان طيب موالي يحمل هذه الروحية واخص بالذكر العاملين في هذا الموقع الرائع

اختكم المهندسة بغداد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك