المقالات

اتفاقية السلام

1342 16:53:00 2007-03-19

( بقلم : عبد الرزاق السلطاني )

يعد الحراك السياسي العراقي الاخير نقلة نوعية في الدبلوماسية لاعادته للمنظومة الدولية, فالدعم الدولي والاقليمي له الاثر الكبير في بناء الهيكلية والاسس التي ترتكز عليها المسارات الوطنية للمحافظة على معطيات المراحل السابقة, ويدخل ضمن هذا الفهم جمع الارادات المتناقضة على طاولة سياسية واحدة, لضمان الحشد الخارجي لدعم العملية السياسية, والامن القومي للعراق لتكوين رؤية واضحة للانطلاقة نحو تقارب سياسي لغلق منافذ التدخلات الخارجية, وبالتالي فان سعي بعض الاطراف لتدويل القضية العراقية هي في واقع الحال مأساة وهروب من الحل الوطني, وتجريد القوى الوطنية من حقها في رسم مستقبل العراق الفيدرالي التعددي, فضلا عن الخطوات الرجراجة غير المناسبة لما تحملها من حلقات تآمرية, فهي تسير باتجاه استهداف البنية التحتية العراقية والنيل من ارثه الحضاري, فتشابك الجغرافيا الارهابية جعل من الصداميين والقاعدة اكثر المجموعات الفاعلة في خلق اتون العنف المذهبي, ومن الواضح ان استراتيجيتهما تقوم بالدرجة الرئيسة على افشال العملية السياسية وزيادة الفوضى لتجد لها مناخا نموذجيا للعمل الاجرامي, وهو ما التقى مع المصالح الاقليمية, فبعض الدول العربية المتخوفة من قيام تجربة ديمقراطية ربما يحفز عوامل التغيير داخلها, وامتداد النشاط القاعدي على المستوى الاقليمي اعطاه ديناميكية كبيرة للعبث بالامن القومي العراقي, وعلى الرغم من كثرة التحديات والاخطار التي تواجه المنطقة وتهدد صميم البنيوية العربية الاقليمية, لذا يترتب عليها لزاما الخضوع باطار امني يحاصر التدخل المباشر في الشان العراقي, فالعلاقات الافقية وحلحلة الازمات الهيكلية ضمن الاطر القانونية لتسريع اخراجه من ازماته ليمارس دوره الفاعل فيها, الامر الذي يفضي بالقضاء على العنف ويجفف منابع الارهاب ليكون المدخل الاساسي للاستقرار السياسي حيث تعد ابرام اتفاقية العقد الدولي لترسيخ دعائم السلام ومواصلة عملية الانماء اتفاقا وطنيا بين العراقيين وشركائهم وهي انجاز نوعي يضاف الى السجل الوطني لما له من ابعاد كبيرة لدعم الحكومة العراقية المنتخبة اقتصاديا وسياسيا وامنيا, اذا ما ترجمت مقرراته على ارض الواقع, فقد حان الوقت لان يدرك الجميع بكافة مواقعهم ومسؤولياتهم ان لا سبيل من الخروج من دوامة القتل المجاني الا من خلال دعم خطة فرض القانون في عموم العراق لتبديد الرؤى غير الدقيقة التي تحاول الولوج لنسف العملية السياسية التي خطت بيد العراقيين, وتمكين العملية الديمقراطية من خلال السير بزيادة الحشد الجماهيري, لاسيما دعم اللجان الشعبية المناطقية وتنسيق عملها مع الاجهزة الامنية الحكومية لتكون ظهيرا لها, فقد اعطت تطبيقاتها بعض مناطق اقليم الوسط والجنوب اكثر من دليل على نجاحها وصواب السير على تعميمها, فهي الحل المرحلي الامثل لمحاصرة الجيوب الارهابية.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك