المقالات

صداع عراقي في مطار القاهرة

1886 20:09:00 2007-03-23

( بقلم : عبد الرزاق الربيعي )

استقيت العنوان من تصريح لمصادر أمنية مصرية في مطار القاهرة رأت " أن المطار واجه صداعا بسبب وصول عدد من العراقيين بدون تأشيرات ترفض الدول القادمين منها عودتهم إليها حتى تجمع 13 عراقيا داخل صالة ترانزيت المطار منذ 45 يوما" حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية في نشرتها يوم السبت الماضي مؤكدة ان معظمهم من الأطفال !!!وبصفتي عراقيا فانني أدعو لرأس مطار القاهرة بالشفاء العاجل وأعتذر لحضرته من هذا (الصداع ) الذي سببه عراقيون وجدوا أنفسهم فجأة بلا وطن ولامأوى ولاصديق ولاقريب ولسان حالهم يتساءل مع المتنبي :بم التعلل لا أهل ولا وطنولا نديم ولا كأس ولا سكن وهي القصيدة التي يرد بها بيته الشهير:ما كل ما يتمنى المرء يدركهتجري الرياح بما لا تشتهي السفنواليوم اذ جرت رياح الزمان بالعراقيين بمالا تشتهي سفنهم , وهم الذين كانت  ديارهم مفتوحة القلب واليدين لكل عربي ضاقت به فجاج الأرض ,لم يبق أمامهم اليوم سوى أن يسببوا (الصداع ) للمطارات العربية والأوجاع لرجال الأمن الذين يعملون فيها !!

لم يبق أمامهم سوى أن يرموا أنفسهم في أحضان المطارات لعلهم يجدون في أحدها من يشفق عليهم ويمد لهم يد الأخوة والرحمة انقاذا لهم من الموت الذي يواجههم يوميا عبر جحيم المفخخات والانفجارات والعبوات الناسفة والاختطاف وماالى ذلك من أشكال المعاناة اليومية جراء تراجع الخدمات العامة وتردي الأوضاع المعيشية والصحية والأمنية .

وحسنا فعلت منظمة الأمم المتحدة وجزاها الله خير الجزاء عندما حلت مشكلة هؤلاء العراقيين الذين ظلوا عالقين بمطار القاهرة لمدة 45 يوما بالتمام والكمال , وتخيلوا أن يمر الأجانب الذين يرطنون بشتى اللغات , من أمامهم على مدى شهر ونصف ويرون بأم أعينهم رجال الأمن يهشون ويبشون بوجوههم ويرحبون بهم بكل اللغات , بينما يغلقون أبواب (أم الدنيا) ومقر جامعة الدول العربية وبلد العروبة الذي صدر لنا أبجدية المباديء القومية , بوجه مواطنين عرب مسلمين كل ذنبهم انهم عراقيون في زمن أسود !!!

وبهذا الصدد تحضرني حكاية صديق متزوج من أجنبية ذهبا الى السفارة المصرية في صنعاء وحين طلبت الزوجة التأشيرة قالوا لها "وليه يامدام تعبت نفسك وجيتي ؟ الأولى لك ان تحملي حقيبتك وتأخذي التأشيرة من المطار وبعشر دولات فقط تدفعينها كرسوم " فشكرتهم على هذه التسهيلات وهذا التهذيب الذي لا يليق الا بدولة عظيمة كمصر ثم سألتهم " وماذا بشأن زوجي ؟ " فتساءلوا " وما جنسيته؟" أجابت " عراقي " فاحمرت وجوههم واخضرت وقالوا " متأسفين يامدام لازم نأخذ رأي الخارجية المصرية !!!!"

حدث هذا في أواخر التسعينيات , وقبل شهور أحببت أن أرى (أم الدنيا ) وحين راجعت السفارة المصرية في مسقط قيل لي " تعال بعد شهر" سالتهم "ولماذا كل هذا الوقت ؟" أجابوا "لابد أن نأخذ رأي وزارة الخارجية المصرية " وبعد شهر اتصلت بالسفارة وقيل لي نحن نتصل بك ومرت الشهور ولم اتلق أي اتصال !!!ولنعد الى حكاية العراقيين الذين سببوا (صداعا ) لمطار القاهرة , اذا كانت الدول التي قدموا منها رفضت عودتهم اليها لأنهم بدون تأشيرات فذلك مفهوم ومقبول لأنها دول أجنبية لا تربطهم بها صلات الدم والقرابة والتاريخ المشترك واللغة , كما علمونا في درس التربية الوطنية في المرحلة الابتدائية , فهل نتوقع أن يصدر هذا الموقف من أخوة عرب تربطنا بهم كل تلك الروابط ؟؟؟

وبعد أن حلت منظمة الأمم المتحدة مشكلتهم وأدخلتهم القاهرة "بسلام آمنين " تحت كفالتها وحمايتها , هل يتوجب علينا أن نحمد الله ونشكره لأن منظمة الأمم المتحدة ليست عربية ؟؟؟عبد الرزاق الربيعي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمد المالكي / مدينة الصدر / العراق
2007-03-27
اقول ان السبب لما يحدث للعراقيين هو الموقف الضعيف للحكومة العراقية ذلك ان العراقيين يهانون على حدود الكرامة الاردنية يوميا ومع ذلك تعقد الحكومة العراقية الاتفاقات النفطية التي تسهل للاردن الحصول على النفط بنصف القيمة ويهان العراقيون على حدود سوريا القومية العربية بينما لايتوقف جريان التجارة التي تصب في مصلحة الامن القومي السوري اما مع القاهرة التي ساهمت في انقلاب شباط 1963 وفي انقلاب 1968وفي حرب العراق ضد ايران وضد انتفاضة1991فان علاقاتنا الاقتصادية معهم عالية وجيدة اقول حاربوهم بالاقتصاد
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك