المقالات

الإرادة الوطنية ومستقبل العراق

1495 16:23:00 2007-03-26

( بقلم : عبد الرزاق السلطاني )

لقد أعطى نجاح التجربة العراقية الجديدة صفعة موجعة لأعداء التغيير، الذين اعتاشوا على استجداء الدعم الخارجي لحرف المسارات الوطنية وتغيير الخارطة السياسية، من خلال الرهان على التكتيكات الفوضوية لإرباك البنية السياسية الديمقراطية، فإن أحد أشكال الرد على بعض هذه الأطراف التي بدأت تطالب بالعودة للمربع الأول هو كشفها وتعليلها امام الجميع مما يسهم في تعريتها، فهي لها اليد الطولى في ما يجري من فوضى وقتل مجاني وتسهيل محاصرتها وتحديدا عندما تقدم السلطات الأمنية معلومات ووثائق تؤكد ضلوعها في تأزيم الوضع العراقي وحقنه بالتوترات، أو مساعدتها في أحسن الأوضاع في التخفيف من دور العراق وجعله ساحة ابتزاز وتصفية للحسابات، وبصرف النظر عما يقوم به هؤلاء فإن السمات العامة للتغييرات الدولية ازاء العملية السياسية والقراءة المستقبلية هو التوجه الخارجي للدعم الحكومي مما بدد تلك الرؤى بحسب الزيارات من وإلى العراق، مما يفرض تحدياً كبيراً يعطي ديناميكية للقوى الحكومية ضمن الفضاءات الدولية، فمن حاول تعطيل الإرادة الجماهيرية بتجاهله تنامي القدرات العراقية، يحظى بتفكيك التحالفات الاستراتيجية القائمة في الوضع القائم ولا سيما بعد التأييد الدولي لها مما جعلها أي ـ الحكومة ـ قادرة على ترتيب الأدوار وإفشال كافة المخططات التي يقوم بها أعداء التغيير، فالنظرة الاستشرافية هي التي تعمل على إيجاد قنوات للتعامل مع الحكومة المنتخبة وإدارتها الفاعلة في التعامل مع الملفات الهامة، وبالخصوص خطة فرض القانون الذي بدت تسير فيه بشكل تصاعدي للقضاء على مكامن الإرهاب وتقليصها النفوذ القاعدي مع مراعاتها أقصى درجات احترام حقوق الانسان،

 ومن سماتها هي أنها جزء من سياق يودي في النهاية لحل سياسي يعيد للوطن العراقي لحمته وينهي الاحتقان المذهبي الذي يغذيه شيوخ التكفير، وبصرف النظر عن الدعم الإجرامي فلا زال الدور العربي شبه محدود على صعيد التمثيل الدبلوماسي، ولكنه حاضر من حيث الاعلان المبتذل من دعمه وحدة العراق ووحدة شعبه ودعم أمنه واستقراره، وما إلى ذلك من شعارات سياسية فضفاضة، فهذا العجز المطلق قائم طالما بقيت المعادلات السياسية ضمن الإطار الوطني الذي حددته صناديق الاقتراع مما يجعلها في حالة طلاق فعلي مع الإرادة الوطنية الجماهيرية وحقها في تقرير مصيرها، ويبقى الدرس الأساسي هو أن لا خيار أمام الشعوب غير الحياة الحرة الكريمة وأن تتقدم بمسيرات نوعية، ولا ضير من مراجعتها التجارب الأخرى للقضاء على الحكومات الشوفينية الهرمة التي عشعشت على جماجم الشعوب المظلومة والتعرف على أسباب تعثرها لتلافي الكثير من الأخطاء والهفوات غير المحسوبة.

إن العراقيين سيتمكنون في نهاية المطاف وبفضل إصرارهم من تجاوز أعمال العنف والتوترات الطائفية ليتحول العراق إلى نبراس الديمقراطية والحرية في قلبه كافة مقاييس الديكتاتوريات ويدحض اسطورتهم القائلة من أنه لا يمكن للشعوب العربية أن تعيش دون جلادين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك