المقالات

نفاق الاعراب تجاه الكورد ومخاوف الشيعة مازالت قائمة

2023 02:06:00 2007-03-26

( بقلم : اسعد راشد )

وفجأة تذكر الاعراب ان الاكراد "مضطهدون" وانهم كانوا ضحايا دموية ودكتاتورية صدام وانهم يشكلون اليوم "حجر الزاوية في الازمة العراقية" كما يقول الكاتب السعودي عبد الرحمن الراشد الذي اكتشف لتوه ان للاكراد "دور الموازن في التركيبة الطائفية" متناسيا الدور السعودي ابان الحرب العراقية الايرانية في تمويل ماكينة الحرب البعثية الشوفينية ضد الكورد والشيعة ومتغافلا مساهمة نظام بلده في اراقة الدماء البريئة للملايين من ابناء العراق شيعة وكورد وحتى مجزرة حلبجة لم يكن النظام البعثي لوحده شريكا في الجرم بل ان للاموال السعودية دورا كبيرا في جلب تلك المأساة البشرية للاكراد ‘ اما اليوم وفجأة يكتشف الوهابيون والليبراليون الوهابيون ان الكورد هم "ضحايا النظام البائد" وان "الذهنية العربية" قد تغيرت كما يريد ان يصوره عبد الرحمن الراشد حول ان "الاكراد العامل المقسم وبوابة الاجنبي" رغم عدم اقتناعه شخصيا بذلك لكون ان مقاله حول الكورد والذي نشر في صحيفة الشرق الاوسط تحت عنوان "العامل الكردي هل ينقذ العراق" قد خلى من مهنية صحفية بل جاء معبرا عن الاجندة السعودية التي تحاول جر الكورد الى حالة الاستقطابات الاقليمية والدولية وجعلهم مستقبلا "كبش فداء" لمصالح دول المنطقة ولاهداف في غاية من الكارثية والطائفية والعنصرية .

ان ما يشاع اليوم حول ان الكورد يشكل دوره كـ"بيضة القبان" امر فيه شيئ من الصحة ولكن ياترى ما الذي دفع بالاعراب في ان يكتشفوا فجاة هذا الدور الكوردي و"يعترفوا" ‘ ولو من زاوية ديبلوماسية وليس اقتناعا ‘ بجرائم صدام وما اقترفه بحق الاكراد من مظالم وتهميش ؟ هل للامر علاقة بما تعانيه السعودية من انحسارفي نفوذها في العراق ولم تجد سوى البوابة الكردية لاعادة الاعتبار الى ذلك النفوذ خاصة بعد تصاعد الدور الشيعي في العراق ؟

ولماذا لم تعطي السعودية هذ الاهتمام للشيعة ولدورهم الاساسي في العراق الجديد وهل للشيعة اقل تأثيرا في مستقبل العراق السياسي ام ان اجندة السعودية الطائفية لا تستطيع ان تتحمل الدور الشيعي في العراق ؟

نحن لا نشك ان غزل الاعراب تجاه الكورد لا يخلوا من النفاق فهم في قرارة انفسهم مازالوا يخونون الاكراد ويعتبرونهم مرتدين بل هناك سياسة مزدوجة تتبعها الانظمة العربية تجاه المكونات الكردية لشق الصف الكوردي واضعافه وهذا الامر لمسناه في اسلوب التعاطي العربي مع القضية الكوردية من خلال تحريض مجاميعهم الارهابية على استهداف مراكز الاتحاد الوطني الكوردستاني بزعامة مام جلال وتفجيرها عبر المفخخات الحاقدة وهو ما اعتبره بعض المحلليين بانه ضمن سياسة "العصا والجزرة" التي يتبعها النظام العربي حيث العصا تستخدم ضد جلال والجزرة مع مسعود وليس ادل على ذلك هي تلك الدعوة والحفاوة لمسعود في السعودية والاردن والتفجيرات التي تطال بشكل مستمر اهداف تابعة لمكاتب جلال في كوردستان وموصل وكركوك .

وبطبيعة الحال هناك "ثمن" ينتظره الكورد مقابل الدور "المؤمّل" والثمن قد يكون باهضا للنظام العربي الرسمي وكارثيا في نفس الوقت للكورد لسبب بسيط لا يجهله حتى من لا يدرك الف باء السياسة وهو كما قال الناطق باسم الاجندة السعودية عبد الرحمن الراشد "عامل منقد" اي ضحية لاجندة اقليمية يدفع ثمنها مستقبلا ومجددا الكورد والشيعة معا لان الاجندة السعودية واضحة في هذا الاستقطاب وهي مواجهة الشيعة وتهميش دورهم في العراق تحت عنوان محاربة النفوذ الايراني او كما عبر عنه بنفسه هذا المدعوا الراشد "مخطط هيمنة طهراني"! ولما يتخلصوا من الشيعة ويعيدوا الحكم للساديين من الاعراب تتجدد الاستحقاقات بالنسبة للحالة الكوردية خاصة مع وجود تداخل في مصالح الدول الاقليمية وبالذات دولة مثل تركية او حتى ايران وسوريا التي يشكل الاكراد فيهما نسبة غير قليلة من السكان .

ومن هذا المنطلق ايضا فان التحرك السعودي الاردني باتجاه الكورد وتزامنه مع محاولات علاوي للقيام بانقلاب ضد حكومة المالكي المنتخبة و الاستجابة الكوردية لذلك التحرك من خلال زيارة مسعود الى السعودية والاردن وما صرح بوجود لجان قد شكلت للتواصل ولاستكمال ما تتطلبه ابعاد تلك الزيارة خاصة مع ما اشيع بتشكيل لجنة امنية مشتركة بين اقليم كردستان والدولة السعودية هذه الامور ‘ورغم تطمينات مسعود للاطراف الشيعية ‘ تجعل من المخاوف الشيعية حقيقة قائمة لا تبددها تلك التطمينات علما ان الجانب الكوردي يدرك جيدا ان تحالفه مع الشيعة هو الذي وضعه في هذا الموقع واوصله الى عصره الذهبي وان اي انفراط لهذا التحالف فانه ينعكس بالدرجة الاولى على الاقليم الكوردي قبل الشيعي لعوامل اقليمية ودولية ومحلية فالشيعة قد لا يخسرون شيئا فهم يملكون خيارات قوية ولهم اوراق مازالت تقض مضاجع دول الجوار الطائفية والعنصرية واراضيهم تضم مخزونا نفطيا هائلا تشكل 80% من نفط العراق كما ان اعلان كيانهم الخاص بهم سوف يكون ردا على كل محاولات التهميش لدورهم وسوف يعجل ذلك من قيام دولتهم الشيعية التي ينتظرها كل شيعي على احر من الجمر‘ ولاعتبارات سياسية غير تلك الاعتبارات التي لدي الاكراد يفضلون البقاء ضمن الدولة العراقية والعراق الواحد الموحد بعكس الجانب الكوردي الذي تنتظر دول مثل تركيا والسعودية انفراط التحالف القائم بين الكورد والشيعة لتنفيذ اجندتهم ولاجهاض الحلم الكوردي في ان يكون لهم كيان مستقل وان ضمن العراق الموحد!

اسعد راشد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك